
أبرز الأحزاب الإندونيسية
ظهرت عشراتُ الأحزاب في إندونيسيا، والقليل منها حافظَ على وجوده انتخابيًّا، وللإسلاميين عدة أحزابٍ تُمثِّل مختلفَ التياراتِ الدينية، وتعود جذور الأحزاب لحربِ الاستقلال منذ نحو مائةِ عام، تذبذبت حركةُ الأحزاب على الأرض بين ضعفٍ تارةً، ونهضةٍ تارةً أخرى، فمثلًا خلال الخمسينيات تراجعت الحريَّاتُ في البلاد، وتراجع على إثرها دورُ الأحزاب، وبدأت بالعودةِ في التسعينيات بعد إنتهاء حكمِ الرئيس (محمد سوهارتو).
استمرَّ عدد الأحزاب بالتنامي حتى وصل قُبيل انتخاباتِ عام 1999م إلى حوالي 106حزب، ونتيجةً لهذا العددِ من الأحزاب خضعت جميعها لعمليَّة فحصٍ قامت بها لجنةٌ خاصةٌ اعتمدت 48 حزبًا منها فقط، لدخول الانتخاباتِ التَّشريعية التي أُجريت في 7/يونيو/1999م.
ورغم العدد الكبير من الأحزابِ السياسية التي تضمها السَّاحة الإندونيسية، والتي تختلف في أحجامها وخلفياتها الفكرية والأيديولوجية إلا أنَّ هناك خمسة أحزابٍ كبيرةٍ تُمثل الثِّقلَ السِّياسي وهي:
حزب غولكار
Partai Golongan Karya
تأسَّس هذا الحزب كجماعةٍ وظيفيةٍ عام 1964م، وكأداةٍ رئيسيَّةٍ لسيطرة الرئيس الأسبق محمد سوهارتو على الحُكم طِوال 32 عامًا، وهو المتَّهم بحكمِ البلاد بالقبضةِ الحديدية، حيث لم يكن مسموحًا آنذاك إلا بوجود ثلاثة أحزابٍ فقط، وهي بالإضافةِ إلى غولكار، حزبا: التنمية المتحد الإسلامي، والديمقراطي اليساري.
بعد سقوط سوهارتو في 1998م، عملت الجماعةُ على تغيير ذاتها وتحسين صورتها، فقدَّمت اعتذارًا رسميًّا للشعب عن الأخطاء التي ارتُكبت طوال حكم سوهارتو، وتحولت إلى حزبٍ سياسيٍّ مع بداية عام 1999م، وترأسه (أكبر تانجونج).
حاول الحزبُ تقديمَ نفسه في صورةٍ إصلاحيةٍ جديدة، ونقطة ضعفهِ في علاقاته الطَّويلة بسوهارتو، ولكن رغم ذلك فإنَّ الحزب يشكِّل قوةً لا يُستهان بها على الساحةِ السياسية؛ نظرًا لما يتمتع به من شعبيةٍ ممتدةٍ من العاصمةِ المركزيَّة جاكرتا، إلى القُرى والنجوع في أقصى البلاد.
الحزب الديمقراطي الإندونيسي للنضال
Partai Demokrasi Indonesia Perjuangan
تأسس في عام 1976م كحزبٍ يساريٍّ علمانيّ، ويتَّخذ من «البانكسيلا» عقيدةً أساسيةً له، وهي أيدولوجيَّةٌ علمانيةٌ تنادي بوحدانية الإله والمساواة والعدل والإخاء، وفي 1996م ونتيجةً لضغوط الرئيس سوهارتو، أعلن بعضُ الأعضاء الانشقاقَ عن زعامةِ (ميغاواتي سوكارنو) وأعلنوا أنفسَهم الممثلين الشَّرعيين للحزبِ في الساحةِ السياسيَّة والبرلمان.
أعادت ميغاواتي في عام 1998م تشكيلَ حزبها الديمقراطي للنضال، ويضمُّ الحزب نسبةً كبيرةً من الكاثوليك والبروتستانت والأقليَّات من أصلٍ صيني.
فاز مرشَّح الحزبِ بالانتخابات الرِّئاسية عام 2014م، ليكون الرئيس السَّابع لجمهوريةِ إندونيسيا، والمعروف بـ «جوكوي»، حيث تغلَّب على منافسه (لفرابوو سوبيانتو) مرشَّح حزب حركة إندونيسيا العظيمة، بنسبةِ 53,15%.
حركة إندونيسيا العظيمة
Partai Gerakan Indonesia Raya
تأسس في عام 2008م، وهو حاليًّا ثالث أكبر حزبٍ في مجلس النُّواب، حيث يمتلك 78 مقعدًا، يصنِّف نفسه كحزبٍ مُعارض، لكنَّه انضمَّ في عام 2019م إلى حكومة إندونيسيا برئاسة (جوكو ويدودو)، على الرغم من خوض مرشَّحه المنافسةَ ضد جوكو في الانتخابات الرئاسيَّة لعامَي 2014 و2019م.
في الانتخاباتِ التَّشريعية الوطنية في 2014م، قفزت نسبةُ تصويت الحزبِ إلى 11,8٪، مما جعله ثالث أكثر الأحزاب شعبيةً في إندونيسيا، حيث ضاعف عددَ المقاعدِ ثلاث مراتٍ تقريبًا، فقفز من 26 مقعدًا في عام 2009م إلى 73 مقعدًا في عام 2014م.
حزب التنمية المتحد الإسلامي
The United Development Party
تأسَّس في عام 1973م، وهو حزبٌ إسلاميٌّ قوميٌّ، كما أنَّه أحد الأحزاب الثلاثةِ التي كان معترفًا بها في عهد سوهارتو، وبعد سقوط سوهارتو تحول الحزبُ للدعوةِ للإصلاح، وحاول ممثلوه في البرلمان إصدارَ القوانين والقرارات التي تؤكد هذا التحوُّل، وكان الحزبُ وراء تخفيض عددِ المقاعد الممنوحةِ للقوات المسلَّحة بدون انتخاب من 85 إلى 38 مقعدًا، وهو ما أكسب الحزبَ بعض الجماهيريةِ على الرغم من أن كثيرًا من الإندونيسيين يعتبرونه جزءًا من النِّظام السياسيِّ السوهارتي.
من (2014 – 2016م) انقسم الحزبُ بسبب الخلافِ على رئاسته، وفي أبريل/2016م تمَّ تعيين (محمد رمهورموزي) رئيسًا جديدًا بعد مؤتمرٍ للمصالحة.