مقالات

إمبراطورية الهند .. رواد التقنية والثروات

إعداد :أسامة الغول /صحفي وأكاديمي - باحث في مرحلة الدكتوراه

تستضيف‭ ‬الهند‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المليارديرات‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وخلافاً‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الرأسمالية‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬وأميركا،‭ ‬فإن‭ ‬ثروة‭ ‬الأغنياء‭ ‬تنمو‭ ‬بسرعة‭ ‬مدهشة‭ ‬مستفيدة‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التقنية‭ ‬والتصنيع،‭ ‬والقاعدة‭ ‬العريضة‭ ‬من‭ ‬المستهلكين،‭ ‬ونمو‭ ‬السوق‭ ‬المالي،‭ ‬وعدد‭ ‬المستثمرين‭ ‬في‭ ‬الأسهم‭. ‬وهذه‭ ‬العوامل‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬نمو‭ ‬الثروات‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

فحسب‭ ‬دراسة‭ ‬لمصرف‭ ‬اكريدي‭ ‬سويسب‭ ‬السويسري،‭ ‬تضاعفت‭ ‬ثروة‭ ‬الأغنياء‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الأخيرين‭ ‬بين‭ ‬عامَي‭ ‬2000‭ ‬و2019‭ ‬إلى‭ ‬12.6‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭. ‬وهذا‭ ‬الرقم‭ ‬يعادل‭ ‬تقريباً‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬حجم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الهندي‭ ‬المقدر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬2020‭ ‬بنحو‭ ‬3.202‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار،‭ ‬وينوي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الهندي‭ ‬ناريندا‭ ‬مودي‭ ‬توسيع‭ ‬حجم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الهندي‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭. ‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬تقدر‭ ‬مؤسسة‭ ‬اهورون‭ ‬غلوبالب‭ ‬لقائمة‭ ‬الأثرياء‭ ‬التي‭ ‬يوجد‭ ‬مقرها‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬شنغهاي‭ ‬الصينية‭ ‬عدد‭ ‬المليارديرات‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬بنحو‭ ‬170‭ ‬مليارديراً،‭ ‬وهي‭ ‬بهذا‭ ‬الرقم‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المليارديرات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬نحو‭ ‬799‭ ‬مليارديراً‭ ‬والصين‭ ‬التي‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬626‭ ‬مليارديراً‭. ‬

لكن‭ ‬ما‭ ‬يدهش‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬أن‭ ‬الثروة‭ ‬تنمو‭ ‬بسرعة‭ ‬هائلة،‭ ‬وكذلك‭ ‬عدد‭ ‬أصحابها‭ ‬الذين‭ ‬يتنامون‭ ‬بمعدل‭ ‬كبير‭ ‬مقارنة‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وأوروبا،‭ ‬رغم‭ ‬الفقر‭ ‬المدقع‭ ‬الذي‭ ‬يضرب‭ ‬سواد‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬الأرياف‭ ‬والأحياء‭ ‬الهامشية‭ ‬بالمدن‭ ‬الكبرى‭. ‬

‭ ‬ويقدر‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬بنحو‭ ‬1.381‭ ‬مليار‭ ‬نسمة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الهند‭ ‬عبر‭ ‬التعليم‭ ‬وزيادة‭ ‬التوظيف‭ ‬وارتفاع‭ ‬متوسط‭ ‬الدخل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬عظمى‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬تنافس‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬وتتجاوز‭ ‬أوروبا‭ ‬واليابان‭. ‬

ولكن‭ ‬تظل‭ ‬الهند‭ ‬بلد‭ ‬التناقضات‭ ‬في‭ ‬آسيا،‭ ‬إذ‭ ‬بينما‭ ‬تضيف‭ ‬الهند‭ ‬3‭ ‬مليارديرات‭ ‬جدد‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التباطؤ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتداعيات‭ ‬كورونا،‭ ‬فإن‭ ‬البلاد‭ ‬تضج‭ ‬من‭ ‬الفقر،‭ ‬وحسب‭ ‬دراسة‭ ‬لأوكسفام،‭ ‬فإن‭ ‬ثروة‭ ‬البلاد‭ ‬تذهب‭ ‬لمن‭ ‬يملك‭ ‬المال‭ ‬وتتزايد‭ ‬فيها‭ ‬الفروقات‭ ‬الطبقية‭ ‬وتتمايز‭ ‬فيها‭ ‬الدخول،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬10%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬يملكون‭ ‬73%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬ثروة‭ ‬البلاد،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الثروة‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬2017‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬جيوب‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬السكان،‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬ترتفع‭ ‬ثروة‭ ‬67‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬الفقراء‭ ‬إلا‭ ‬بنسبة‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2017‭.‬

