أبرز الأحداث السياسية في منطقة آسيا والشرق الأوسط لشهر يناير 2023م

1

شهد الشَّهر الأول من عام 2023م العديدَ من الأحداث السِّياسية المُهمة التي ألقت بظلالها على دول منطقةِ آسيا والشَّرق الأوسط، والتي أثرت وتؤثر على المنطقةِ وسكانها بدرجاتٍ متفاوتة، وترسم بعضُها ملامحَ سياسات تلك الدُّول على مدارِ الأيام والأعوام المُقبلة.

ومن أبرز هذه الأحداث:

الصين تعلق على مرور مدمرة أمريكية في مضيق تايوان

صرَّح الجيش الصيني بالقول: “إنَّ المدمِّرة الأمريكية أثارت ضجةً بمرورها في مضيق تايوان”، وقد راقبت القواتُ الصينية تحركاتها على طول الطريق، حيث مرَّت المدمرة الأمريكية من طراز (أرلي بيرك يو إس إس “تشونغ هونغ”) عبر مضيقِ تايوان في 5/يناير لإظهار التزامِ الولايات المتَّحدة بـ “حرية وانفتاح” المحيطَين الهندي والهادئ.

الصين تدين استمرار الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني

قال وزيرُ خارجية جمهورية الصين الشَّعبية (تشين جانج): “إنَّه لا يجوز استمرار الظُّلمِ التاريخي الذي يعاني منه الشعبُ الفلسطيني إلى أجلٍ غير مسمّى، ولا تجوز مساومته على حقوقهِ المشروعة وإقامةِ دولته المستقلَّة”.

وأشار الوزيرُ الصيني إلى ضرورة إرسال المساعداتِ الإنسانية إلى الشَّعب الفلسطيني؛ للدفع إلى حلٍّ عاجلٍ وعادلٍ نحو القضيَّة الفلسطينيَّة.

روسيا والهند

بدأت روسيا والهند تصنيعَ بنادق “كلاشينكوف” الهجومية من طِراز “AK-203” كجزءٍ من مشروعٍ مُشترك، مُسجلٍ وقائمٍ في الهند، حسبما أعلنت شركةُ الفضاء والدفاع الحكوميةِ الروسية (روس أوبورون إكسبورت(. ويُعتبر المشروع المشترَك لإطلاق الإنتاج التَّسلسلي لرشاشاتِ “إيه كي 203” أحد النتائج المهمَّة للتعاون العسكري التِّقني بين البلدين اللذين تربطهما علاقةُ شراكةٍ موثوقة.

علاقة الصين بدول الخليج

تنظر دُول الشَّرق الأوسط إلى الصين كلاعبٍ دوليٍّ يمكن الاعتماد عليه، في ظلِّ انحصار الوجود الأمريكي في المنطقة، كما تدرك ضرورةَ تنويع علاقاتها، بما يضمنُ مصالحها الاقتصادية والسياسية على حدٍّ سَواء.

وقد اتَّجهت الشركاتُ الصينية بالفعل إلى الاستثمارِ المباشر في تلك الدول، بالإضافةِ إلى العديد من عقود البُنية التَّحتيةِ الكبيرة، المَمنوحةِ للشركات الصينية، حيث تقوم الأخيرةُ ببناء الموانئِ ومناطق التجارةِ الحرة في المنطقة، بما في ذلك في عُمان ومصر والسُّعودية والكويت.

وقد نما التعاونُ بين الصين والدول العربية، ليشملَ التكنولوجيا الرقميَّة والطاقة المُتجددة والسِّياحة والطيران، وتستخدم معظمُ دول مجلس التعاون الخليجي تقنيةَ (هواوي) الصينية المُثيرة للجدل في شبكاتِ اتصالاتها.

ومع ذلك، فإنَّ أحد أنواع التعاون المُتزايد هو الأكثر إثارةً للجدل، ويتضمن الإنتاجَ المحلي للمعِدات العسكريَّة، حيث يطور السعوديون صواريخَهم وطائراتهم دون طيار بمساعدةٍ صينية، بينما اشترت الإمارات طائراتٍ مقاتلة صينيَّة.

حلفاء أمريكا في آسيا

يرتبط الازدهارُ الاقتصادي للولاياتِ المتحدة ارتباطًا وثيقًا بالاستقرار في منطقةِ آسيا والمحيط الهادئ، وبالتَّالي سيكون من المُضرِّ بمصالحها الخاصةِ الاستمرار في تأجيج نيران التَّوتراتِ الإقليمية، سواء في الأبعاد الاقتصاديَّة أو العسكريَّة أو السِّياسية.

