شؤون أسيوية

سيؤول .. مدينة خرجت من الحرب لتعانق التطور

خاص

سيؤول:

 هي العاصمة الرسمية لكوريا الجنوبية منذ عام 1948، تعتبر من أكبر المدن على مستوى الدول المتقدمة في العالم، وهي محور التكنولوجيا الرائدة في العالم، وبها «فورتشن غلوبال» لخمسمائة من الشركات المتعددة والجنسيات.

تقع مدينة سيؤول في الشمال الغربي من كوريا الجنوبية، على طول نهر الهان الذي يقسمها نصفين، شمالي وجنوبي، وهي قريبة إلى حد ما من الحدود الكورية الشمالية.

بلغ عدد سكان سيؤول في ديسمبر/كانون الأول 2013 حوالي عشرة ملايين نسمة، وانخفض عدد السكان منذ أوائل التسعينيات، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وشيخوخة السكان. وتنتشر في المدينة ديانتان رئيسيتان هما المسيحية والبوذية.

مرت سيؤول بمراحل وتحولات، منها تعرضها للاحتلال الياباني منذ عام 1910 إلى حين انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.

لم تهنأ المنطقة طويلاً، فبعد حوالي خمس سنوات اندلعت الحرب الكورية، وكان المخطط العسكري الكوري الشمالي صارماً، فبعد خمسة أيام من الغزو دخلوا سيؤول عاصمة كوريا الجنوبية وحاصروا خصومهم في قطاع أرضي ضيق حول المدينة الساحلية «بوسان» في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة الكورية.

جاء رد فعل الولايات المتحدة بعد شهرين ونصف، ففي 15 سبتمبر/أيلول 1950 قام الجنرال الأميركي “ماك آرثر” بإنزال بحري خلف خطوط الدفاع الكورية الشمالية، وتحصنت قواته قرب “إنشون” وهي مدينة ساحلية في غرب كوريا الجنوبية وتبعد عن العاصمة سول بنحو أربعين كيلومتراً غرباً.

ولم يمض أسبوعان حتى تجلى النصر الأميركي على الكوريين الشماليين فاستعيدت سول عاصمة الجنوب يوم 28 سبتمبر/أيلول، وأُرغم الكوريون الشماليون في الثلاثين من الشهر نفسه على التراجع إلى حدود خط العرض 38.

بعد أن وضعت الحرب أوزارها، انطلقت سيؤول انطلاقةً اقتصاديةً قويةً وعرفت نهضةً عمرانيةً واقتصاديةً في الستينيات والسبعينيات وما تلاهما من سنوات.

تعتبر سيؤول محور المال والأعمال في كوريا الجنوبية، وهي مدينة عالمية رائدة ومتصاعدة،  ويعرف اقتصادها ازدهاراً متصاعداً.

وتوجد في العاصمة الكورية الجنوبية كبرى الشركات العالمية مثل «فورتشن غلوبال الـ 500» من الشركات المتعددة الجنسيات، وبها أيضا  شركة سامسونغ التي تعتبر واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، بالإضافة إلى «أل جي» و»هيونداي-كيا».

وتمتلك المدينة شبكة نقل حديثة عمادها أكبر شبكة مترو أنفاق في العالم من حيث الطول، كما تمتلك أعلى نسبة انتشار من النطاق العريض للألياف البصرية في العالم.

ونالت سيؤول بفضل مكانتها ألقاب وتصنيفات عدة، منها أنها جاءت في المرتبة 76 في مؤشر «جودة الحياة لعام 2017» لشركة «ميرسر»، وحلت في الترتيب السادس لأغلى مدن العالم، بحسب «مؤشر تكاليف المعيشة لعام 2017» الذي أصدرته «وحدة المعلومات الاقتصادية» في مجلة الإيكونوميست.

كما احتلت سيؤول المرتبة التاسعة في تصنيف مؤشر مراكز التجارة العالمية عام 2008، وأدرجها مؤشر المراكز المالية العالمية عام 2015 باعتبارها المدينة السادسة الأكثر تنافسية من الناحية المالية في العالم.

إعلام المنتدى

العلاقات العامة والإعلام منتدى آسيا والشرق الأوسط المزيد »

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى