مقالات

الخلافات الحدودية الصينية الهندية

يحيى باسم عياش - صحفي وباحث دكتوراة في الإعلام

رُبما‭ ‬تُعَدّ‭ ‬الحدود‭ ‬مشكلةً‭ ‬وسببًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬لاندلاع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬لعوامل‭ ‬تتعلّقُ‭ ‬بالخِلافات‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬نهايةً‭ ‬حول‭ ‬االتَّرسيم‭ ‬النِّهائيّب،‭ ‬وتَتَركَّزُ‭ ‬هذه‭ ‬الخِلافات‭ ‬على‭ ‬نقطةِ‭ ‬المنافسةِ‭ ‬المتزايدةِ‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الدُّول،‭ ‬بهدفِ‭ ‬كسبِ‭ ‬أكبَر‭ ‬قدْرٍ‭ ‬من‭ ‬ثَرَواتِ‭ ‬الأرض‭.‬

ولَعلَّ‭ ‬الصِّين‭ ‬والهنْد‭ ‬مِن‭ ‬هذه‭ ‬الدُّول‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬بينهما‭ ‬اشتِباكاتٌ‭ ‬عديدة،‭ ‬منها‭ ‬حرب‭ ‬عام‭ ‬1962،‭ ‬والسبب‭ ‬الأوَّل‭ ‬لهذا‭ ‬القتال‭ ‬يتعلقُ‭ ‬بالخلافِ‭ ‬الحدوديِّ‭ ‬بينَ‭ ‬الطرفين،‭ ‬وتَمْتدُّ‭ ‬الخلافاتُ‭ ‬الكبيرةُ‭ ‬بينَ‭ ‬الهنْد‭ ‬والصِّين‭ ‬لِعقودٍ‭ ‬مضت،‭ ‬نَظرًا‭ ‬للحدودِ‭ ‬المشتركةِ‭ ‬التي‭ ‬تجمعهما،‭ ‬وما‭ ‬تُسبِّبُه‭ ‬من‭ ‬مناوشاتٍ‭ ‬متكرِّرة،‭ ‬باعتبارِ‭ ‬أنَّ‭ ‬كلَّ‭ ‬طرَفٍ‭ ‬يتبنى‭ ‬رُؤىً‭ ‬خاصةً‭ ‬تَتَباينُ‭ ‬مع‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدَّى‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬تَرسِيم‭ ‬الحدود‭ ‬بشكلٍ‭ ‬نهائيّ،‭ ‬ويتركز‭ ‬النزاعُ‭ ‬الحدودي‭ ‬بين‭ ‬البَلدَين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬االهيملاياب،‭ ‬والتي‭ ‬تَفصِل‭ ‬سهول‭ ‬شبه‭ ‬القارة‭ ‬الهندية‭ ‬عن‭ ‬هضبة‭ ‬االتّبتب،‭ ‬وتحتوي‭ ‬على‭ ‬القِمَم‭ ‬الأعلى‭ ‬على‭ ‬وجْه‭ ‬الأرض،‭ ‬ومنها‭ ‬اجبل‭ ‬إِفرِسْتب‭.‬

ويتمحورُ‭ ‬الخلاف‭ ‬الرَّئيسيّ‭ ‬بين‭ ‬الصِّين‭ ‬والهند‭ ‬حول‭ ‬عدم‭ ‬ترسيم‭ ‬حُدودِهما‭ ‬المُمتدَّة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬أربعة‭ ‬آلاف‭ ‬كيلومتر،‭ ‬فمن‭ ‬جهة‭ ‬تؤكِّد‭ ‬الهند‭ ‬أن‭ ‬الصِّين‭ ‬تحتلُّ‭ ‬38‭ ‬ألف‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭ ‬من‭ ‬أراضيها‭ ‬في‭ ‬اأكساي‭ ‬تشينب،‭ ‬اوسيكيمب،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تأْمَل‭ ‬ابكينب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬الهند‭ ‬عن‭ ‬مقاطعة‭ ‬اأروناشال‭ ‬براديشب‭ ‬الواقعةِ‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬الهند،‭ ‬والتي‭ ‬تبلغ‭ ‬مِساحتُها‭ ‬نحو90‭ ‬ألف‭ ‬كيلو‭ ‬متر‭ ‬مربع‭.‬

ويبلغُ‭ ‬طولُ‭ ‬الحدودِ‭ ‬بينَ‭ ‬الهند‭ ‬والصِّين‭ ‬أكثرَ‭ ‬من‭ ‬3440‭ ‬كيلومتر‭ (‬2100‭ ‬ميل‭)‬،‭ ‬وتَتَداخلُ‭ ‬بَعضُ‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬يطالِب‭ ‬البَلَدان‭ ‬بالسِّيادةِ‭ ‬عليها،‭ ‬وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬تَتَصادمُ‭ ‬الدوريَّات‭ ‬الحُدوديَّةِ‭ ‬ببعضِها،‭ ‬ما‭ ‬يُؤدِّي‭ ‬إلى‭ ‬مُصادماتٍ‭ ‬عابرة‭.‬

ويتقابلُ‭ ‬جيشا‭ ‬البَلَدَيْن،‭ ‬وهما‭ ‬من‭ ‬أكبرِ‭ ‬الجيوشِ‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬في‭ ‬نقاطٍ‭ ‬عِدَّة،‭ ‬إذْ‭ ‬يَفصِل‭ ‬اخط‭ ‬السَّيطرةِ‭ ‬الفِعليَّةب‭ ‬غير‭ ‬المُحدَّدِ‭ ‬بوضوح‭ ‬بينّ‭ ‬الجانِبيَن،‭ ‬وتَتَسبَّبُ‭ ‬الأنهار‭ ‬والبحيرات‭ ‬والقِمَمُ‭ ‬الجليدية‭ ‬في‭ ‬تَغيِير‭ ‬الخطِّ‭ ‬الفاصلِ‭ ‬بينَ‭ ‬الجانِبَين‭ ‬بين‭ ‬الحِين‭ ‬والآخر،‭ ‬ما‭ ‬يُقرِّب‭ ‬الجنود‭ ‬من‭ ‬الدُّخول‭ ‬في‭ ‬مُواجهةٍ‭ ‬مباشرة‭.‬

وسَبَق‭ ‬أنْ‭ ‬خاضت‭ ‬الهند‭ ‬والصِّين‭ ‬اشتباكاتٍ‭ ‬مُتعدِّدةً،‭ ‬فقد‭ ‬شَهِد‭ ‬العام‭ ‬1962‭ ‬حربًا‭ ‬قصيرةً‭ ‬بينَ‭ ‬الطرَفين،‭ ‬انتهت‭ ‬باستيلاءِ‭ ‬الصِّين‭ ‬على‭ ‬أراضٍ‭ ‬هندية،‭ ‬وكانت‭ ‬الحدود‭ ‬في‭ ‬جبال‭ ‬االهيملاياب‭ ‬المتنازَع‭ ‬عليها‭ ‬ذَريِعةً‭ ‬رئيسيَّةً‭ ‬لِلحرب،‭ ‬وكان‭ ‬السَّببُ‭ ‬أيضًا‭ ‬هو‭ ‬النِّزاع‭ ‬على‭ ‬سِيادة‭ ‬المنطقتَين‭ ‬الحدوديَّتَين‭ ‬اأكسي‭ ‬تشينب‭ ‬و‭ ‬اأروناجال‭ ‬برديشب‭ ‬اللَّتين‭ ‬تفصل‭ ‬بينهما‭ ‬مسافاتٌ‭ ‬شاسعة‭.‬

وتملك‭ ‬اأكساي‭ ‬تشينب،‭ ‬التي‭ ‬تَزعُم‭ ‬الهند‭ ‬أنّها‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬اكشميرب،‭ ‬وتزعم‭ ‬الصين‭ ‬أنّها‭ ‬جزءٌ‭ ‬من‭ ‬اشينجيانغب،‭ ‬طريق‭ ‬ربطٍ‭ ‬مُهمٍ‭ ‬يصل‭ ‬بين‭ ‬منطقتَيّ‭ ‬االتبتب‭ ‬وبشينغيانغ‭ ‬الصينيةب،‭ ‬وكان‭ ‬بِناء‭ ‬الصين‭ ‬لهذا‭ ‬الطريق‭ ‬أحدَ‭ ‬مُسبِّبات‭ ‬الصراع‭.‬