 حيث ضمَّت اتفاقيةٌ تجاريةٌ جديدةٌ الصينَ إلى حلفاءِ الولايات المتحدة في منطقةِ آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك اليابان وأستراليا، وبحسب الشَّراكةِ الاقتصادية الإقليمية الشَّاملة الجديدة فإنَّ أكثر من 90% من الرسوم الجُمركيةِ على التجارة بين الدُّول الأعضاء الخمسة عشر قد أُلغيت، فيما يقول الاقتصاديون إنها ستكون امتيازًا كبيرًا للتجارةِ في المنطقة.

كما ستعطي الشراكة الصينَ دورًا أبرز في وضع قواعد التجارةِ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ على حساب الولاياتِ المتحدة.

فلسطين/ يناير 2023م أكثر الشهور دمويةً بالضِّفة منذ 2015م

قالت وزارةُ الصِّحة الفلسطينية في بيانٍ لها إنَّ 35 فلسطينيًّا استشهدوا برصاص جيش الاحتلالِ الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري بينهم 8 أطفال، إضافةً إلى سيدة مُسنة.

وذكرت الوزارة أنَّ شهر يناير/ كانون الثاني الجاري يُعد أكثر الشهور دمويةً في الضفةِ الغربية منذ عام 2015م، بالنظر إلى حصيلةِ القتلى المسجَّلة خلاله.


زيارة بلينكن لفلسطين

زار وزير الخارجيةِ الأمريكي (أنتوني بلينكن) الأراضي الفلسطينية و”الإسرائيلية”، وفي ختامِ زيارته قال إنَّ الولايات المتحدة ملتزمةٌ بتطبيق حلِّ الدولتين على المدى البعيد، والتقى الوزير الأمريكي بالرئيس الفلسطيني (محمود عباس) في مدينةِ رام الله.

وذكر بلينكن في سلسلةِ تغريدات على حسابه في تويتر أنَّ بلاده ستواصل دعمَ الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية والجهود المبذولة لخفض التَّصعيد، وشدَّد على ضرورةِ اتخاذ الإسرائيليين والفلسطينيين إجراءاتٍ فوريةٍ لخفض العنف، ومنْع المزيد من التَّصعيد.

وأضاف بلينكن أنَّه أكد خلال اجتماعه مع الرئيس عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني (محمد اشتية) على دعم واشنطن للشعب الفلسطيني وحلِّ الدولتين، مشددًا على أن “الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون إجراءات مماثلةً على صعيد الحرية والأمن والرَّخاء”.

مصر والهند ترفعان مستوى العلاقات إلى “الشراكة الاستراتيجية”

قرر كلٌّ من الرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي) ورئيس الوزراء الهندي (ناريندرا مودي) رفعَ مستوى العلاقات بين البلدين إلى “الشراكة الاستراتيجية” في مختلف القطاعات؛ من أجل تعظيم المصالح المشتركةِ وسط التَّحديات العالميَّة الحالية.


اليوم الجمهوري الهندي 26/ يناير

يحتفل 1,3 مليار هنديٍّ في 26/ يناير من كلِّ عام بيومِ الجمهورية، والذي تمَّ فيه تفعيل الدُّستور الذي وحَّدهم كأخوة رغم اختلافِ أعراقهم وأديانهم، حيث يستعيدُ الهنود في احتفالهم بكل فخرٍ واعتزازٍ ذكرى تاريخ تفعيل العملِ بالدستور الهندي، الذي تمَّ استبداله بقانون حكومةِ الهند (وثيقة 1935) في 26 يناير/كانون الثاني من كلِّ عام منذ 1950م، بعد حصولِ الهند على الاستقلال بعد صراعٍ طويلٍ جدًا من أجل الحريَّة.

وتمَّ اختيار تاريخ 26 يناير/كانون الثاني نسبةً إلى تاريخ إعلان الاستقلال في عام 1930م في لاهور، ويُعتبر يوم الجمهوريةِ في الهند هو اليوم الذي وافقت فيه الجمعيةُ التأسيسية على العمل بدستورٍ يُكرِّس الهند “جمهورية”. 

باكستان ٢٠٢٣م… هل تشهد انتخابات مبكرة وعودة عمران خان للسلطة؟

في محاولةٍ أخرى للضَّغط على الحكومةِ الفدرالية لإجراء انتخاباتٍ مبكِّرة، أعلن (عمران خان) عن نيته حل مجلسَي إقليمي: البنجاب (شرق)، وخيبر بختونخوا (شمال غرب)، اللذين يسيطرُ عليهما حزبه، وبالتالي حلّ حكومتي الإقليمين.

وحول مستقبل الصِّراع بين الحكومة والمعارَضة في باكستان يرجِّح البعض أنَّ الصراعَ سوف يستمر على ما هو عليه، خاصةً في ظلِّ عدم وجود جديد على خطابِ عمران خان.

وفي هذا السِّياق، من المرجَّح أن تُجرى الانتخابات في موعدها المقرر مسبقًا بعد انتهاء المدةِ الدستوريَّة للحكومةِ الفدرالية الحاليَّة في أغسطس/آب المقبل، بحيث تكون الانتخاباتُ في أكتوبر/تشرين الأول.

