تقارير

العلاقات بين الهند وإندونيسيا في المنطقة الآسيوية

Afshan Khan باحثة دكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية

متجاورتان‭ ‬بحريًّا‭ ‬وشريكتان‭ ‬استراتيجيًّا،‭ ‬كانت‭ ‬الهندُ‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬حليفتين‭ ‬حضاريتين‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬عام،‭ ‬وكانت‭ ‬المجتمعاتُ‭ ‬التعدديَّة‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬الديمقراطيتين‭ ‬يغلبُ‭ ‬عليها‭ ‬سِمة‭ ‬التَّعايش‭ ‬السِّلمي‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والأعراق‭ ‬والثَّقافاتِ‭ ‬المختلفة،‭ ‬الجانبُ‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارةً‭ ‬للإعجابِ‭ ‬هو‭ ‬أنَّ‭ ‬الغالبيةَ‭ ‬في‭ ‬إندونيسيا‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬المجتمعِ‭ ‬الإسلامي،‭ ‬بينما‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬فإنَّ‭ ‬الهِندوس‭ ‬هم‭ ‬الأغلبية،‭ ‬لكنَّ‭ ‬هذا‭ ‬الاختلافَ‭ ‬لم‭ ‬يمنع‭ ‬البلدَين‭ ‬من‭ ‬الالتقاء‭ ‬في‭ ‬مختلفِ‭ ‬المنصَّات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬للتَّعاون‭ ‬ودعمِ‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض،‭ ‬ومن‭ ‬مظاهر‭ ‬هذا‭ ‬الالتقاء‭ ‬والتَّرابط‭ ‬بين‭ ‬العملاقتين‭ ‬احتضان‭ ‬وتشرُّب‭ ‬ثقافةِ‭ ‬ولغات‭ ‬بعضهما‭ ‬منذ‭ ‬العصورِ‭ ‬القديمة،‭ ‬حيث‭ ‬إنَّ‭ ‬رموز‭ ‬الهندوسيَّة‭ ‬والبوذية‭ ‬منتشرةٌ‭ ‬بكثرةٍ‭ ‬في‭ ‬إندونيسيا،‭ ‬كما‭ ‬أمدَّت‭ ‬الهند‭ ‬يد‭ ‬المساعدةِ‭ ‬والتضامن‭ ‬مع‭ ‬الشَّعبِ‭ ‬الإندونيسي‭ ‬قبل‭ ‬استقلاله‭.‬
جسَّد‭ (‬جواهر‭ ‬لال‭ ‬نهرو‭) -‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬للهند‭- ‬دورًا‭ ‬رئيسيًّا‭ ‬في‭ ‬تطويرِ‭ ‬التَّضامن‭ ‬الآسيوي‭ ‬قبل‭ ‬استقلال‭ ‬كلا‭ ‬البلدَين‭ ‬عن‭ ‬القواعد‭ ‬الاستعماريةِ‭ ‬البريطانيَّة‭ ‬والهولنديَّة،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬نهرو‭ ‬بتنظيمِ‭ ‬‮«‬يوم‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‮»‬،‭ ‬والاحتفالِ‭ ‬به‭ ‬في‭ (‬لكناو‭) ‬في‭ ‬24‭/ ‬أكتوبر‭/ ‬1945م،‭ ‬وأعرب‭ ‬خلاله‭ ‬عن‭ ‬تضامنه‭ ‬مع‭ ‬إندونيسيا،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1950م‭ ‬أشاد‭ ‬نهرو‭ ‬بجزيرة‭ (‬بالي‭) ‬واصفًا‭ ‬إياها‭ ‬بـأنَّها‭ ‬‮«‬صباح‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬وتطورت‭ ‬العلاقاتُ‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬بشكلٍ‭ ‬رسميٍّ‭ ‬ودبلوماسيٍّ‭ ‬في‭ ‬3‭/ ‬مارس‭/ ‬1951م،‭ ‬كما‭ ‬تعاون‭ ‬رئيسُ‭ ‬الوزراء‭ ‬الهندي‭ ‬نهرو‭ ‬والرئيس‭ ‬الإندونيسي‭ ‬سوكارنو‭ ‬في‭ ‬التَّخطيطِ‭ ‬للمؤتمر‭ ‬الشَّهير‭ (‬مؤتمر‭ ‬باندونغ‭ ‬الآسيوي‭ ‬الأفريقي‭) ‬عام‭ ‬1955م،‭ ‬وقد‭ ‬مهَّد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الطريقَ‭ ‬لـتأسيس‭ (‬حركةِ‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬1961،‭ ‬وهي‭ ‬الحركةُ‭ ‬التاريخيَّة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬معروفةً‭ ‬بتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الشُّؤونِ‭ ‬الدوليَّة،‭ ‬والقوةِ‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬وتطلُّعاتها‭ ‬المستقبليَّة‭.‬

ومن‭ ‬السِّماتِ‭ ‬الإيجابيَّة‭ ‬للعلاقةِ‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬أنَّ‭ ‬الرئاسةَ‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬البلدين‭ ‬تتمتعُ‭ ‬بالثَّقة‭ ‬والاحترامِ‭ ‬المتبادلين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬في‭ ‬التَّبادلاتِ‭ ‬الدبلوماسيَّة،‭ ‬والزِّياراتِ‭ ‬الرسميَّة‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬المُنتظمة‭ ‬منذ‭ ‬الثَّمانينيات،‭ ‬حيث‭ ‬زار‭ ‬رئيسُ‭ ‬وزراء‭ ‬الهندِ‭ ‬السَّابق‭ ‬الدكتور‭ (‬مانموهان‭ ‬سينغ‭) ‬جاكرتا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2003م؛‭ ‬لحضور‭ ‬قمةِ‭ ‬الهند‭ ‬وآسيا،‭ ‬وزار‭ ‬في‭ ‬أبريل‭/ ‬2005م‭ ‬مدينةَ‭ (‬باندونغ‭) ‬؛‭ ‬للاحتفالِ‭ ‬بالذكرى‭ ‬الخمسين‭ ‬للمؤتمرِ‭ ‬الأفريقي‭ ‬الآسيوي،‭ ‬و‭ ‬زار‭ (‬بالي‭) ‬في‭ ‬نوفمبر‭/‬2011م‭ ‬لحضورِ‭ ‬قمة‭ ‬الهند‭-‬الآسيان‭ ‬وقمةِ‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬رئيسةُ‭ ‬الهند‭ ‬آنذاك‭ (‬براتيبا‭ ‬باتيل‭) ‬بزيارةٍ‭ ‬دوليةٍ‭ ‬إلى‭ ‬إندونيسيا‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭/ ‬2008م،‭ ‬بالإضافةِ‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تبادلٌ‭ ‬منتظمٌ‭ ‬للزِّياراتِ‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوزاري،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2005م‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيسُ‭ ‬الإندونيسي‭ ‬آنذاك‭ (‬يودويونو‭) ‬في‭ ‬بيانٍ‭ ‬مشتركٍ‭ ‬عن‭ ‬إقامة‭ ‬شراكةٍ‭ ‬استراتيجيةٍ‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬إلى‭ ‬الهند،‭ ‬والتي‭ ‬عاد‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬يناير‭/ ‬2011م‭ ‬كضيفٍ‭ ‬رئيسيٍّ‭ ‬بمناسبة‭ ‬يوم‭ ‬الجمهوريةِ‭ ‬الهندي،‭ ‬وتمَّ‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬16‭ ‬اتفاقيةً‭ ‬حكوميةً‭ ‬دوليةً‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬دعا‭ ‬الرئيسُ‭ ‬الإندونيسي‭ (‬جوكو‭ ‬ويدودو‭) ‬رئيسَ‭ ‬الوزراء‭ ‬الهندي‭ (‬ناريندرا‭ ‬مودي‭) ‬لزيارةِ‭ ‬جاكرتا‭ ‬يومي‭ ‬29‭ -‬30‭/ ‬مايو‭/ ‬2018م؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدُّخول‭ ‬في‭ ‬حقبةٍ‭ ‬جديدةٍ‭ ‬في‭ ‬علاقتهما‭ ‬الثُّنائية،‭ ‬واتفق‭ ‬الزعيمان‭ ‬على‭ ‬التَّعاون‭ ‬في‭ ‬جميعِ‭ ‬المجالات،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إقامة‭ ‬شراكةٍ‭ ‬استراتيجيةٍ‭ ‬شاملةٍ‭ ‬جديدة،‭ ‬وفي‭ ‬مارس‭/ ‬2022م‭ ‬قاد‭ ‬السَّيد‭ (‬أجيت‭ ‬دوفال‭) ‬مستشارُ‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الهندي‭ ‬وفدًا‭ ‬من‭ ‬ستةِ‭ ‬أعضاء‭ ‬إلى‭ ‬جاكرتا،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬ذاته‭ ‬قام‭ ‬وزيرُ‭ ‬الشُّؤون‭ ‬الخارجيةِ‭ ‬الهندية‭ ‬الدكتور‭ (‬س‭. ‬جايشانكار‭) ‬بزيارة‭ ‬بالي؛‭ ‬للمشاركةِ‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬وزراء‭ ‬خارجيَّةِ‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين،‭ ‬وقد‭ ‬استضافت‭ ‬وزارةُ‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬بجمهوريةِ‭ ‬إندونيسيا‭ ‬الاجتماعَ‭ ‬كجزءٍ‭ ‬من‭ ‬رئاستها‭ ‬لمجموعةِ‭ ‬العشرين‭.‬0

