
رياضة آسيوية
سيباك تكراو
سيباك تكراو هي لعبةٌ رياضيةٌ جماعيةٌ تمزج بين كرة الطائرة وكرة القدم، وهي ذات شعبيةٍ في شرق آسيا، تُجرى مباراة السيباك تكراو بين فريقين، كل فريقٍ منهما مكونٌ من ثلاثة لاعبين “ريغو”، حيث يجب أن يتواجد لاعبٌ في الخلف ولاعبٌ على يمينه وآخرٌ على يساره، كرة السيباك تكراو وزنها 250 غرامًا تقريبًا، وهي مصنوعةٌ من الروطان -النخيل القصبي- وعلى اللاعبين ركلها وإرسالها إلى ملعب الفريق الخصم، والملعب المخصَّص للرياضة مقسَّمٌ إلى نصفين بواسطة شبكة، طولها في مسابقات الرجال أكبر من النساء.
قوانين اللعبة
على اللاعبين ركلُ الكرةِ باستخدام القدم والركبة والصدر والرأس، ولذلك فيها تحظى بإثارةٍ كبيرةٍ كونها أيضًا تُستخدم فيها العديدُ من اللَّمحات الفنية بكرةِ القدم
كما تُشابه قوانينها أيضًا كرةَ الطائرة من حيث إرسال الكرةِ إلى ملعب الخصم دون اصطدامها بالشَّبكة، تُحسب النقطة لصالح الفريق المُرسِل للكرة إذا سقطت الكرةُ في ملعب الخصم دون أن يتمكن أحدُ لاعبي الفريق المُنافس منعَها من السقوط، ويقال عن مُمارس “السيباك تكراو” إنَّه أكثر بهلوانيةً من لاعب كرة القدم، وأكثر لياقةً وقوةً من لاعب كرة الطائرة.
ومن أبرز قواعد اللعبة أيضًا أنَّه لا يمكن للاعب لمس الكرة بيده، كما يحقُّ للاعب لمس الكرة ثلاث مراتٍ متعاقِبة، تتكون كلُّ مباراةٍ من ثلاثة أشواط، يفوز الفريق الذي ينتصر بشوطَين في المباراة، ينتهي الشوط عندما يصلُ الفريق الفائز إلى النقطةِ ٢١، أو بفارق نقطتَين بعد ذلك مثلًا (٢١-٢٣).
النشأة
تعود أصولُ هذه اللعبة حسب المراجع القديمةِ إلى القرن الحادي عشر، وقد مارس الماليزيون هذه الرياضة في القرن الخامس عشر، وكانت تحمل آنذاك اسمًا آخر وهو “سيباك راكاو” ومعناها اضرب الكرة، وكانت تُمارَس من قبل الرجال والصبيان الذين كانوا يرسمون فيما بينهم شكلًا دائريًّا، ثم يقومون بضرب الكرة بواسطةِ عصا خيزران، تطورت اللعبة فيما بعد فمُورسَت على أرضيةٍ فارغةٍ دون شباك، لكن في القرن التاسع عشر أقام اللاعبون والمشجِّعون في جنوب شرق آسيا الشباك وسطَ الملعب، ووضعوا قوانين تشبه قواعدَ كرة الطائرة لزيادة التَّنافس.
التأخر في التنظيم
رغم شعبية “السيباك تكراو” في بعض مناطق آسيا، لاسيَّما في تايلند وماليزيا وإندونيسيا وفيتنام وميانمار، إلا أنَّ اللعبة لم تحظَ بالانتشار الواسع إلا بعد إقامة مباراةٍ استعراضيةٍ في العام 1945م، في جزيرة “بينانغ” الماليزية حضرها جمهورٌ كبيرٌ، لتنتشرَ بعد ذلك في كافة أرجاء القارة الآسيوية والعالم.
أمَّا تنظيم اللعبة، فهي انتظرت حتى عام 1960م لسنِّ قواعد وقوانين تحكمها، وفي عام 1965م، تمَّ اعتمادها كرياضةٍ رسميةٍ وواحدةٍ من الألعاب الأساسية في دوراتِ ألعاب جنوب شرق آسيا، ثم اعتُمدت كرياضةٍ رسميةٍ في دورة الألعاب الآسيوية منذُ الدورة الحادية عشرة، التي استضافتها العاصمة الصينية “بكين” عام 1990م، وشاركت كلعبةٍ استعراضيةٍ في دورة ألعاب “الكومنولث” عام 1998م، وهناك محاولاتٌ حثيثةٌ لإدخالها في الأولمبياد.
هيمنت تايلاند على ألقابِ دورة الألعاب الآسيوية 6 مراتٍ متتالية منذ عام 1998م، كما فازت 19 مرةً بلقب بطولة كأس الملك الدولية التي تُعد الأشهر على صعيدِ هذه الرياضة، في حين فازت ماليزيا بالألعاب الآسيوية عامَي 1990م و1994م، وبكأسِ الملك مرتين.