جوائز نوبل والحصيلة الآسيوية

محتويات المقالة

طارق المصري

“احترام الذات دون احترام الآخرين كالجوهرة التي لا تصمد أمام ضوء النهار”

ألفريد نوبل

في حدث فريد وغير عادي، وقع ألفريد نوبل وصيته الأخيرة في النادي السويدي النرويجي في باريس في 27 نوفمبر 1895 م، وعندما تم فتحها وقراءتها بعد وفاته، والتي كانت في 10 ديسمبر 1896 م في إيطاليا، أثارت الوصية الكثير من الجدل، سواء في السويد أو على المستوى الدولي، حيث قرر نوبل تخصيص جزء كبير من ثروته لإنشاء جوائز في الفيزياء والكيمياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب والأدب والسلام، حيث عارضت عائلته بشدة إنشاء الجائزة، كما رفض الفائزون بالجوائز الذين ذكرهم نوبل في وصيته أداء ما طلب منهم، عندما بدأ منفذو وصيته المهندسين، راجنار سوهلمان ورودولف ليلجيكيست، في تشكيل مؤسسة نوبل كمنظمة لرعاية الأصول المالية التي تركها نوبل لهذا الغرض، ورغم الصعوبات والعقبات والعديد من الاستجوابات من قبل السلطات في مختلف البلدان، استطاع أصدقاء نوبل وورثته إقناع البرلمان السويدي بتنفيذها، وفي عام 1900 م صدق الملك أوسكار الثاني على قانون بتأسيس مؤسسة جائزة نوبل، الأمر الذي استغرق خمس سنوات لمنح أول جائزة من جوائز نوبل في عام 1900 م.

ولد ألفريد نوبل في ستوكهولم، السويد، (1833-1896) وهي الحقبة التي كانت فيها السويد قوة عظمى في شمال أوروبا، كان نوبل يتقن عدة لغات، وكتابة الشعر والدراما، وكان مهتما جدا بالقضايا الاجتماعية والمتعلقة بالسلام، ويحمل وجهات نظر كانت تعتبر متطرفة خلال فترة حياته، وتكمن عظمة ألفريد نوبل في قدرته على الجمع بين العقل الثاقب للعالم والمخترع وبين ديناميكية رجل الصناعة الملهم، فقد أثبت أيضا أنه رجل أعمال ماهر جدا، من خلال تأسيسه مصانع الديناميت ومختبرات في حوالي 90 مكانا مختلفا في أكثر من 20 دولة، على الرغم من أنه عاش في باريس معظم حياته إلا أنه كان يسافر باستمرار، فوصفه فيكتور هوغو ذات مرة بأنه “أغنى متشرد في أوروبا”، دلالة عن كثرة أسفاره، حيث ركز على تطوير تكنولوجيا المتفجرات بالإضافة إلى الاختراعات الكيميائية الأخرى، بما في ذلك مواد، مثل المطاط الصناعي، والجلود والحرير الاصطناعي وما إلى ذلك وبحلول وقت وفاته في عام 1896، كان لديه 355 براءة اختراع، ليختم حياته بوصيته (جوائز نوبل) والتي غدت عند تنفيذها امتدادا وتحقيقا لاهتماماته التي سعى لها طوال حياته…

مؤسسة نوبل

تعتبر مؤسسة نوبل المسؤولية النهائية عن تحقيق النوايا الواردة في وصية ألفريد نوبل، والتي تتمثل مهمتها الرئيسية في إدارة ثروة ألفريد نوبل بطريقة تضمن وضعا ماليا آمنا لجائزة نوبل على المدى الطويل، وتضمن استقلالية المؤسسات المانحة للجائزة في عملها في اختيار المستفيدين، وتتولى المؤسسة أيضا تعزيز مكانة جائزة نوبل من خلال إدارة وتطوير العلامات التجارية والأصول غير الملموسة التي تم بناؤها خلال تاريخ جائزة نوبل، والذي يمتد لأكثر من 120 عاما، كما تمنح المؤسسة الجوائز في كل عام من قبل الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم والأكاديمية السويدية ،ومعهد كارولنسكا ولجنة نوبل النرويجية، وذلك للأفراد والمنظمات ذوات الإسهامات البارزة في مجالات الكيمياء والفيزياء والأدب والسلام والفسيولوجيا أو الطب، وقد أنشئت لاحقا جائزة أخرى، وهو جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية، في عام 1968 م، ويمنحها البنك المركزي في السويد، وهو بنك سفيرجيس ريكسبانك ، لمن يقدمون إسهامات بارزة في مجال العلوم الاقتصادية، رغم أن الفائز لا يحمل بشكل رسمي وصف جائزة نوبل، وإنما جائزة بنك السويد في الاقتصاد فقط، وتذهب هذه الجوائز لشخصيات “أسهمت بنصيب وافر في نفع البشرية” بحسب الوصية ألفريد نوبل.

دستور الترشيح واختيار الفائزين

يتولى مهمة ترشيح الفائزين: أكاديميون، وأساتذة جامعيون، وباحثون، وفائزون سابقون، وآخرون، وتنص القواعد المعمول بها في مؤسسة نوبل على عدم نشر القوائم القصيرة للمرشحين قبل مرور 50 عاما على اختيارها، تمنح جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب، والأدب وجائزة العلوم الاقتصادية في السويد، إذ تختار الأكاديمية السويدية للعلوم الفائز بجائزة نوبل في الكيمياء والفيزياء، وتختار جمعية نوبل في معهد كارولينسكا الفائز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب، بينما تحدد الأكاديمية السويدية الفائز بجائزة نوبل في الأدب، حيث تتألف لجنة جوائز علوم الطب في معهد كارولينسكا من 50 عضوا، والأكاديمية السويدية من 50 عضوا أيضا، بينما تتألف لجنة الكيمياء والفيزياء من 300 عضو من أكاديمية العلوم السويدية، ويجرى اختيار الفائز بجائزة نوبل للسلام في النرويج من قبل لجنة مكونة من خمسة أعضاء يعينهم البرلمان النرويجي، وتمنح الجائزة في أوسلو.

كما تنص قواعد مؤسسة نوبل على عدم تقديم الجائزة في مجال بعينه إذا لم يكن إحدى أقدام ما يستحق به نيلها في ذلك المجال، وتنص قواعد مؤسسة نوبل على أنه إذا لم يكن هناك من يستحق الجائزة في فئة معينة، تحجب ويحتفظ بأموالها للعام التالي، ويمكن لشخصية واحدة أن تحرز الجائزة ذاتها أكثر من مرة، على ألا يتجاوز عدد الفوز بها ثلاث مرات، ويمكن تقاسم الجائزة بين ثلاثة أفراد كحد أقصى، وفي السنوات التي احتجبت فيها الجائزة نتيجة لأحداث خارجية أو لانعدام الترشيحات، كانت تعاد القيمة المالية للجائزة إلى الوديعة المصرفية الخاصة بالجائزة، ويطلق على الفائزين بالجوائز بالإنجليزية “laureates”، في إشارة إلى إكليل الغار الذي كان يمنح للفائزين في المسابقات في اليونان القديمة.

مكاسب المرشحين في حال فوزهم

ونظرا للمكانة التي يحصل عليها الحائز على جائزة نوبل والتي تستمر مدى الحياة، تشكل الجائزة دفعا كبيرا لمهنة أي باحث، وتسفر عن اكتساب سمعة دولية، فهي جائزة مرموقة عالميا، وتحمل قيمة أكاديمية وعلمية، لا يكتفي الفائزون بالجائزة بالتكريم العالمي المرموق، بل يحصلون كذلك على جائزة مادية كبيرة، قد يتم تقسيمها في حال توج بالجائزة أكثر من فائز واحد، يحصل الفائز بكل جائزة على شهادة نوبل، وكل واحدة منها تعد عملا فنيا فريدا، وميدالية نوبل ذات تصاميم مختلفة، وجائزة نقدية قدرها 11 مليون كرونا سويدية (990.000 دولار أمريكي)، تقسم بين الفائزين عند وجود أكثر من فائز واحد، وتسلم الجوائز في احتفالات تقام في 10 ديسمبر/ كانون الأول، في ذكرى وفاة نوبل.

معلومات ومفارقات في تاريخ الجائزة

احتجبت جائزة نوبل خلال الأعوام بين 1940م و1942م بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، ولم يتمكن أربعة من الفائزين بالجائزة من استلامها نتيجة للضغوط التي مارستها حكوماتهم، حيث منع أدولف هتلر ثلاثة من الألمان، وهم (ريتشارد كون (في الكيمياء لسنة 1938) وأدولف بوتنانت (في الكيمياء لسنة 1939م) وجيرهارد دوماك( في الفسيولوجيا أو الطب لسنة 1939م من استلام جوائزهم، كما مارست حكومة الاتحاد السوفيتي ضغوطًا على )بوريس باسترناك (  الفائز في الأدب لعام 1958م لحضه على رفض الجائزة، كما رفض الجائزة اثنان من الفائزين، وهما (جان بول سارتر (في الأدب لعام 1964م و(لي دوك ثو(  في السلام لعام 1973م، وقد جاء رفض سارتر للجائزة لرفضه كل أشكال التشريف والجوائز الرسمية بصفة عامة، أما في حالة «لي» فكان السبب هو الأوضاع التي كانت تمر بها فيتنام في ذلك الوقت، كما كان خمسة رهن الاعتقال وقت منح جائزة نوبل وهم داعية السلام والصحفي الألماني كارل فون أوسيتسكي، والسياسي البورمي (أونغ سان سو تشي)، والناشط الصيني في مجال حقوق الإنسان (ليو شياوبو)، والمدافع عن حقوق الإنسان البيلاروسي( أليس بيالياتسكي)، والمدافعة الإيراني عن حقوق الإنسان والمناضلة من أجل الحرية نرجس محمدي، وأول جائزة نوبل كانت من نصيب (هنري دوناننت) الذي شارك في تأسيس الصليب الأحمر عام 1901م، كما فازت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بثلاث جوائز سلام، وحصلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على جائزة نوبل للسلام مرتين، كما مُنحت جائزة نوبل وجائزة العلوم الاقتصادية للنساء 65 مرة، وقد تم تكريم ماري كوري، مرتين، في الفيزياء والكيمياء عام 1903 و1911م،على التوالي، كما فازت الناشطة الباكستانية (مالالا يوسفزاي) عام 2014م في مجال تعليم الأطفال بالجائزة عندما كان عمرها 17 عاما، ولا تزال حتى الآن أصغر فائزة، وكان (جون بي غوديناف) من الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الفائزين سنا، إذ كان يبلغ من العمر97 عاما عندما حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2019م، كما حصلت 16عائلة على جائزة نوبل، فقد تكرر فوز زوج وزوجته ست مرات، وأم وابنتها مرة واحدة، ووالد وابنته أيضا مرة واحدة، بينما تكرر سبع مرات فوز أب وابنه، ومرة واحدة فقط حصل أخوان على الجائزة.

الحصيلة الدولية من الجوائز

منحت جوائز نوبل الستة، 621 مرة إلى 1000 شخص ومنظمة، بين عامي 1901 و2023، ومع حصول البعض على جائزة نوبل أكثر من مرة، فإن هذا يعني أن إجمالي عدد الأفراد 965 فردا و27 منظمة، حيث منحت جائزة نوبل للسلام 104 مرات إلى 141 من الحائزين على جائزة نوبل وهما 111 فردا و30 منظمة، وتم منح جائزة نوبل في الفيزياء 117 مرة ل 225 من الحائزين على جائزة نوبل، كما منحت جائزة نوبل في الكيمياء 115 مرة ل 194 فائزا، ومنحت جائزة نوبل في الفسيولوجيا أو الطب 114 مرة ل 227 فائزا، وفي الأدب منحت 116 مرة ل 120 فائزا، وفي العلوم الاقتصادية 55 مرة إلى 93 فائزا

ملالا يوسفزاي

وفي إحصاء لعدد للدول العشر الأولى التي حصلت على أكبر عدد من جوائز نوبل، يبرز التفوق الواضح للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، وذلك نتيجة لمساهماتهم الطويلة في مجالات البحث العلمي والأدب وجهود السلام حيث جاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الأولى بحصولها على 400 جائزة، تأتي خلفها المملكة المتحدة ب 137 جائزة، وثم تليها ألمانيا ب 111 جائزة، وتليهم فرنسا ب 71 جائزة، والسويد ب 32 جائزة، أما اليابان فحازت على 29 جائزة، وكندا على 28 جائزة، وسويسرا حصدت 27 جائزة، بينما النمسا تسلمت 22 جائزة، وهولندا 22 جائزة.

الحصيلة الآسيوية من جوائز نوبل

حصل الآسيويون على جميع فئات الجوائز الست: الفيزياء، والكيمياء، وعلم وظائف الأعضاء أو الطب، والأدب، والسلام، والاقتصاد، بعدد بلغ واحد وثمانون فائزا آسيويا، بمن فيهم مزدوجي الجنسية ومن غير الفائزين الروس، وكان ( رابندراناث طاغور) من الهند أول آسيوي حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1913 م، وكان عام 2014 م الأكثر تحصيلا من جوائز نوبل الممنوحة للآسيويين، عندما فاز خمسة آسيويين بالجائزة، وتعتبر نرجس محمدي آخر الحاصلين على الجائزة في عام 2023 م وهي الإيرانية الثانية على قوائم نوبل والتي تم منحها الجائزة وهي في السجن، وتعتبر اليابان أكثر الدول الآسيوية تحصيلا بحصولها على تسع وعشرين جائزة.

بلغ عدد الجوائز الأسيوية في الفيزياء 21 فائزا وشكل اليابانيون الأغلبية ب 12 فائز، وجوائز الفيزياء 19 فائزا ويشكل اليابانيون أيضا أكبر عدد من الفائزين ب 8 فائزين، وسبعة آسيويين حصلوا على جائزة الطب ووظائف الأعضاء وشكل اليابانيون الخمسة أكبر عدد منهم، كما حصل اليابانيون على 3 جوائز من أصل 8 جوائز في الآداب، أما جائز نوبل للسلام فبلغ العدد 22 فائزا، وفي الاقتصاد تم تحصيل أربع جوائز فقط.

في عام 1979 حصل العالم الباكستاني محمد عبد السلام على جائزة نوبل في الفيزياء وهو أول باكستاني وأول مسلم يفوز بجائزة نوبل للعلوم، حتى أنه ارتدى العمامة البيضاء في استكهولم أثناء مراسم استلام الجائزة من ملك السويد، واستشهد بآيات قرآنية في خطاب قبول الجائزة، وبدلا من أن يمثل هذا الفوز لحظة تاريخية لبلاده، طوى النسيان إنجازاته منذ اللحظة التي أصدر فيها رئيس الوزراء الباكستاني ذو الفقارعلي بوتو، قانونا جديدا ضد أتباع الطائفة الأحمدية في عام 1974، يجرده من هويته الإسلامية.

محمد عبد السلام

انتقادات في حق جائزة نوبل

تعتبر جائزة نوبل ثاني أكثر جائزة محل انتقادا من بين الجوائز العالمية، حيث كانت هناك انتقادات وصلت لحد السخرية على فوز الرئيس الأمريكي السابق باراك أوياما بجائزة نوبل للسلام عام 2009 لحصوله على الجائرة، خاصة وأنه لم يمض على توليه منصبه سوى أيام قليلة قبل الموعد النهائي للترشيح، كما تعرضت الأكاديمية السويدية لانتقادات ضمن رسالة كتبها 42 كاتبا وأديبا سويديا معبرين عن استيائهم من عدم ترشيح الروائي الروسي ليو تولستوي لجائزة نوبل في الأدب على مدار خمس سنوات، ومع ذلك لم يفز تولستوي في سنوات ترشحه، وقيل إنه لم يفز بسبب تحفظات الأكاديمية على مواقفه السياسية والدينية، إضافة إلى العلاقات المتوترة بين روسيا والسويد وقتها، كما كشف أرشيف جائزة نوبل عام 1962 م أن المؤلف (جون شتاينبك) كان “خيارا توفيقيا” من بين قائمة مختصرة، وأظهرت الوثائق التي رفعت عنها السرية أنه تم اختياره كونه أفضل الخيارات السيئة، واعترف الكاتب بنفسه أنه لا يستحقها، عندما سئل يوم إعلان الجائزة عن رأيه، كما كان من ضمن الانتقادات نسبة الذكور غير المتوازنة مع الإناث، فالتمثيل الذكوري كبيرا جدا مقارنة مع عدد الإناث، إلا أن متحف نوبل أكد أنه في حين لا توجد سجلات تشير إلى التجاهل المتعمد لأعمال النساء، إلا أن هناك قصة واحدة ينبغي الإشارة لها، ففي عام 1903 رفض زوج (ماري كوري) وشريكها في الأبحاث حول المواد المشعة استلام جائزة نوبل احتجاجا على عدم ترشيح زوجته للجائزة، وقرر مجلس الجائزة قبولها في ترشيح متأخر وأصبحت أول امرأة تفوز بجائزة نوبل، وانتقد بعض الباحثين المعايير الحالية لمنح جائزة نوبل، ذلك أنه لا يمكن مشاركة كل جائزة بين أكثر من ثلاثة أشخاص، كما أنه لا يمكن تسمية الفائزين بالجائزة بعد الوفاة، وبقاء قوائم الترشيح سرية لمدة 50 عاما، ووجود ترشيحات مثيرة للجدل بسبب المعايير الفضفاضة للترشيح التي أدت إلى ضم قائمة المرشحون، اختيارات غير تقليدية، ومثيرة للجدل، فقد تم ترشيح أدولف هتلر لجائزة السلام عام 1939 م، من قبل عضو في البرلمان السويدي، وبحسب ما ورد، تم تقديمه بطريقة ساخرة، ثم سحب الترشيح بعد فترة وجيزة، كما تم ترشيح الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين لنفس الجائزة مرتين، وذلك في عام 1945 م بدعوى جهوده في إنهاء الحرب العالمية الثانية، ومرة أخرى في عام 1948 م، وقد طرح برلماني نرويجي، ينتمي لحزب يميني متشدد، اسم ترامب لنيل الجائزة لعام 2021 م، مشيرا إلى دور الرئيس في اتفاق السلام الأخير بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية.

الخاتمة

جاءت جائزة نوبل انعكاسا لاهتمامات شخصية نوبل الاستثنائية، والتي تمثلت بإعجابه بالأدب العالمي، واهتماماته الفلسفية ودعواته من أجل إلغاء أو تخفيض الجيوش الدائمة وتعزيز مؤتمرات السلام، كما كان سوء حظه بالحب وكثرة أمراضه، أحد العوامل التي صقلت فكره، وأنتجت لنا وصيته النبيلة، تلك الشخصية التي أثارت إعجاب الشعراء والأدباء والصناعيين ورجال الأعمال، على الرغم من اتهامها بتمهيد الطرق لدمار البشرية، باختراعها للمواد المتفجرة التي إساءات الإنسانية استخدامها، على غرار استخدامات البشر السيئة للعلم الذي وظف في غير محله، إلا أن الجميع يثني على نبل دوافع نوبل في تقديم شيء جميل بحق أفضل عمل قدما من أجل الإخوة بين الأمم، أو عمل استفادت منه البشرية قاطبة، في أهم المجالات التي تثري البشرية وتسهم في تطوير وتقدم الإنسانية ورخاء العالم بأسره، إلا أن الانتقادات التي طالتها وعدم تطور دساتيرها، تركها تحت اتهامات وشك في مصداقيتها وتحيزاتها، خاصة وأنها لا تشمل إلا الأحياء من المساهمين في عصرنا، الذي أبدع فيه الغربيون الحاليون، الذي قدموا اسهامات تعتبر امتدادا لافكار واختراعات شرقية المنشأة والهوية، وهذا ما يفسر قلة الجوائز الأسيوية المتحصل عليها، مقارنة بالغرب الأوروبي والامريكي.

قسم الابحاث والدراسات في منتدى آسيا والشرق الاوسط

مقالات مماثلة