ولمْ‭ ‬يستمر‭ ‬الهدوء‭ ‬طويلًا‭ ‬بينَ‭ ‬البَلَدَين،‭ ‬فقد‭ ‬اندلعت‭ ‬اشتباكاتٌ‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬أَوقعَت‭ ‬قتلى،‭ ‬كانت‭ ‬اشتباكات‭ ‬اناثو‭ ‬لا‭  ‬وشو‭ ‬لاب،‭ ‬المعروفةِ‭ ‬أيضًا‭ ‬باسم‭ ‬الحرب‭ ‬الصِّينية‭ ‬الهِنْدية‭ ‬الثانية‭ ‬أو‭ ‬الحرب‭ ‬الهِنْدية‭ ‬الصِّينية‭ ‬الثانية،‭ ‬سلسلةً‭ ‬من‭ ‬الاشتباكات‭ ‬العسكريَّة‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬والصين‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬حدود‭ ‬امملكة‭ ‬سيكيمب‭ ‬في‭ ‬جبال‭ ‬الهيمالايا،‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬لاحقًا‭ ‬مَحْمِيَّةً‭ ‬هندية‭.‬

ومن‭ ‬ثم‭ ‬وَقَعت‭ ‬حادثةُ‭ ‬إطلاق‭ ‬نارٍ‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭ ‬عام‭ ‬1975‭ ‬خَلَّفت‭ ‬أربعة‭ ‬قتْلى،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬وقوع‭ ‬اشتباكات‭ ‬مُتقطِّعة،‭ ‬لكنَّها‭ ‬لم‭ ‬تَتَجاوزْ‭ ‬هذه‭ ‬الحصيلة‭ ‬الأعلى،‭ ‬وما‭ ‬سَبَقها‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الصِّينية‭ ‬الهندية‭ ‬الثانية‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وقعت‭ ‬مُواجهةٌ‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭ ‬استمرت‭ ‬72‭ ‬يومًا،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬دُخول‭ ‬قواتٍ‭ ‬صينيةٍ‭ ‬هَضَبة‭ ‬ادوكلامب‭ ‬المُتنازَع‭ ‬عليها،‭ ‬والواقعة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬البلَدَين‭.‬

وأمام‭ ‬هذا‭ ‬النِّزاع‭ ‬التَّاريخيّ،‭ ‬سَعَتْ‭ ‬السلطات‭ ‬الهندية‭ ‬والصِّينية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬تَهدئة‭ ‬الأوضاع‭ ‬والتوتر‭ ‬الحدودي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وَقَعت‭ ‬المُواجهة‭ ‬المُسلَّحة‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬حزيران‭/ ‬يونيو‭ ‬2020،‭ ‬والتي‭ ‬أدَّت‭ ‬إلى‭ ‬مَصرَع‭ ‬20‭ ‬عسكريًا‭ ‬هنديًا،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬تعلن‭ ‬الصين‭ -‬كعادتها‭- ‬عن‭ ‬حصيلةِ‭ ‬قتلى‭ ‬جنودها‭.‬

ووَقَع‭ ‬الحادث‭ ‬ليلًا‭ ‬في‭ ‬اوادي‭ ‬جالوانب‭ ‬بمنطقة‭ ‬الاداخب‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬جامو‭ ‬وكشمير،‭ ‬الجزء‭ ‬الخاضِع‭ ‬للهند‭ ‬من‭ ‬إقليم‭ ‬كشمير‭ ‬المُتَنازَع‭ ‬عليه،‭ ‬وهو‭ ‬المَوقِع‭ ‬الذي‭ ‬شَهِدَ‭ ‬وقوع‭ ‬مناوشاتٍ‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬حديثًا،‭ ‬وسبقت‭ ‬هذه‭ ‬المواجهة‭ ‬المسلحة‭ ‬بشهرٍ‭ ‬واحدٍ‭ ‬فقط‭  ‬مناوشاتٌ‭ ‬بين‭ ‬حرس‭ ‬حدود‭ ‬البَلَدَين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الداخب،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬اعتراضِ‭ ‬الجيش‭ ‬الصيني‭ ‬على‭ ‬قِيام‭ ‬القوات‭ ‬الهندية‭ ‬بدورية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وأظهرت‭ ‬مَشاهِد‭ ‬قِيامَ‭ ‬جنود‭ ‬البلدَين‭ ‬بِلَطْم‭ ‬بعضهِم‭ ‬البعض‭ ‬والتَّراشُقِ‭ ‬بالحجارة‭.‬