‭ ‬عملت‭ ‬الحكومات‭ ‬الهندية‭ ‬المتعاقبة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنمية‭ ‬الهند‭ ‬ووضعت‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬للتنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬تتحقق‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020‭. ‬ففي‭ ‬العام‭ ‬1995‭ ‬أفاد‭ ‬نحو‭ ‬5000‭ ‬خبير‭ ‬ومتخصص‭ ‬في‭ ‬نواحي‭ ‬الحياة‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والمعلومات‭ ‬والتنبؤ‭ ‬والتقييم‭ ‬بأن‭ ‬الهند‭ ‬مستعدة‭ ‬للنهوض‭ ‬باستغلال‭ ‬قوة‭ ‬مواهبها‭ ‬في‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والطبيعية‭ ‬كقوة‭ ‬اقتصادية‭ ‬واستراتيجية‭ ‬عظيمة‭. ‬وكانت‭ ‬الهند‭ ‬أنذاك‭ ‬لم‭ ‬تدخل‭ ‬العولمة‭ ‬بعد‭ ‬ولم‭ ‬تحرر‭ ‬اقتصادها‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬وكانت‭ ‬اتصالات‭ ‬الهند‭ ‬العالمية‭ ‬محدودة‭. ‬

لدى‭ ‬الهند‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬900‭ ‬جامعة‭ ‬و39‭ ‬ألف‭ ‬كلية،‭ ‬نسبة‭ ‬78‭ ‬٪‭ ‬منها‭ ‬تدار‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أنشأت‭ ‬معظم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة‭ ‬الكبيرة‭ ‬برامج‭ ‬تدريب‭ ‬ومهارات‭ ‬داخلية‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬قدرات‭ ‬العمال‭ ‬الشباب‭ ‬تمشياً‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭. ‬

‭ ‬تقول‭ ‬المؤلفة‭ ‬والباحثة‭ ‬آنجيلا‭ ‬سايني،‭ ‬في‭ ‬كتابها‭ ‬اأمة‭ ‬من‭ ‬العباقرة‭.. ‬كيف‭ ‬تفرض‭ ‬العلوم‭ ‬الهندية‭ ‬هيمنتها‭ ‬على‭ ‬العالمب‭: ‬االهند‭ ‬أمة‭ ‬من‭ ‬العباقرة‭ ‬والكادحين‭ ‬والمهرة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬هندي،‭ ‬وثلث‭ ‬المهندسين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬وادي‭ ‬السليكون‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬هندي،‭ ‬كما‭ ‬يدير‭ ‬الهنود‭ ‬750‭ ‬شركة‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬التقنيةب‭.‬

كما‭ ‬تقول‭ ‬الباحثة‭ ‬سايني،‭ ‬إن‭ ‬الهند‭ ‬أصبحت‭ ‬اأمة‭ ‬من‭ ‬العباقرةب‭ ‬وفرضت‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬بعدة‭ ‬نواح‭ ‬علمية،‭ ‬وغزت‭ ‬العالم‭ ‬بالعلماء‭ ‬وذلك‭ ‬بعدد‭ ‬المشاريع‭ ‬والمنشآت‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬أُسست‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جواهر‭ ‬لال‭ ‬نهرو،‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬المؤلفة‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬16‭ ‬معهدًا‭ ‬تكنولوجيًا‭ ‬وهذه‭ ‬المعاهد‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬الدولة‭ ‬وهناك‭ ‬خطط‭ ‬استثمارية‭ ‬لافتتاح‭ ‬أول‭ ‬معهد‭ ‬هندي‭ ‬دولي‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭.‬

الدافع‭ ‬الرئيسي‭ ‬وراء‭ ‬إنشاء‭ ‬هذه‭ ‬المراكز‭ ‬تدريب‭ ‬صغار‭ ‬المهندسين‭ ‬البارعين‭ ‬والمخترعين‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬الذين‭ ‬ساهموا‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬أعمال‭ ‬مبتدئة‭ ‬بشركات‭ ‬وادي‭ ‬السليكون‭ ‬في‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬

كما‭ ‬أجريت‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬دراسات‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬نجاح‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التكنولوجي‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬الثقافة‭ ‬الهندية‭ ‬وطبيعة‭ ‬التعليم،‭ ‬فاتضح‭ ‬أن‭ ‬كليات‭ ‬الهندسة‭ ‬مثل‭ ‬المعاهد‭ ‬الهندية‭ ‬للتقنية‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬البلاد،‭ ‬وهذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتعليم‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬إخراج‭ ‬جيل‭ ‬ذي‭ ‬خبرة‭.‬

ومن‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬طلبة‭ ‬هذه‭ ‬المعاهد‭ ‬يتسمون‭ ‬بالحماس‭ ‬والمخاطرة‭ ‬والمثابرة،‭ ‬كما‭ ‬أنهم‭ ‬يحظون‭ ‬بشبكات‭ ‬تواصل‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬الخريجين،‭ ‬فيستفيدون‭ ‬من‭ ‬عقبات‭ ‬ونجاحات‭ ‬من‭ ‬سبقوهم،‭ ‬فالناجحون‭ ‬يلعبون‭ ‬دور‭ ‬الناصح‭ ‬والمساعد‭ ‬للمبتدئين‭ ‬من‭ ‬الهنود‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لتعزيز‭ ‬ثقتهم‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬نجاح‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬نجاحًا‭ ‬تدريجيًا،‭ ‬معتمدًا‭ ‬على‭ ‬تسلق‭ ‬التدرج‭ ‬الوظيفي،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬البيانات‭ ‬والدراسات‭ ‬تقدم‭ ‬معلومات‭ ‬مذهلة‭ ‬بحق‭ ‬البراعة‭ ‬الهندية،‭ ‬ففي‭ ‬بيانات‭ ‬قديمة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬توضح‭ ‬الأرقام‭ ‬المنقولة‭ ‬أن‭ ‬أعلى‭ ‬معدل‭ ‬للدخل‭ ‬السنوي‭ ‬للعائلات‭ ‬لدى‭ ‬الأمريكيين‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬هندي‭.‬

كما‭ ‬أجرى‭ ‬البروفيسور‭ ‬الهندي‭ ‬ومتعهد‭ ‬الأعمال‭ ‬فيفيك‭ ‬وادهوا،‭ ‬في‭ ‬جامعات‭ ‬سنغولارتي‭ ‬وستانفورد‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬دراسة‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬ثلث‭ ‬الشركات‭ ‬الناشئة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الهنود‭ ‬وهذه‭ ‬نسبة‭ ‬مذهلة‭ ‬لأنها‭ ‬تفوق‭ ‬نسبة‭ ‬الأعراق‭ ‬السبع‭ ‬المهاجرة‭ ‬التي‭ ‬تليهم‭ ‬مجتمعين‭.‬

كما‭ ‬يقول‭ ‬فينكتيش‭ ‬شوكلا‭ ‬رئيس‭ ‬فرع‭ ‬وادي‭ ‬السليكون‭: ‬اجاء‭ ‬أغلب‭ ‬الهنود‭ ‬إلى‭ ‬أمريكا‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬الاشتراكية‭ ‬سائدة‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬كانت‭ ‬الفرص‭ ‬محدودة‭ ‬جدًا‭ ‬هناك،‭ ‬بينما‭ ‬أفسحت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أبواب‭ ‬الهجرة‭ ‬للذين‭ ‬يمتلكون‭ ‬مؤهلات‭ ‬عالية‭ ‬جدًا،‭ ‬فمن‭ ‬نراهم‭ ‬الآن‭ ‬ونسمع‭ ‬عنهم‭ ‬من‭ ‬الصفوةب‭.‬

كما‭ ‬يضيف‭ ‬شوكلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬متعلقًا‭ ‬بالدرجات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والمؤهلات‭ ‬العلمية‭ ‬بل‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬الهندية‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬زرع‭ ‬بذور‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬أبنائها‭ ‬مما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬نموذج‭ ‬إداري‭ ‬ناجح‭ ‬أو‭ ‬مخترع‭ ‬بارع،‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬القيم‭ ‬جزء‭ ‬متأصل‭ ‬من‭ ‬تكوينة‭ ‬الفرد‭ ‬عندهم‭ ‬وأن‭ ‬المنافسة‭ ‬والتواضع‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬الخصال‭.‬

التنفيذيون‭ ‬الهنود‭ ‬الذين‭ ‬يتفوقون‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬المتعددة‭ ‬الجنسيات،‭ ‬هم‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬قضوا‭ ‬أوقاتًا‭ ‬طويلة‭ ‬خارج‭ ‬وطنهم‭ ‬ويطورون‭ ‬مهاراتهم‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭.‬

