
تأسس المستشفى الإندونيسي في شمال غزة عقب حرب غزة 2008-2009، حيث مولته بشكل رئيسي تبرعات من الحكومة الإندونيسية ومانحين دوليين آخرين، وكان هدفه الأساسي تقديم خدمات طبية أساسية لمناطق كثيفة السكان وغالباً ما تكون محرومة من الخدمات في قطاع غزة، بتمويل من مؤسسة «ميرسي» الإندونيسية..
ويتلقى سكان قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007 الخدمات والرعاية الطبية من 30 مستشفى أساسيا تعاني -إثر الحصار المستمر- من نقص دائم في المعدات والمستلزمات الطبية والأدوية اللازمة، حيث تُعد مستشفيات غزة واجهة للاستهداف المباشر وغير المباشر لهجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقصف المستمر والتهديد بالإخلاء القسري، ضمن عدوانه المسمى «السيوف الحديدية» الذي جاء ردا على عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها المقاومة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أدى إلى توقف 25 مستشفى عن العمل و51 مركزا للرعاية الأولية.
تقدم الرعاية الصحية الأولية في قطاع غزة -حيث يعيش أكثر من مليوني شخص- وزارة الصحة الفلسطينية، بالإضافة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومنظمات غير حكومية وبعض القطاعات الخاصة، حيث يستفيد سكان محافظات القطاع من الخدمات الصحية في 35 مستشفى، بمعدل 1.59 مستشفى لكل 100 ألف نسمة، 13 مستشفى منها حكومي و17 مستشفى غير حكومي، ومستشفيان يتبعان لوزارة الداخلية والأمن الوطني، و3 مستشفيات خاصة.
وتتوزع المستشفيات على 5 مناطق، 18 منها داخل غزة، و6 في خان يونس، و5 تقع شمال غزة، و3 في دير البلح ومثلها في رفح.
ويبلغ عدد الأسرة المتاحة فيها (قبل عملية طوفان الأقصى) نحو 3412 سريرا، بمعدل 15.53 سريرا لكل 10 آلاف نسمة، منها 527 في القطاع غير الحكومي، و130 سريرا تديره وزارة الداخلية، و81 سريرا يديره القطاع الخاص.
وتشير أرقام التقرير السنوي لوزارة الصحة للعام 2022 إلى أن عدد العاملين بلغ 11 ألفا و165 موظفا بزيادة معدلها 5.4% عن العام 2018.
ممارسات الاحتلال ضد المستشفيات و آثار الحصار
يعاني القطاع الصحي في قطاع غزة، من تدني كفاءة المنشآت الصحية، بسبب مجموعة من القيود والإجراءات يضعها الحصار الإسرائيلي منذ عام 2007، ومن مظاهرها:
- انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود على نحو مستمر، حيث يؤدي ذلك إلى تعطيل العديد من الأجهزة الطبية.
- نقص حاد في الأجهزة الطبية، ومنها الأجهزة الخاصة بالتصوير والتشخيص الطبي، التي تمنع سلطات الاحتلال دخولها، إلا بتصاريح خاصة تمتد إلى ما يقارب العام.
وتعيق هذه القيود أيضا استيراد المستلزمات الطبية الأساسية، مثل الأدوية والمعدات الطبية، والمواد الطبية اللازمة مثل «غاز النيتروز» الذي يستخدم لأغراض التخدير.
- القيود المفروضة على حرية حركة وتنقل المرضى ممن هم بحاجة ماسة للعلاج خارج قطاع غزة، وسياسة تخفيض أعداد التحويلات الطبية للمرضى.
اقتحامات واعتداءات إسرائيلية
في كثير من المناسبات كانت مستشفيات القطاع هدفا للاعتداءات الإسرائيلية، فقد تم قصف المستشفى الأهلي العربي المعروف بـمستشفى المعمداني عام 1989، وارتكب فيه الاحتلال مجزرة أيضا يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما اقتحمت القوات الإسرائيلية مستشفى ناصر في خان يونس وقبضت على عشرات الجرحى وحطمت معدات المستشفى في فبراير/شباط 1990.
ويوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء في غزة وسيطر على بعض مبانيه، وقصف محيطه وأجزاء منه.
كما استهدف الاحتلال في الشهر نفسه مستشفى القدس ومستشفى النصر للأطفال ومستشفى العيون في غزة، وقصف مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال والمستشفى الإندونيسي.
وبسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2023 خرج 21 مستشفى و47 مركزا صحيا عن الخدمة.
أوضاع صعبة في المستشفى الاندونيس
تُجري العمليات الجراحية في أروقة المستشفى «الوحيد» شمال القطاع في ممرات المستشفى بواسطة أطباء منهكين، حيث تعالج في حينه حوالي 250 مريضًا.
وقال الأطباء إن أجنحة الجراحة الأربعة في المستشفى كانت ممتلئة، وقام فريق الجراحين بتجهيز مساحات جراحية في الممرات للعديد من الذين يحتاجون إلى تدخل لإنقاذ حياتهم.
استهداف المستشفى الاندونيسي وانهيار الخدمات
فقد قالت وزارة الخارجية الإندونيسية في ٧ نوفمبر الماضي إن الغرض من المستشفى الإندونيسي في غزة هو خدمة الفلسطينيين «بشكل كامل» ردا على اتهام الجيش الإسرائيلي بأن حركة حماس تستخدمه لشن هجمات.
وأكدت الوزارة في بيانها أن «المستشفى الإندونيسي في غزة منشأة بناها إندونيسيون لأغراض إنسانية خالصة ولخدمة الاحتياجات الطبية للفلسطينيين في غزة»، مضيفة أن المستشفى تديره السلطات الفلسطينية بمساعدة عدد قليل من المتطوعين الإندونيسيين، وأن المستشفى كان يعالج المرضى بأعداد تفوق طاقته بكثير.
وفي سياق متصل، قال ساربيني عبد المراد، رئيس منظمة (إم.إي.آر-سي) التطوعية التي مولت المستشفى الإندونيسي، إن الوقود نفد من المستشفى و «إنهار». وكان عبد المراد، قد نفى الاتهامات الإسرائيلية، مضيفا أنها «ذريعة لتتسنى لهم مهاجمة المستشفى الإندونيسي في غزة.
الدكتور منير البرش المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة من داخل المستشفى الاندونيسي قال: ان هناك مخاوف من إقدام الاحتلال على مجزرة أخرى في المستشفى الإندونيسي، والجثامين تملأ المكان وهناك المئات من الجرحى مضيفا ان هناك مشاهد يندى لها جبين البشرية، وهناك دمار كبير في المستشفى الاندونيسي بعد قصف إسرائيلي عنيف، فضلا عن عديد القناصة التابعين لجيش الاحتلال الذين يستهدفون كل من في المشفى، وهناك امراة نازحة في المستشفى ارادات ان تتعرف على زوجها من بين الشهداء فرأت رأسه قد قطع عن جسده ولم تتمالك نفسها واغمي عليها، وهناك شاب بُترت رجله، فضلا عن كثير الجثامين للشهداء في المستشفى لا نستطيع دفنها بسبب استهداف كل من يخرج من المستشفى او الخروج لساحاته، ونخشى ان يقدم الاحتلال على مجزرة اخري في المستشفى الاندونيسي . الاحتلال ينتقم من المستشفى الاندونيسي خاصة انه في محافظة الشمال وهذه المحافظة بقيت صامدة ولم تنزح، ودبابات الاحتلال تحاصر المستشفى من كل بواباته، وهناك اكثر من ١٠٠ مصاب لا بد من اخلائهم من المستشفى فهم يحتاجون الى عمليات جراحية عاجلة ولا نستطيع إخراجهم.
وقد افاد المدير العام لمكتب الاعلام الحكومي بغزة ان دبابات الاحتلال وطيارات مسيرة قصفت المستشفى الاندونيسي بشكل مباشر.
مقتل 12 فلسطينيا على الأقل في قصف إسرائيلي
على المستشفى الإندونيسي بغزة
في ٢٢ نوفمبر الماضي حذرت إدارة المستشفى الإندونيسي من تكرار القوات الإسرائيلية لسيناريو مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي وأخلى معظم من فيه من مرضى ومرافقين ونازحين.