وتبادلت‭ ‬القوات‭ ‬الصِّينيَّة‭ ‬والهِندية‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة‭ ‬عمليات‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬منطقةٍ‭ ‬مَنزوعة‭ ‬السلاح،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الغربيّ‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬الصِّينية‭ ‬الهندية،‭ ‬وسارعت‭ ‬ابكينب‭ ‬إلى‭ ‬توجيه‭ ‬الاتّهام‭ ‬إلى‭ ‬انيودلهيب،‭ ‬وأنَّ‭ ‬القوات‭ ‬الهندية‭ ‬أطلقت‭ ‬الأعْيِرَة‭ ‬النارية‭ ‬تجاه‭ ‬الحرس‭ ‬الصيني‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتقدم‭ ‬بهدف‭ ‬إجراء‭ ‬مفاوضات‭.‬

بالمقابل،‭ ‬رَفضت‭ ‬السلطات‭ ‬الهندية‭ ‬هذه‭ ‬الاتّهامات،‭ ‬وتحدثت‭ ‬عمّا‭ ‬أسْمَته‭ ‬االأَنْشِطة‭ ‬الصِّينية‭ ‬الاسْتِفزازيَّة‭ ‬بهدف‭ ‬التصعيدب،‭ ‬وجدَّدَت‭ ‬التزامَها‭ ‬بتهدِئة‭ ‬الأوضاع‭ ‬عند‭ ‬اخط‭ ‬السَّيطرة‭ ‬الفِعليب،‭ ‬ودَفْع‭ ‬النِّزاع‭ ‬التَّاريخي‭ ‬المتكرِّر‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬والصِّين‭ ‬إلى‭ ‬مُحادثات‭ ‬مُكثَّفة‭ ‬تُجَنِّب‭ ‬البَلَدَين‭ ‬مَخاطِر‭ ‬حربٍ‭ ‬جديدة،‭ ‬واتَّفقا‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬أيلول‭/ ‬سبتمبر‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬إرسال‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬إلى‭ ‬حدودِهما‭ ‬المُتنازَع‭ ‬عليها،‭ ‬وتَفادِي‭ ‬أيَّة‭ ‬أعمالٍ‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تُفاقِم‭ ‬الوضع‭ ‬الميداني‭.‬

ورغم‭ ‬الاتِّفاق‭ ‬الأخير،‭ ‬يبدو‭ ‬أنَّ‭ ‬الخِلافات‭ ‬الحدودية‭ ‬ستبقى‭ ‬حاضرةً‭ ‬أمام‭ ‬البلَدَين‭ ‬لسنواتٍ‭ ‬قادِمة،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنَّ‭ ‬المُنافسَة‭ ‬بينهما‭ ‬اشتعلت‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بعد‭ ‬أزمة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬اكوفيد-19ب؛‭ ‬لمحاولة‭ ‬الهند‭ ‬كَسْب‭ ‬ثِقة‭ ‬المستثمرِين‭ ‬والشَّركات‭ ‬العالمية‭ ‬المُتواجِدة‭ ‬بالصين،‭ ‬والتي‭ ‬تُفكِّر‭ ‬بشكلٍ‭ ‬جديٍّ‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬خطوط‭ ‬إنتاجها‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬أكثرَ‭ ‬أمنًا‭.‬

يحيى باسم عياش

"صحفي وباحث دكتوراه بالإعلام"

Leave a Reply

Back to top button