أما‭ ‬عن‭ ‬ملامح‭ ‬العلاقةِ‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬ودول‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام،‭ ‬فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1991م‭ ‬‮«‬سياسة‭ ‬التطلع‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‮»‬‭ ‬بهدف‭ ‬المشاركةِ‭ ‬والتعاون‭ ‬بشكلٍ‭ ‬أكبر‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إندونيسيا،‭ ‬وفي‭ ‬أكتوبر‭ ‬2013م‭ ‬أشار‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الهندي‭ -‬آنذاك‭-(‬مانموهان‭ ‬سينغ‭) ‬إلى‭ ‬إندونيسيا‭ ‬باعتبارها‭ ‬واحدةً‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬شركاء‭ ‬الهند‭ ‬قيمةً‭ ‬في‭ ‬سياسةِ‭ ‬النَّظر‭ ‬إلى‭ ‬الشرق،‭ ‬وفي‭ ‬وقتٍ‭ ‬لاحقٍ،‭ ‬تبنَّت‭ ‬الهند‭ ‬‮«‬سياسةَ‭ ‬التَّصرف‭ ‬الشرقي‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2014م؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬علاقاتِ‭ ‬الهند‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬قرارًا‭ ‬تاريخيًّا‭ ‬ساعد‭ ‬في‭ ‬نمو‭ ‬التجارةِ‭ ‬والشَّراكات‭ ‬الأخرى‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬ودولِ‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬لا‭ ‬سيَّما‭ ‬مع‭ ‬إندونيسيا،‭ ‬كما‭ ‬تمَّ‭ ‬توقيع‭ ‬العديدِ‭ ‬من‭ ‬الاتِّفاقيات‭ ‬المهمة‭ ‬لتحسين‭ ‬العلاقاتِ‭ ‬في‭ ‬منطقةِ‭ ‬آسيا‭ ‬عندما‭ ‬زار‭ ‬رئيسُ‭ ‬الوزراء‭ ‬مودي‭ ‬إندونيسيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018م،‭ ‬حيث‭ ‬تقدمت‭ ‬إندونيسيا‭ ‬لتصبحَ‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬شريكٍ‭ ‬تجاريٍّ‭ ‬للهند،‭ ‬وارتفعت‭ ‬التجارة‭ ‬الثُّنائية‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬من‭ ‬6‭.‬9‭ ‬مليار‭ ‬دولارٍ‭ ‬أمريكي‭ ‬في‭ ‬2007‭-‬08‭ ‬إلى‭ ‬20‭.‬1‭ ‬مليار‭ ‬دولارٍ‭ ‬أمريكيٍّ‭ ‬في‭ ‬2012-2013م‭. ‬ووفقًا‭ ‬لمسؤولين‭ ‬إندونيسيين،‭ ‬استثمرت‭ ‬الهند‭ ‬1140‭.‬88‭ ‬مليون‭ ‬دولارٍ‭ ‬أمريكيٍّ‭ ‬في‭ ‬4343‭ ‬مشروعًا‭ ‬في‭ ‬إندونيسيا‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ (‬2000‭ -‬2021م‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬قرر‭ ‬كلاهما‭ ‬رفعَ‭ ‬حجم‭ ‬التَّبادلِ‭ ‬التِّجاري‭ ‬بينهما‭ ‬إلى50‭ ‬مليار‭ ‬دولارٍ‭ ‬أمريكيٍّ‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2025م‭.‬

وبالإضافةِ‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬الهند‭ ‬أكبر‭ ‬مستوردٍ‭ ‬لزيت‭ ‬النَّخيل‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬إندونيسيا،‭ ‬فإنها‭ ‬تعد‭ ‬أيضًا‭ ‬مستوردًا‭ ‬مهمًّا‭ ‬للفحم،‭ ‬والمعادن،‭ ‬والمطاط،‭ ‬ولب‭ ‬الورق،‭ ‬والورق،‭ ‬واحتياطيات‭ ‬الهيدروكربون،‭ ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬تستورد‭ ‬إندونيسيا‭ ‬من‭ ‬الهند‭ ‬المنتجات‭ ‬البترولية‭ ‬المكررة،‭ ‬والذرة،‭ ‬والمركبات‭ ‬التجارية،‭ ‬ومعدَّات‭ ‬الاتصالات،‭ ‬والبذور‭ ‬الزيتية،‭ ‬والأعلاف‭ ‬الحيوانية،‭ ‬والقطن،‭ ‬والصلب،‭ ‬والبلاستيك،‭ ‬وعلاوةً‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تصدر‭ ‬الهند‭ ‬مخزوناتٍ‭ ‬كبيرةً‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬والمُستحضراتِ‭ ‬إلى‭ ‬إندونيسيا

وبجانبِ‭ ‬العلاقات‭ ‬الاستراتيجيَّة‭ ‬والاقتصاديَّة‭ ‬والسياسيَّة،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬جهودٌ‭ ‬لزيادة‭ ‬الروابطِ‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬وزيادة‭ ‬التَّفاعلاتِ‭ ‬الثَّقافية،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬يمنح‭ ‬المجلسُ‭ ‬الهندي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الثَّقافيةً‭  (‬ICCR‭) ‬20‭ ‬منحة‭  ‬دراسيةً‭ ‬كل‭ ‬عامٍ‭ ‬للطلابِ‭ ‬الإندونيسيين‭ ‬حتى‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬متابعةِ‭ ‬التَّعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬البكالوريوس‭ ‬والدراسات‭ ‬العُليا‭ ‬والدكتوراة‭ ‬وما‭ ‬بعد‭ ‬الدكتوراة‭ ‬في‭ ‬181‭ ‬جامعةً‭ ‬ومؤسسةً‭ ‬تعليميةً‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬الهند،‭ ‬ويتم‭ ‬تدريس‭ ‬لغة‭ ‬البهاسا‭ ‬الإندونيسية‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬عددٍ‭ ‬قليلٍ‭ ‬من‭ ‬الجامعاتِ‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬مثل‭ ‬أشهر‭ ‬جامعة‭ (‬جواهر‭ ‬لال‭ ‬نهرو‭).‬


يمكن‭ ‬استثمار‭ ‬هيمنةِ‭ ‬وقوَّة‭ ‬الهند‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬رابطةِ‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا‭ ‬للتعاون‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وتأثير‭ ‬إندونيسيا‭ ‬في‭ ‬رابطة‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬باعتبارها‭ ‬أكبر‭ ‬دولةٍ‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬وجهٍ‭ ‬لكلا‭ ‬البلدين؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬العلاقاتِ‭ ‬المُتبادلة،‭ ‬والعلاقات‭ ‬الإقليميَّة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتعقيبًا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬قالت‭ ‬السفيرةُ‭ ‬الإندونيسية‭ (‬إينا‭ ‬كريشنامورثي‭) ‬في‭ ‬مقابلةٍ‭ ‬مع‭ ‬صحيفةٍ‭ ‬هنديةٍ‭: ‬‮«‬إنَّ‭ ‬جاكرتا‭ ‬ونيودلهي‭ ‬تعملان‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬المستوياتِ‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬للتنقل‭ ‬في‭ ‬عالمٍ‭ ‬أصبح‭ ‬أكثر‭ ‬مرونةً‭ ‬وديناميكيةً‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‮»‬،‭ ‬وأشارت‭ ‬كريشنامورثي‭ ‬إلى‭ ‬تولي‭ ‬الهند‭ ‬رئاسةَ‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭/‬2023م،‭ ‬خلفًا‭ ‬لإندونيسيا‭.‬

وفي‭ ‬القمةِ‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬عُقدت‭ ‬في‭ ‬بالي،‭ ‬دعت‭ ‬إندونيسيا‭ ‬الرئيسين‭ ‬الروسي‭ ‬والأوكراني‭ ‬إلى‭ ‬قمةِ‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين،‭ ‬التي‭ ‬مهَّدت‭ ‬الطريقَ‭ ‬لتواصلٍ‭ ‬غير‭ ‬مريح‭ ‬ولكنَّه‭ ‬حاسم،‭ ‬وأضاف‭ ‬كريشنامورثي‭ ‬في‭ ‬سِياق‭ ‬دعوته‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وروسيا‭ ‬معًا‭: ‬‮«‬أعتقد‭ ‬أنَّ‭ ‬ما‭ ‬نريده‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬الحضور،‭ ‬ولكن‭ ‬أن‭ ‬يجلسَ‭ ‬الجميع،‭ ‬ويفكروا‭ ‬معًا‭ ‬فيما‭ ‬سيحدث‭ ‬للعالم‭ ‬ولإدارة‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القضايا‮»‬،‭ ‬يُظهر‭ ‬هذا‭ ‬رؤيةَ‭ ‬إندونيسيا‭ ‬واستعدادها‭ ‬للعملِ‭ ‬معًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نظامٍ‭ ‬عالميٍّ‭ ‬مستقر،‭ ‬وهي‭ ‬رؤيةٌ‭ ‬تشاركها‭ ‬فيها‭ ‬نيودلهي‭ ‬بالفعل،‭ ‬ونظرًا‭ ‬لأنَّ‭ ‬البلدين‭ ‬تجمعهما‭ ‬نفس‭ ‬الرؤى،‭ ‬يعزز‭ ‬هذا‭ ‬حضورهما‭ ‬وبقوةٍ‭ ‬في‭ ‬منصةٍ‭ ‬مثل‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين،‭ ‬ويمنح‭ ‬الكثيرَ‭ ‬من‭ ‬الأملِ‭ ‬بين‭ ‬الدُّول‭ ‬النَّامية؛‭ ‬بسبب‭ ‬الأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المتشابهة‭ ‬إلى‭ ‬حدٍّ‭ ‬كبيرٍ‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

‭ ‬تتعاون‭ ‬الهند‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬في‭ ‬عددٍ‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الأمنيةِ‭ ‬المُهمة،‭ ‬وكلاهما‭ ‬تهدفانِ‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المَطاف‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬نظامٍ‭ ‬إقليميٍّ‭ ‬وعالميٍّ‭ ‬سلميّ‭. ‬

إعلام المنتدى

العلاقات العامة والإعلام منتدى آسيا والشرق الأوسط More »

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button