عواصم ومدن
طوكيو
تعتبر طوكيو عاصمة اليابان وهي تعني (العاصمة الشرقية)، تقع على الجهة الشرقية لأكبر الجزر الأربعة للبرِّ الياباني “هونشو“، وعلى الضِّفة الغربية لـ”خليج طوكيو“، وبالقرب من مَصبِّ نهر “سوميدا“، واختيرت عاصمةً لليابان منذ عام 1868م.
عَرفت المدينة عصرًا مزدهرًا أثناء فترة “إيدو“، وأثناء فترةِ التحولات اضمحلَّ دور المدينة لصالح “كيوتو” (العاصمة الإمبراطورية)، إلا أنَّ البلاط قرر أخيرًا أن ينقل عاصمته إلى “إيدو“، وتمت إعادة تسميتها إلى طوكيو، وفي بدايات فترة “مييجي “أخذت المدينة القديمة تتحول، فاحتضنت كُبرى الشركات، وأُولى الجامعات في البلاد، كما عَرفت أُولى النشاطات الصناعية، وتحول مظهرُ المدينة عام 1870م عندما أُقيمت الإنارة العمومية في شوارعها، وشُيِّدت المحطة المركزية، وبعد عشريةٍ من الزمن، بدأت خطوط “الترام “تغزو شوارع المدينة، كما شُرع في تشييد مبانٍ حكوميةٍ لتحتضنَ مقرات الشركات الكبيرة، غيرت هذه التَّحولات وغيرها وجهَ مركز المدينة القديم، ثم أصبحت شوارعها تُضاء بالإنارة الكهربائية، مع حلول القرن الـ20م، ازدادت طوكيو اتساعًا، وتكوَّن حولها نسيجٌ عمرانيٌّ كثيف، واستغلَّت كل المساحاتِ الشَّاغرة على امتداد الضفة الغربية لـ”خليج طوكيو“، ثم أخذت تبتلع أراضٍ جديدةً إلى الشمال والشرق .
تعدُّ طوكيو واحدةً من أكبر التجمعات الحضرية العالمية، إضافةً لكونها أهم مركزٍ تجاريٍّ وماليٍّ على مستوى آسيا، وواحدةً من أهمِّ المراكز العالمية وهي مقرُّ مؤشر “نيكاي للأسهم”، كما تعتبر المركز السياسي والاقتصادي والثقافي للبلاد، وهي تحتلُّ المركزَ الأول على المستوى الوطنيِّ في ميادين: البحث، والتعليم، والثقافة، تضمُّ المدينة أكثر من ثُلث المعاهد الجامعية، ويزاول حوالي 45% من إجمالي الطُّلاب في البلاد دراستهم فيها، وتَزخر المدينة بالكثير من المتاحف والمسارح والمكتبات.
تشكِّل طوكيو وتجمعها الحضريُّ القطبَ المالي والصناعي والتجاري للـيابان، حيث تتنوع النَّشاطات الصناعية فيها :مثل تحويل المواد الغذائية، والنَّسيج والملابس، والصناعات الثقيلة، والتكنولوجيا العالية (الإليكترونك، البصريات، آلات التصوير)، والبناءات الميكانيكية، والسَّيارات والكيماويات وغيرها.
تتركز نشاطاتٌ أخرى كثيرةٌ في طوكيو، حيث تتواجد فيها أغلبُ الهيئات الحكومية، وكُبرى الإدارات المحلية، وأهم البنوك، ومقرات أكبر الشركات اليابانية، تحتلُّ طوكيو المرتبةَ الأولى في اليابان من حيث حجم التَّبادلات التجارية، الداخلية والخارجية منها على حدٍّ سواء، وتعتبر بورصة طوكيو ثانيَ أكبر بورصةٍ في العالم بعد بورصة نيويورك.
المساحة
تبلغ مساحة المنطقة الحضرية في طوكيو حوالي 600 كيلومترًا مربعًا، وتتألف من 23 حيًّا، وهي تشكل أكبر تجمعٍ حضريٍّ في العالم إذا شملنا المناطقَ الحضرية المُجاورة لها، يمتدُّ النسيج العمراني فيها بدون انقطاع ليشغل مساحةً قدرها 10,000 كلم²، يضم أكثرَ من 37 مليون نسمةٍ، يشمل العديدَ من المدن الصغيرة المُتاخمة، وثلاث مدنٍ كبيرةٍ وهي :يوكوهاما، كاواساكي، وتشيبا، وتقع كلها شرقيّ المدينة.
الديموغرافيا
تُعد مدينة طوكيو حاليًّا أكبر مدينةٍ في العالم من حيث عدد السكان، فإذا أخذنا في الحسبان التَّكتلات الحضرية المجاورة فإنها تضمُّ أكثر من 37 مليون نسمة، بينما يبلغ عدد سكان طوكيو الأصلية 13,988,129 نسمة حسب إحصائية عام 2022م، وهو انخفاضٌ لأول مرةٍ منذ 26 عامًا، وتفيد الإحصاءات بتراجع عدد السُّكان في أغلب قطاعات طوكيو بسبب انخفاض عدد المواليد، ويُتوقع لها أن تكون أول مدينةٍ ضخمةٍ في العالم تتقلَّص وتصغر، بدلًا من أن تكبر.
لا تنفكُّ مدينة طوكيو تتجدد، وتكاد الأشغال فيها لا تنتهي، لم يتبنَّ المسؤولون فيها أيًّا من المخططات العُمرانية؛ لذا يبدو نسيجها العمراني متنوعًا، تبدو المدينة كتجمعٍ لقرىً صغيرةٍ تحافظ كلٌّ منها على خاصيَّتها الفريدة، أكثر منها كمدينةٍ عملاقةٍ حديثةٍ.
أهم الأماكن في طوكيو
القصر الإمبراطوري: يجمع القصر ما بين الأسلوب التقليدي للعمارة اليابانية، والعمارة الأوروبية ليشكِّلَ بذلك مَعلمًا رائعًا من معالِم مدينة طوكيو اليابانيَّة، وهو مُجمعٌ من المباني التي تغطِّي مساحةً تبلغ 3,41 كيلومترًا مربعًا من المساحات الطبيعية، والحدائق الخلَّابة، كما أنَّه محاطٌ في وسط طوكيو بمكاتب رؤساء الوزراء، ومبنى البرلمان الوطني الياباني، والمباني الحكوميَّة، والحي المالي، إضافةً إلى قُربه من محطَّةِ القطار في طوكيو.
متحف طوكيو الوطني: يعدُّ متحف طوكيو الوطني وجهةً سياحيةً مهمةً في مدينة طوكيو؛ فهو يوفِّر للزوار فرصةً الاطِّلاع على التاريخ الياباني عَبر الحِقب الزمنية المختلفة، وذلك من خلال المعارض المتنوِّعة التي يضمُّها في حديقة “أوينو”، إلى جانب الهياكل المتعدِّدة فيه، ممَّا يعني ضخامته.