وتم إجلاء نحو 100 جريح ومريض منتصف ليلة ٢١ نوفمبر من المستشفى الإندونيسي، إلى مستشفى ناصر في خان يونس، بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك بعد ساعات من قصف استهدفت به طائرات إسرائيلية مرافق «الإندونيسي» بينها غرف العمليات، ما أوقع 12 قتيلا على الأقل، والعديد من الجرحى.
منظمة الصحة العالمية تشعر باستياء بالغ إزاء الهجوم الأخير الذي استهدف المستشفى الإندونيسي في غزة
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن استياء بالغ إزاء الهجوم الذي استهدف المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، وأسفر بحسب التقارير عن مقتل 12 شخصًا على الأقل، بمن فيهم المرضى ومرافقيهم المقيمون في المستشفى. وتفيد التقارير بأن عشرات الأشخاص أصيبوا أيضًا جرَّاء الهجوم، بما في ذلك بعض المصابين بجروح خطيرة ومُهدِّدَة للحياة. ولا ينبغي مُطلقًا أن يتعرض العاملون الصحيون والمدنيون لمثل هذا النوع من الترويع، ولا سيَّما أثناء وجودهم داخل المستشفى.
وقد تمت محاصرة المستشفى وإطلاق النار على من يحاولون مغادرة المستشفى، وقد واجه المستشفى، كغيره من المستشفيات في شمالي غزة ومدينة غزة، الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي منذ تعطُّل المولدات الرئيسية والثانوية عن العمل نتيجة نقص الوقود؛ كما واجه المستشفى نقصًا حادًّا في المياه، والأدوية والإمدادات الأساسية. ولم يستطع المستشفى تقديم الا الخدمات الأساسية، ما عرض حياة المصابين بإصابات وخيمة وحالات طبية طارئة أخرى لخطر داهم.
وقد وقعت هجمات متعددة ومتواصلة على المرافق الصحية، ما أسفر عن عمليات إجلاء جماعي قسري من المستشفيات ووقوع وفيات وإصابات متعددة في صفوف المرضى، ومرافقيهم، ومن احتموا بالمستشفيات كملاذ آمن. وأفادت التقارير بأن المستشفى الإندونيسي قد أُصيب بأضرار فعلية جرَّاء تعرضه لما لا يقل عن خمس هجمات منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
جاكرتا تدين استهداف المستشفى الإندونيسي بغزة وتطالب بتدخل دولي
واستنكرت إندونيسيا بأشد عبارات الشجب هجوم الاحتلال الإسرائيلي على المستشفى الإندونيسي في قطاع غزة، والذي تعرض للقصف من قبل الاحتلال.
وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرسودي إن «هذا الهجوم يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني»، مطالبة كافة الدول «التي لها علاقات وطيدة بإسرائيل باستخدام كل إمكاناتها وتأثيرها لحمل إسرائيل على وقف أعمالها الوحشية».
وأوضحت الوزيرة أن وزارتها فقدت «الاتصال مع 3 من مواطنين بلادها يعملون كمتطوعين في المستشفى الإندونيسي في غزة».
وأشارت مرسودي إلى أن الأونروا في غزة فقدت الاتصال أيضا بكل من هم في المستشفى الإندونيسي في غزة، وأضافت أنها سعت «للتواصل مع منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي لكنها لم تحصل على رد.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد ذكرت أن قوات الاحتلال فرضت حصارا على المستشفى الإندونيسي الذي يأوي نحو 700 شخص من الطواقم الطبية والجرحى، إضافة إلى النازحين إليه، وحذرت من تكرار ما فعله الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي هناك.
يذكر أن لجنة الإنقاذ والطوارئ الطبية الإندونيسية (ميرسي إندونيسيا) الأهلية هي من أشرفت على بناء المستشفى في القطاع.
وفي سياق متصل، طالب سربيني عبده مراد عضو ميرسي إندونيسيا مجلس الأمن الدولي باتخاذ خطوات ملموسة توقف الحرب وتؤدي إلى هدنة تنهي نزيف الدم في غزة.