يذكر‭ ‬شوكلا‭ ‬أيضًا‭ ‬اإذا‭ ‬عشت‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬فسوف‭ ‬تستنتج‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬مختلفون‭ ‬عن‭ ‬بعضهم،‭ ‬ليسوا‭ ‬متفوقين‭ ‬على‭ ‬غيرهم،‭ ‬ولكن‭ ‬مختلفون،‭ ‬وهذا‭ ‬التنوع‭ ‬من‭ ‬مكامن‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬وادي‭ ‬السيليكون،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يهم‭ ‬أي‭ ‬لغة‭ ‬تتكلم‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬مظهرك‭ ‬ما‭ ‬دمت‭ ‬تستطيع‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬إيرادات‭ ‬أكثر‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬منتج‭ ‬أفضلب‭.‬

الزعيم‭ ‬الهندي‭ ‬نهرو‭ ‬لال‭ ‬جواهر‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأول‭ ‬للهند‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬عام‭ ‬1947،كان‭ ‬يؤمن‭ ‬أن‭ ‬مستقبل‭ ‬الهند‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬ترقية‭ ‬مكان‭ ‬العلم‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬الهنود،‭ ‬والخطوة‭ ‬التالية‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬وتنمية‭ ‬مجال‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وهذا‭ ‬المجال‭ ‬سيكون‭ ‬المفتاح‭ ‬لحل‭ ‬المشاكل‭ ‬الكارثية‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬كالأمية‭ ‬والفقر‭ ‬وما‭ ‬يصاحبها‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬وفساد،‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأساس،‭ ‬سعى‭ ‬نهرو‭ ‬لسحب‭ ‬الهند‭ ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬العقلاني‭ ‬والعلمي‭ ‬ودفعها‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الخرافات‭ ‬والروحانيات‭ ‬البالية‭.‬

ساندر‭ ‬بيتشاي‭ ‬نموذج‭ ‬للنجاح‭ ‬الهندي

ولد‭ ‬بيتشاي‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬عام‭ ‬1972،‭ ‬درس‭ ‬وتعلم‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬الهندي‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬مدينته‭ ‬كراجبور،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬منحة‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ستانفورد‭ ‬الأمريكية،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬طريق‭ ‬بيتشاي‭ ‬سهلًا‭ ‬بالانتقال‭ ‬من‭ ‬الهند‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬سعر‭ ‬بطاقة‭ ‬تذكرة‭ ‬سفره‭ ‬تساوي‭ ‬دخل‭ ‬والده‭ ‬السنوي،‭ ‬إذ‭ ‬قال‭ ‬بيتشاي‭: ‬افعل‭ ‬والدي‭ ‬ووالدتي‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬ضحا‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬حياتهما،‭ ‬ووظفا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدخل‭ ‬المُتاح‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬تعلم‭ ‬أطفالهماب‭.‬

المثير‭ ‬للاهتمام‭ ‬في‭ ‬تفوق‭ ‬الهنود‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بسبب‭ ‬غرقان‭ ‬دولتهم‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬المزمنة‭ ‬والمتتالية‭ ‬كالفقر‭ ‬والبطالة‭ ‬والأمية،‭ ‬إنما‭ ‬بسبب‭ ‬صعوبة‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬واحتكاره‭ ‬على‭ ‬فئات‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الشركات،‭ ‬بجانب‭ ‬المنافسة‭ ‬الكبيرة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوسط‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الابتكار‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬لتبوأ‭ ‬مناصب‭ ‬تنفيذية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬العملاقة‭.‬

الكفاءات‭ ‬عصب‭ ‬الابتكار

يمهد‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬الهائل‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬لتنوع‭ ‬خبرات‭ ‬وكفاءات‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬حضن‭ ‬خدمات‭ ‬شبكية‭ ‬مكثفة،‭ ‬حيث‭ ‬هناك‭ ‬560‭ ‬مليون‭ ‬مستخدم‭ ‬للإنترنت‭ ‬و450‭ ‬مليون‭ ‬مستخدم‭ ‬للهواتف‭ ‬المتحركة،‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬الهائل‭ ‬عزز‭ ‬انتشار‭ ‬شركات‭ ‬التقنية‭ ‬حتى‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬قيمتها‭ ‬السوقية‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬26