مقالات

باكستان النوويــة – مـن حلــم الـرَدع إلى قُدرة المواجهة

طارق المصري باحث في الشؤون الآسيوية

تُعتبر‭ ‬الطاقة‭ ‬النوويّة‭ ‬واحدةً‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الطاقة‭ ‬المُستخدمة‭ ‬في‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وتُعرف‭ ‬بأنّها‭ ‬تلك‭ ‬الطاقة‭ ‬المُنتَجة‭ ‬بواسطة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬تفاعلات‭ ‬انشطار‭ ‬أو‭ ‬اندماج‭ ‬الأنوية‭ ‬الذرية،‭ ‬وتُعتبر‭ ‬هذه‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬العلماء‭ ‬مصدراً‭ ‬حقيقياً‭ ‬لا‭ ‬ينفد،‭ ‬حيث‭ ‬شكلت‭ ‬نسبة‭ ‬الكهرباء‭ ‬المولّدة‭ ‬بواسطة‭ ‬الطاقة‭ ‬النوويّة‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬14%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الطاقة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬وأُقيمت‭ ‬أول‭ ‬محطة‭ ‬توليد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1954م،‭ ‬والآن‭ ‬يوجد‭ ‬حوالي‭ ‬448‭ ‬مفاعل‭ ‬نووي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬قيد‭ ‬التشغيل‭ ‬و53‭ ‬مفاعل‭ ‬قيد‭ ‬الإنشاء‭ ‬حالياً‭. ‬بالإضافة‭ ‬لاستخدامات‭ ‬طبية‭ ‬وصناعية‭ ‬وزراعية،‭ ‬أما‭ ‬الجانب‭ ‬السلبي‭ ‬التدميري‭ ‬فيتمثل‭ ‬بوجود‭ ‬تسع‭ ‬دول‭ ‬نووية‭ ‬تمتلك‭ ‬نحو‭ ‬9‭ ‬آلاف‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬منتشرة‭ ‬أو‭ ‬مخزنة،‭ ‬فرغم‭ ‬وجود‭ ‬اتفاقية‭ ‬لحظر‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭ ‬عام‭ ‬1970م‭ ‬فلم‭ ‬توقعها‭ ‬الهند‭ ‬ولا‭ ‬باكستان‭ ‬ولا‭ ‬إسرائيل‭ ‬ولا‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‭ ‬ولا‭ ‬كوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬فهناك‭ ‬دول‭ ‬قلصوا‭ ‬ترساناتهم‭ ‬النووية‭ ‬بينما‭ ‬زاد‭ ‬حجم‭ ‬ترسانات‭ ‬الصين‭ ‬وباكستان‭ ‬والهند‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬ويبقى‭ ‬لباكستان‭ ‬خصُوصية‭ ‬واعتبارات‭ ‬نستعرضها‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬قادم‭.‬

تعد‭ ‬جمهورية‭ ‬باكستان‭ ‬الإسلامية،‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬صناعة‭ ‬السلاح‭ ‬النووي،‭ ‬فقد‭ ‬اهتمت‭ ‬بالمجال‭ ‬النووي‭ ‬منذ‭ ‬خمسينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬واليوم‭ ‬أصبحت‭ ‬هيئة‭ ‬الطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬الباكستانية‭ ‬من‭ ‬كبريات‭ ‬الهيئات‭ ‬العالمية‭ ‬المشابهة،‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬60‭ ‬مؤسسة‭ ‬ومعهداً‭ ‬وجامعة‭ ‬يعمل‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬موظف‭ ‬من‭ ‬تخصصات‭ ‬مختلفة،‭ ‬ولم‭ ‬تتمكن‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العليا‭ ‬الا‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬دراسات‭ ‬وتجارب‭ ‬متكررة‭.‬

كان‭ ‬المحفز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1964م‭ ‬عندما‭ ‬شعرت‭ ‬باكستان‭ ‬إثر‭ ‬قيام‭ ‬الصين‭ ‬باختبارها‭ ‬النووي‭ ‬الأول‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬سيحفز‭ ‬الهند‭ ‬المنافس‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للصين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الهند‭ ‬الصينية‭ ‬لتطوير‭ ‬قدرة‭ ‬نووية‭ ‬عسكرية‭ ‬خاصة‭ ‬لتحقق‭ ‬بها‭ ‬عتبة‭ ‬الردع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬وراحت‭ ‬باكستان‭ ‬تدرس‭ ‬إمكانية‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬مواز‭ ‬للبرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الهندي‭ ‬الذي‭ ‬بدء‭ ‬فعلياً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1954م‭ ‬عندما‭ ‬أنشأ‭ ‬الهنود‭ ‬مؤسسة‭ ‬الطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬ومركز‭ “‬بإهابها‭” ‬النووي‭ ‬وبناء‭ ‬مفاعل‭ ‬نووي،‭ ‬وأنها‭ ‬ستكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬1965م‭ ‬أطلق‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ “‬ذو‭ ‬الفقار‭ ‬علي‭ ‬بوتو‭” ‬تصريحه‭ ‬الشهير‭ “‬أن‭ ‬على‭ ‬الباكستانيين‭ ‬أن‭ ‬يأكلوا‭ ‬العشب‭ ‬وأوراق‭ ‬الشجر‭ ‬لتطوير‭ ‬سلاحهم‭ ‬النووي‭ ‬إذا‭ ‬فعلت‭ ‬الهند‭ ‬ذلك،‭ ‬فقام‭ ‬بتدشين‭ ‬مشروع‭ ‬مفاعل‭ ‬نووي‭ ‬بحثي‭ ‬يستخدم‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصب‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ “‬نيلور‭” ‬قرب‭ ‬إسلام‭ ‬أباد‭ ‬العاصمة‭ ‬ولما‭ ‬أنُجز،‭ ‬تنصل‭ ‬الأمريكيون‭ ‬عن‭ ‬اتفاقية‭ ‬تشغيله‭ ‬فشكلت‭ ‬باكستان‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬لتشغيله‭ ‬وبعد‭ ‬جهد‭ ‬جهيد‭ ‬نجحوا‭ ‬في‭ ‬شباط‭ ‬1972م‭ ‬بتشغيله‭ ‬وبعد‭ ‬سنوات‭ ‬تحول‭ ‬للعمل‭ ‬بيورانيوم‭ ‬أقل‭ ‬تخصيبًا‭ ‬بسبب‭ ‬خطورته‭.  

وفي‭ ‬عام‭ ‬1971م‭ ‬شنت‭ ‬الهند‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬قسمت‭ ‬بها‭ ‬باكستان‭ ‬ولقد‭ ‬ولد‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬تولد‭ ‬شعوراً‭ ‬مريراً‭ ‬لدى‭ ‬الباكستانيين،‭ ‬فتنادوا‭ ‬الباكستانيون‭ ‬لمؤتمر‭ ‬علمي‭ ‬سري‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ “‬مولتان‭” ‬دعا‭ ‬فيه‭ ‬الرئيس‭ “‬بوتو‭” ‬صراحةً‭ ‬العلماء‭ ‬الباكستانيين‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‭ ‬وجمع‭ ‬علماء‭ ‬باكستان‭ ‬الأكاديميين‭ ‬لبناء‭ ‬قنبلة‭ ‬نووية‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬سنوات‭ ‬بدعوى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬بقاء‭ ‬الوطن،‭ ‬كما‭ ‬عين‭ ‬بوتو‭ “‬منير‭ ‬أحمد‭ ‬خان‭” ‬رئيسًا‭ ‬لهيئة‭ ‬الطاقة‭ ‬الذرية‭  ‬كما‭ ‬قاد‭ ‬العالم‭ ‬الباكستاني‭ “‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭” ‬الحاصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬في‭ ‬الفيزياء‭ ‬مهمة‭ ‬إنشاء‭ ‬جمعية‭ ‬الفيزياء‭ ‬النظرية،‭  ‬وفعلا‭ ‬دشنت‭ ‬باكستان‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1973م‭ ‬محطتهم‭ ‬النووية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬كراتشي‭ ‬صنع‭ ‬كندي‭ ‬بقدرة‭ ‬125‭ ‬مغا‭ ‬واط‭  ‬وتعمل‭ ‬باليورانيوم‭ ‬العادي‭ ‬والماء‭ ‬الثقيل‭ ‬ولكن‭ ‬تنصل‭ ‬المزود‭ ‬عن‭ ‬تزويد‭ ‬الجانب‭ ‬الباكستاني‭ ‬باليورانيوم‭  ‬فظلت‭ ‬المحطة‭ ‬معطلة‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬حتى‭ ‬تمكن‭ ‬الباكستانيون‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬الوقود‭ ‬بأنفسهم‭.‬

لتأتي‭ ‬الصاعقة‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمحفزة‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬آب‭ ‬عام‭ ‬1974م‭ ‬عندما‭ ‬فجرت‭ ‬الهند‭ ‬قنبلتها‭ ‬النووية‭ ‬الأولى‭ ‬باسم‭ ‬ابوذا‭ ‬المبتسمب‭ ‬اجتمع‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الباكستاني‭ ‬بعد‭ ‬أسابيع‭ ‬وشكل‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬علمي‭ ‬سمي‭ “‬مجموعة‭ ‬الواحة‭” ‬وحُدد‭ ‬هدفها‭ ‬وهو‭ “‬إنتاج‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭”.‬

تم‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬فرنسا‭ ‬لتزويد‭ ‬باكستان‭ ‬بمعمل‭ ‬لتكرير‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المستنفد‭ ‬لاستخلاص‭ ‬اليورانيوم‭ -‬235‭ ‬والبلوتونيوم-239،‭ ‬ثم‭ ‬تنصلت‭ ‬فرنسا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وامتنعت‭ ‬عن‭ ‬الوفاء‭ ‬بالتزامها‭ ‬بضغوط‭ ‬أمريكيا‭.‬

أما‭ ‬الحدث‭ ‬الجانبي‭ ‬الذي‭ ‬غير‭ ‬المعادلة‭ ‬كلها‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬مدير‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬والمفاعلات‭ ‬التابع‭ ‬لهيئة‭ ‬الطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬فيينا‭ ‬عاصمة‭ ‬النمسا،‭ ‬وهو‭ ‬الدكتور‭ “‬عبد‭ ‬القدير‭ ‬خان‭” ‬الحاصل‭ ‬على‭ ‬نيشان‭ ‬الامتياز‭ ‬عام‭ ‬1996م،‭ ‬قد‭ ‬أرسل‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬باكستان‭ “‬ذو‭ ‬الفقار‭ ‬علي‭ ‬بوتو‭” ‬قائلاً‭ ‬فيها‭: ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬لباكستان‭ ‬البقاء‭ ‬كدولة‭ ‬مستقلة‭ ‬فإن‭ ‬عليها‭ ‬إنشاء‭ ‬برنامج‭ ‬نوويّ‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1975م‭ ‬طلب‭ ‬الرئيس‭ ‬من‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬خان‭ ‬أن‭ ‬يرأس‭ ‬برنامج‭ ‬باكستان‭ ‬النووي،‭ ‬لتأتي‭ ‬هنا‭ ‬فترة‭ ‬عبد‭ ‬القدير‭ ‬خان‭ “‬أبو‭ ‬القنبلة‭ ‬الذرية‭ ‬الإسلامية‭” ‬والذي‭ ‬ترك‭ ‬بصمته‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬للرتبة‭ ‬المناسبة‭ ‬لصناعة‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭.‬

أدرك‭ ‬عبد‭ ‬القدير‭ ‬خان‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يستطيع‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬البيروقراطية‭ ‬والروتين‭ ‬القاتل‭ ‬إنجاز‭ ‬شئ‭ ‬بإشرافها،‭ ‬مما‭ ‬جعله‭ ‬يطلب‭ ‬من‭” ‬ذو‭ ‬الفقار‭ ‬علي‭ ‬بوتو‭” ‬إعطاءه‭ ‬حرية‭ ‬كاملة‭ ‬للتصرف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هيئة‭ ‬مستقلة‭ ‬خاصة‭ ‬ببرنامجه‭ ‬النووي،‭ ‬فأنشأ‭ ‬معمل‭ ‬كاهوتا‭ ‬لتخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬بجهودهم‭ ‬الذاتية‭ ‬والذي‭ ‬سمي‭ ‬باسمه‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬لاحقة‭ ‬تكريما‭ ‬له‭.‬

نظم‭ ‬عبد‭ ‬القدير‭ ‬خان‭ ‬عصابة‭ ‬توريد‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المعدات‭ ‬والمواد‭ ‬اللازمة‭ ‬لإتمام‭ ‬البرنامج‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوربية،‭ ‬وتوريد‭ ‬الإلكترونيات‭ ‬خاصة‭ ‬لصناعات‭ ‬مشبوهة‭ ‬ولكنها‭ ‬قانونية‭.‬

تحدث‭ ‬الدكتور‭ ‬خان‭ ‬عن‭ ‬الاوربيين‭ ‬قائلاً‭: ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬لديهم‭ ‬الاستعداد‭ ‬لعمل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المال‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬المال‭ ‬وفيرًا‭!. ‬يتلخص‭ ‬إنجاز‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬القدير‭ ‬خان‭ ‬العظيم‭ ‬في‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬مفاعل‭ ‬في‭ ‬ستة‭ ‬أعوام‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭! ‬لم‭ ‬يقتنع‭ ‬أقران‭ ‬عبد‭ ‬القدير‭ ‬بجدوى‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬ولكنه‭ ‬نجح‭ ‬وعليه‭ ‬أشادت‭ ‬باكستان‭ ‬بعبد‭ ‬القدير‭ ‬جزاءً‭ ‬لجهوده،‭ ‬وصار‭ ‬يُلقب‭ “‬أبو‭ ‬قنبلة‭ ‬اليورانيوم‭”.‬

وفي‭ ‬5‭ ‬تموز‭ ‬1977م‭ ‬أطاح‭ ‬انقلاب‭ ‬عسكري‭ ‬يقوده‭ ‬الفريق‭ “‬محمد‭ ‬ضياء‭ ‬الحق‭” ‬بحكومة‭ ‬السيد‭ “‬بوتو‭”‬،‭ ‬الداعم‭ ‬القوي‭ ‬لبرنامج‭ ‬بلاده‭ ‬النووي،‭ ‬ووضع‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬وتم‭ ‬إعدامه‭ ‬شنقاً‭ ‬ولكن‭ ‬قائد‭ ‬الانقلاب‭ ‬الجديد‭ ‬قد‭ ‬تبنى‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬ودعمه‭.‬

أنشأ‭ ‬الباكستانيون‭ ‬معملاً‭ ‬بلجيكي‭ ‬الصنع‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1980م‭ ‬وتقول‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭-‬أحد‭ ‬العلماء‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬كاهوتا‭- ‬إنه‭ ‬في‭ ‬عام1980م‭ ‬أنتج‭ ‬الباكستانيون‭ ‬أول‭ ‬كمية‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصب،‭ ‬وفي‭ ‬شهر‭ ‬آذار‭ ‬عام‭ ‬1983‭ ‬م‭ ‬بدأ‭ ‬العلماء‭ ‬الباكستانيون‭ ‬تجارب‭ ‬تفجيرات‭ ‬باردة‭ (‬اقل‭ ‬من‭ ‬انفجار‭ ‬فعلي‭) ‬وقبل‭ ‬انقضاء‭ ‬ذلك‭ ‬العام،‭ ‬أعلن‭ “‬قدير‭ ‬خان‭” ‬أن‭ ‬معمله‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تصنيع‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‭ ‬ما‭ ‬يفهم‭ ‬منه‭ ‬بالعرف‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬صنع‭.‬

وفي‭ ‬22‭ ‬أيلول‭ ‬1984م‭ ‬كشفت‭ ‬باكستان‭ ‬مؤامرة‭ ‬قيل‭ ‬بأنها‭ ‬من‭ ‬تدبير‭ ‬دبلوماسي‭ ‬أمريكي‭ ‬يعمل‭ ‬مع‭ ‬الهند‭ ‬وإسرائيل‭ ‬للتجسس‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬النووية‭ ‬الباكستانية،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬الجنرال‭ “‬ضياء‭ ‬الحق‭” ‬إلى‭ ‬إصدار‭ ‬تهديد‭ ‬علني‭ ‬باستخدام‭ ‬القوة‭ ‬النووية‭ ‬ضد‭ ‬الهند‭ ‬ومن‭ ‬يتعاون‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المسعى‭.‬

ويرى‭ ‬ميزووكامي‭ ‬الكاتب‭ ‬بمسائل‭ ‬الدفاع‭ ‬والامن‭ ‬القومي‭ ‬في‭ ‬سان‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬انه‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬غامضاً‭ ‬متى‭ ‬أكملت‭ ‬باكستان‭ ‬صناعة‭ ‬قبلتها‭ ‬النووية‭ ‬بالضبط‭. ‬وبحسب‭ ‬عدة‭ ‬تقارير‭ ‬مخابراتية‭ ‬منها‭ ‬أمريكية‭ ‬ونقلاً‭ ‬عن‭ ‬مجلة‭ “‬فورين‭ ‬أفيرز‭” ‬ذكرت‭ ‬فيها‭ “‬بينظير‭ ‬بوتو‭” ‬رئيسة‭ ‬الوزراء‭ ‬الباكستانية‭ ‬السابقة‭ ‬أنها‭ ‬أسلحة‭ ‬بلادها‭ ‬كانت‭ ‬سرية‭ ‬حتى‭ ‬عليها‭. (‬وخلصت‭ ‬تقارير‭ ‬المخابرات‭ ‬الأميركية‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الباكستاني‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يحيطها‭ ‬علماً‭ ‬بتفاصيل‭ ‬برنامج‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭).‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬1998م‭ ‬أجرت‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬موقع‭ “‬بوكران‭” ‬للتجارب‭ ‬النووية‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬تجارب‭ ‬ثلاثة‭ ‬منها‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬أيار‭ ‬وهي‭ ‬قنبلة‭ ‬هيدروجينية‭ ‬وقنبلتان‭ ‬انشطاريتان‭ ‬واثنتان‭ ‬يوم‭ ‬13‭ ‬أيار‭ ‬ورفعت‭ ‬وتيرة‭ ‬تهديدها‭ ‬العسكري‭ ‬لباكستان‭ ‬باجتياحها‭ ‬ومسحها‭ ‬من‭ ‬خريطة‭ ‬العالم‭ ‬ليأتي‭ ‬الرد‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الباكستاني‭ ‬نواز‭ ‬شريف‭ ‬أن‭ ‬باكستان‭ ‬ستقوم‭ ‬باختبارها‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬العاصمة‭ ‬الهندية‭ “‬دلهي‭” ‬إن‭ ‬هي‭ ‬أقدمت‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حماقة‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭.‬

لكن‭ ‬الرد‭ ‬باكستاني‭ ‬الحقيقي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬أيار‭ “‬اليوم‭ ‬المشهود‭” ‬إذ‭ ‬قامت‭ ‬باكستان‭ ‬بتفجير‭ ‬قنبلتها‭ ‬النووية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تلال‭ “‬رأس‭ ‬كوه‭” ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬تلال‭ “‬بلوتشستان‭” ‬ثم‭ ‬سارعت‭ ‬يوم‭ ‬30‭ ‬أيار‭ ‬لاختبار‭ ‬خمس‭ ‬قنابل‭ ‬أخرى،‭ ‬متجاهلة‭ ‬لكل‭ ‬الضغوطات‭ ‬وعمت‭ ‬الأفراح‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬باكستان‭ ‬ووزعت‭ ‬الحلوة‭ ‬في‭ ‬الشوارع،‭ ‬أفضى‭ ‬التحركات‭ ‬الدولية‭ ‬عن‭ ‬عقوبات‭ ‬شملت‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬الهند‭ ‬وباكستان‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يخيف‭ ‬الجميع‭ ‬هو‭ ‬التجربة‭ ‬السادسة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بسلاح‭ ‬هيدروجيني‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬أحدثت‭ ‬ارتجاجاً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬الجبال‭ ‬زُعم‭ ‬انه‭ ‬بتعاون‭ ‬كوري‭ ‬شمالي،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬إجماع‭ ‬في‭ ‬الآراء‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الاستنتاج‭.‬

ولم‭ ‬تقف‭ ‬هنا‭ ‬الانجازات‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬م‭ ‬نجح‭ ‬الباكستانيون‭ ‬في‭ ‬تشغيل‭ ‬معمل‭ ‬لمعالجة‭ ‬الوقود‭ ‬النووي‭ ‬وفصل‭ ‬البلوتونيوم‭ ‬بجهد‭ ‬محلي‭.‬

وفي‭ ‬2005‭ ‬م‭ ‬أعلن‭ ‬الباكستانيون‭ ‬أن‭ ‬برنامجهم‭ ‬العسكري‭ ‬حقق‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬عتبة‭ ‬الردع‭ ‬النووي،‭ ‬ما‭ ‬فهم‭ ‬منه‭ ‬أنهم‭ ‬ربما‭ ‬نجحوا‭ ‬في‭ ‬اختبار‭ ‬قنابل‭ ‬إستراتيجية‭ ‬ربما‭ ‬هيدروجينية‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬الهند‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬عام‭ ‬1998‭ ‬م‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2006م‭ ‬دشن‭ ‬الباكستانيون‭ ‬مشروعاً‭ ‬لإنشاء‭ ‬محطة‭ ‬نووية‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬محلي‭ ‬وبقدرة‭ ‬300‭ ‬ميغا‭ ‬وات‭.‬

‭ ‬يقول‭ ‬الدكتور‭ “‬عبد‭ ‬القدير‭ ‬خان‭” ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬مقالاته‭: “‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬عوامل‭ ‬نجاح‭ ‬البرنامج‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬قياسي‭ ‬كان‭ ‬درجة‭ ‬السرية‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬وعناية‭ ‬الله‭ ‬ثم‭ ‬إصرار‭ ‬الدولة‭ ‬كلها‭ ‬على‭ ‬إتقان‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬المتقدمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يتقنها‭ ‬سوى‭ ‬دول‭ ‬قليلة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬يصدق‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬إبر‭ ‬الخياطة‭ ‬ستتقن‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬المتقدمة‭”.‬

ختاماً‭.. ‬باكستان‭ ‬الآن‭ ‬وحتى‭ ‬إعداد‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬تمتلك‭ ‬خمس‭ ‬محطات‭ ‬طاقة‭ ‬نووية‭ ‬ومختبرين‭ ‬بحثيين‭ ‬اثنين‭ ‬وتشغلها‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2012م،‭ ‬وتشكل‭ ‬الكهرباء‭ ‬التي‭ ‬تولدها‭ ‬محطات‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬نحو‭ ‬8%‭ ‬من‭ ‬الكهرباء‭ ‬المولدة‭ ‬في‭ ‬باكستان‭. ‬كما‭ ‬وتخطط‭ ‬باكستان‭ ‬لإنشاء‭ ‬32‭ ‬محطة‭ ‬طاقة‭ ‬نووية‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‭. ‬وقريباً‭ ‬سيتم‭ ‬تشغيل‭ ‬أول‭  ‬محطة‭ ‬وهي‭ “‬كراتشي‭ ‬2‭” ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬أواخر2021م،‭ ‬ومحطة‭ “‬كراتشي‭ ‬3‭” ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2022م،‭ ‬ومحطة‭ “‬تشاشما‭ ‬5‭” ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬يذكر‭ ‬تاريخ‭ ‬بدء‭ ‬عملها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

وأما‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬العسكري‭ ‬وقوة‭ ‬الردع‭ ‬تمتلك‭ ‬باكستان‭ ‬قدرات‭ ‬نووية‭ ‬تعرف‭ ‬بالثالوث‭ ‬النووي‭ ‬أي‭ ‬في‭ “‬البر‭ ‬والجو‭ ‬والبحر‭” ‬وتحاول‭ ‬الآن‭ ‬بناء‭ ‬ثالوث‭ ‬نووي‭ ‬خاص‭. ‬الخبراء‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬مخزون‭ ‬باكستان‭ ‬النووي‭ ‬يزداد‭ ‬باضطراد‭ ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬1998،‭ ‬قدر‭ ‬المخزون‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬إلى‭ ‬خمسة‭ ‬وعشرين‭ ‬قنبلة‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬كمية‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصب‭ ‬الذي‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه‭ ‬كل‭ ‬قنبلة‭. ‬وتشير‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لدى‭ ‬باكستان‭ ‬اليوم‭ ‬ترسانة‭ ‬من‭ ‬110‭ ‬إلى‭ ‬140‭ ‬قنبلة‭ ‬نووية‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬بسرعة‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬قوة‭ ‬نووية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بحسب‭ ‬مركز‭ “‬ستيمسون‭”. ‬

أما‭ ‬نظم‭ ‬الإطلاق‭ ‬النووية‭ ‬البرية‭ ‬لدى‭ ‬باكستان‭ ‬فهي‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬سلسلة‭ ‬صواريخ‭ “‬حتف‭” ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬مداه‭ ‬1242‭ ‬ميلاً‭ ‬قد‭ ‬وُضع‭ ‬في‭ ‬الخدمة‭ ‬حالياً‭. ‬وصواريخ‭ “‬شاهين‭ ‬3‭” ‬الذي‭ ‬يصل‭ ‬حتى‭ ‬1708‭ ‬أميال،‭ ‬وأما‭ ‬جواً‭ ‬فهناك‭ ‬المقاتلات‭ ‬الجوية‭ ‬المعدّلة‭ ‬لإطلاق‭ ‬قنابل‭ ‬نووية‭. ‬وصواريخ‭ ‬محمولة‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬وغواصات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لصواريخ‭ “‬بابور‭” ‬المجنحة‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬صواريخ‭ “‬كروز‭” ‬الحديثة‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬اختبارات‭ ‬إطلاقها‭ ‬مؤخرا‭ ‬من‭ ‬الغواصات‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬2020م‭.‬

يثير‭ ‬التوتر‭ ‬الهندي‭-‬الباكستاني‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬وفي‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬بسبب‭ ‬تسلّحهما‭ ‬النووي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬عبّر‭ ‬عنه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الباكستاني‭ ‬عمران‭ ‬خان‭ ‬في‭ ‬2019م‭ ‬بعد‭ ‬إسقاط‭ “‬إسلام‭ ‬آباد‭” ‬طائرتين‭ ‬هنديتين‭ ‬اخترقتا‭ ‬الأجواء‭ ‬الباكستانية‭ ‬وأسر‭ ‬طياريها،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬باكستان‭ ‬والهند‭ “‬غير‭ ‬مسموح‭ ‬لهما‭ ‬بأي‭ ‬خطأ‭ ‬في‭ ‬الحسابات‭ ‬بالنظر‭ ‬لإمكاناتهما‭ ‬العسكرية‭” ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭. ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬باكستان‭ ‬تطوّر‭ ‬قدرة‭ ‬نووية‭ ‬قوية‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬فقط‭ ‬ردع‭ ‬حرب‭ ‬نووية،‭ ‬بل‭ ‬يمكنها‭ ‬خوضها‭ ‬كذلك،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬باكستان‭ ‬والهند‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬سباق‭ ‬تسلح‭ ‬نووي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬نسبياً‭ ‬إلى‭ ‬محزونات‭ ‬نووية‭ ‬عالية‭ ‬تذكرنا‭ ‬بالحرب‭ ‬الباردة‭.‬

أ. طارق المصري

كاتب مهتم بالشؤون الآسيوية

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button