أوصى مختصون بالشأن السياسي، اليوم السبت، بضرورة تطوير قنوات التواصل مع جمهورية الصين الشعبية، لتعزيز موقفها الداعم للقضية الفلسطينية والحد من تطورعلاقتها مع الاحتلال. وجاء ذلك خلال الجلسة الأولى في المؤتمر الدولي “الصين والقضية الفلسطينية”، والتي عقدت تحت عنوان “العلاقات الصينية الفلسطينية: تاريخ وحاضر”.
وأكد المختصون، على ضرورة تكثيف الجهود الفلسطينية والعربية من أجل التواصل بشكل أكبر مع الصين، وتوضيح بعض المفاهيم في الدبلوماسية الصينية تجاه القضية.
ووصف رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، جواد الحمد، السياسة الراهنة للصين تجاه القضية الفلسطينية، بـ”الحذرة”، مشيراً إلى أنها “تختلف عن الولايات المتحدة في مسألة تبني مبدأ حل الدولتين، وتؤكد على ضرورة أن تكون لفلسطين سيادة كاملة على أراض 1967”.
وبين الحمد، أن الصين تعتبر القضية الفلسطينية قضية عادلة، وتقيم اتصالات مع حركة “حماس”، ودائما تطالب الولايات المتحدة بالضغط على الاحتلال لوقف الاستيطان، لافتًا إلى أنها، في ذات الوقت لا تستخدم نفوذها للضغط بشكل مباشر على الاحتلال.
ونوه إلى أن، بكين هي الشريك الثاني بعد واشنطن على المستوى التجاري مع الاحتلال، وهي تعتمد على “تل أبيب” بشكل كبير في مشروعها “الطريق والحزام”، مشيرًا إلى أنه “في مقابل هذه المعطيات السلبية؛ توجد نواح إيجابية قادمة من بكين، مثل منع مواطنيها من العمل في المستوطنات التي تُنبى على أراض الضفة الغربية”.
وطالب الحمد، بإنشاء مركز أبحاث في الصين يهدف إلى التعريف بعدالة قضية فلسطين، ويستهدف فئة الشباب الذين لا يعلمون شيئاً عن اعتداءات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وانطلقت السبت، افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الأول “الصين والقضية الفلسطينية”، والذي نظمه منتدى آسيا والشرق الأوسط، بالشراكة مع مجموعة من المنظمات الدولية، وأصدقاء الشعب الفلسطيني في جمهورية الصين الشعبية، بمشاركة شخصيات سياسية وأكاديمية من فلسطين والصين ودول عربية وآسيوية.
أما، الباحث السياسي، محمد صوالحة، فشدد أن الوضع الحالي يتطلب نظرة فاحصة لكيفية الاستفادة من العلاقات مع الصين كدولة عالمية صاعدة، داعيًا إلى جهد فلسطيني وعربي وإسلامي لمواجهة العلاقات الصينية الإسرائيلية.
كما اعتبر أن اتفاقية أوسلو شكلت كارثة على العلاقات الفلسطينية العالمية وأعطت شرعية للاحتلال وأضرت بالتضامن مع الشعب الفلسطيني.
من جانبه، شدد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط التابعة لجامعة الشؤون الخارجية الصينية، البروفيسور غاو شانغ تاو، على أن الصين تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، مضيفًا أنه لا بد أن يكون هناك محاولات دولية سريعة لضمان السيادة التامة للفلسطينيين على حدود 1967، “وهو ما سيحقق السلام في المنطقة” وفق تعبيره.
من جهته، لفت مدير دراسات الإسلام والشؤون الدولية، سامي العريان، إلى أن صعود الصين وما يمثله من تحدي للولايات المتحدة، يتيح فرصة لاستغلالها لصالح القضية الفلسطينية ومناهضة نفوذ القوى الإستعمارية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي.
أما، أمين العلاقات الدولية للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج، ربحي حلوم، فأوضح أن الصين باتت تشكل اهتمامًا يشغل القوي العالمية الكبري وتحديًا لكل الدول الاستعمارية التي تسعي لبسط نفوذها وسيطرتها على الشعوب المستضعفة في العالم.
وأشار حلوم إلى أن، الأرضية والخلفية النضالية التي تأسست عليها الصين جعل منها محجًا للثورات النضالية ولكل حركات التحرر في العالم، مؤكداً أن الصين من أوائل الدول الداعمة لنضال الشعب الفلسطيني والرافضة للاحتلال.