كما طالب المسؤول في لجنة ميرسي الإندونيسية إسرائيل بعدم المساس بحرمة المستشفيات.
يشار إلى أن الجيش الإندونيسي يعمل على إرسال واحدة من سفنه الطبية محملة بالمعونات الطبية والإنسانية لسكان قطاع غزة.
وتشهد إندونيسيا سلسلة من المظاهرات والمسيرات التي تنتقل من مدينة إلى أخرى، والتي عادة ما تشمل جمع التبرعات لسكان غزة.
مدير المستشفى الإندونيسي بغزة
يبكي حال المرضى والمصابين
وقد وثّق ناشطون ومنصات إخبارية فلسطينية مشهدا مصورا لمدير المستشفى الإندونيسي في غزة عاطف الكحلوت وهو يبكي خلال مناشدته للعالم، بشأن ما آل إليه حال المشفى من أوضاع توصف بالكارثية، وسط اكتظاظه بالمرضى والمصابين جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع لأكثر من شهر، والذي أصاب -أيضا- محيط المستشفى لأكثر من مرة.
وناشد مدير المستشفى العالم ومنظمات حقوق الإنسان لإنقاذ الشعب الفلسطيني من «آلة الدمار الصهيوني»، قائلا من داخل غرفة العناية المركزة «هذه دموع العاجز.. نشكو إلى الله الأمة العربية والإسلامية والعالم الظالم مما يحدث لمصابينا ومرضانا».
وكان المستشفى الإندونيسي -الذي استكمل بناؤه في 2015 ويخدم قرابة 400 ألف نسمة- تعرض للقصف أكثر من مرة، منها في اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة، واستهدفت مركبة بداخله، مما أسفر عن استشهاد اثنين من العاملين.
اللجنة المشرفة على بناء المستشفى الإندونيسي بغزة
تُكذب مزاعم الاحتلال
وقد نفت لجنة الإنقاذ والطوارئ الطبية الإندونيسية «ميرسي -إندونيسيا» التي أشرفت على بناء وتمويل المستشفى الإندونيسي في قطاع غزة، ادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي بوجود علاقة للمستشفى بفصائل فلسطينية أو استخدام أنفاق تحته.
وقال عدد من المسؤولين والمتطوعين في لجنة «ميرسي- إندونيسيا» في مؤتمر صحفي بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، إن المستشفى يقع على مساحة 1.6 هكتار (الهكتار يساوي 10 دونمات) في بيت لاهيا شمالي القطاع، وهو مكون من عدة مبان، أهمها المبنى الرئيسي المتكون من 4 طوابق، إضافة إلى خزان للمياه وآخر للوقود، وموقف سيارات الإسعاف، ومبنى المولدات الكهربائية.
وأكد المسؤولون -ومنهم المهندس الذي شارك وأشرف على بناء المستشفى- أن هدف المستشفى تقديم المساعدة والرعاية الصحية للضحايا.
وأشاروا إلى أن المستشفى يواجه كغيره من مستشفيات غزة خلال تهديدات بقصفه، وقد قُصف فعليا عدة مرات، كما تعرضت المساحات القريبة منه للقصف من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي، ويواجه في الفترة الأخيرة أزمة وقود، ونقصا حادا في الأدوية والمستلزمات الطبية، وهناك حاجة ماسة لدعم كادره الطبي.
ظروف استثنائية .. نازحون ..
ومرضى يتهددهم الموت بالفشل الكلوي
يصطف عشرات المرضى والجرحى للتداوي في ممرات المستشفى الإندونيسي، ممن لم يجدوا مكانا لهم إثر تكدس الحالات داخل الأقسام وحيث الأولوية للأخطر فالأقل خطورة، حيث ان المستشفى يستقبل الشهداء والمصابين على مدار الساعة، علماً ان خطر الموت يتهدد 184 مريضا بالفشل الكلوي يُجرون عمليات غسيل الكلى طيلة الأسبوع.
وينذر انقطاع التيار الكهربائي بتوقف كامل لعمليات غسيل الكلى، ما هدد حياة هؤلاء المرضى بخطر الوفاة الحتمية، حسبما يقول مدير المستشفى الإندونيسي عاطف الكحلوت.
وما ضاعف الأعباء على كاهل إدارة المستشفى لجوء مئات الأسر النازحة إليه لتحتمي به من جحيم القصف الإسرائيلي الشديد الذي تتعرض له مدينة غزة ومحافظة الشمال التي لها النصيب الأكبر منه.
أما عن وضع المياه داخل المستشفى، فليس بأفضل حال من خارجه، إذ يصطف الأطفال والشبان في طوابير طويلة أملا في تعبئة عبوات صغيرة لعلها تسد رمقهم في ظل الشح الكبير، مما يدفعهم إلى شرب مياه غير صالحة.
وتوقفت غالبية محطات تحلية المياه في غزة عن العمل منذ الأيام الأولى للحرب، إما بسبب القصف الإسرائيلي بجوارها أو لانعدام الوقود اللازم لتشغيلها، وينتظر السكان أياما طويلة كي يحصلوا على عبوة مياه من هنا أو هناك.
وتعجّ ثلاجة الموتى التابعة للمستشفى الإندونيسي بجثامين الشهداء التي تصل تباعا من كل مكان، ويسابق الموظفون والمتطوعون فيها الزمن لتكفين ما بين أيديهم من جثامين، ليتفرغوا لمن هو آت.
وإلى جانب ثلاجة الموتى، تُرص جثامين الشهداء بانتظار أحبابهم لتشييعها إلى المقابر. ويتكرر المشهد ذاته، فلا مساحة لقبور جديدة، والحل بدفن مزدوج لأكثر من شهيد في قبر واحد.
كما أنه منذ بدء العدوان تعيش الكوادر الطبية حالة استنزاف شديدة بفعل حجم الاستهداف الهائل وغير المسبوق، وأن الكثير منهم لم يغادروا إلى منازلهم ولم يروا ذويهم الذين يقبع كثير منهم في مراكز الإيواء، مما يحملهم عبئا نفسيا إضافيا.
اقتحام المستشفى الإندونيسي..
وقصف إسرائيلي مستعر شمالي غزة
قبل ساعات من بدء سريان الهدنة في قطاع غزة، أكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة أن الجيش الإسرائيلي اقتحم المستشفى الإندونيسي، وقتل امرأة وأصاب 3 كما اعتقل 3 آخرين.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، بتعرض محيط وبوابات المستشفى الإندونيسي ومولدات الكهرباء فيه، لقصف طيران ومدفعية مصدرها الجيش الإسرائيلي.
وقصف الطيران الإسرائيلي وفق الوكالة المولد الرئيسي للكهرباء في المستشفى الإندونيسي، ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن جميع أقسامه.
كما قصفت الدبابات الإسرائيلية المتمركزة حول المستشفى، محيطه وبواباته الرئيسية.
وذكرت مصادر طبية «تعرض أجزاء في المستشفى الإندونيسي لقصف، وهناك خوف على حياة المرضى والأطباء».
ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات إخبارية فلسطينية فيديوهات قالوا إنها لاحتراق مولد الكهرباء الرئيسي في المستشفى الإندونيسي.
صحة غزة: إخلاء كامل للمشفى الإندونيسي
وبقية جرحى «الشفاء»
وقد أعلن متحدث وزارة الصحة بقطاع غزة، أشرف القدرة، إخلاء مستشفى الإندونيسي «بالكامل» والعمل على إخلاء بقية الجرحى من مجمع الشفاء الطبي.
وقال القدرة إن «المساعدات الطبية التي دخلت قطاع غزة غير كافية وهي أقل بكثير مما كان يدخل سابقا»، مشيرا لإخلاء مستشفى الإندونيسي «بالكامل» والعمل على إخلاء بقية الجرحى من مجمع الشفاء الطبي، محذراً من أن «الوضع الصحي في قطاع غزة سيء جدا وكارثي للغاية ومنهار ولا توجد أي مقومات صحية».