كما من المُمكن أن يتمَّ إجراء انتخاباتٍ مبكرة، كما يطالب خان حتى ولو تم حلُّ حكومتَي: البنجاب، وخيبر بختونخوا، وبدلًا من ذلك يمكن أن تقومَ الحكومة بعقد انتخاباتٍ في الإقليمَين فقط، دون الذهاب لانتخاباتٍ عامَّة.


مخاوف من أزمة تايوان… ألمانيا تسعى للحد من اعتمادها على الصين

طالب الحزبُ الديمقراطي الاشتراكي، الذي يتزعَّمه المستشار الألماني (أولاف شولتز)، بالحدِّ من اعتماد البلاد على الصِّين، والاستفادة من تجربةِ التَّخلي عن قطاع الطاقةِ الروسي بعد بدء الحربِ في أوكرانيا.

وكانت العلاقاتُ بين ألمانيا والصين توترت على خلفيَّة زيارة وفدٍ برلمانيٍّ ألمانيٍّ إلى تايوان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ انتقدت بكين الزيارة، وطالبت النواب الألمان بعدم إرسال إشاراتٍ خاطئةٍ إلى القُوى الانفصالية، حسب وصف السَّفارةِ الصينية في برلين.

أزمة دولية على الأبواب.. نزاع الحدود بين الصين والهند

ينذر تكرارُ الحوادث الأمنيةِ على الحدود بين الصين والهند بتدهور العلاقاتِ بين أكبر قوتين نوويتين في آسيا.

وقد وقعت آخرُ الحوادث الحدوديةِ بين البلدين في التَّاسع من ديسمبر، ورغم أنَّها مرت دون خسائر بشريَّة، إلا أنَّ حادثةً سبقتها عام 2020م خلّفت 24 قتيلًا من الطرفين، 20 منهم من الهند.

اقتحام الأقصى بين شارون وبن غفير.. ماذا تغيّر خلال 22 عامًا؟

نفَّذ الوزير الإسرائيلي المتطرف (إيتمار بن غفير) اقتحامَه الأول للمسجدِ الأقصى المبارك، بعد تولِّيه حقيبة الأمن القومي في الحكومةِ الإسرائيلية الجديدة، ورغم البيانات المندِّدة والمستنكِرة، مرّ اقتحام بن غفير هادئًا، مما استدعى مقارنةً مع ما حدث عقب إقدامِ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق (أرييل شارون) على اقتحام الأقصى سبتمبر/2000م، الذي كان الشرارةَ لاندلاع انتفاضةٍ فلسطينيةٍ ثانية دامت خمس سنوات.

ففي صبيحةِ الخميس 27/ سبتمبر /2000م، أعلن شارون نيته اقتحام المسجد الأقصى، فتحضَّر الفلسطينيون للردِّ بمواجهاتٍ واسعةٍ مع الاحتلال في اليوم التالي، وتزامنت هبَّات النَّفير مع انتهاء صلاةِ الجمعة التي شهدت اجتماعَ عشرات الآلاف من المصلين من المدنِ الفلسطينية كافةً،؛ لكنَّ بناء جدار الفصل العنصري بعد ذلك عام 2002م، منع مئات آلاف الفلسطينيين من دخولِ القدس والمسجد الأقصى، الأمر الذي قلَّل أعدادَ القادرين على الوصولِ إليه، حتى خلا الأقصى منهم أغلب أيام العام.

أمَّا اقتحام بن غفير، فقد سبقه تضاربٌ وتضليلٌ واضحان، إذ أعلن -عبر حسابه على تويتر- بداية العام الجاري نيته الاقتحام، لكنَّه أخفى الموعد، ثم تداولت وسائلُ الإعلام الإسرائيلية خبرًا يفيد بإرجاء الاقتحام، وهذا التضليل إضافةً لسياسة العزلةِ وفصل القدس التي اتبعتها الحكومةُ الصهيونية؛ أدى إلى تشتيت واغتيال ردودِ الفعل على الأرض ردًا على اقتحام المتطرِّف بن غفير للأقصى الشَّريف.

الزعيم الصيني يعيش عامًا صعبًا على عدة جبهات

يواجه الزعيمُ الصيني (شي جين بينغ) عامًا صعبًا على عدة جبهات، إذ بعد تميزه في الخريفِ الماضي، انتقل إلى مُحاربة أزمةِ الصحة العامة، والأزمةِ الاقتصادية في العام الجديد، وقد نُقل عن مُحللين قولهم: “إنه من المرجَّح أن يكون هذا عامًا من الاضطرابات بالنسبةِ لشي جين بينغ”.

إعداد:
وحدة الأبحاث والدراسات

منتدى آسيا والشرق الأوسط

خطوة جديدة في مشوار قديم

2023م

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *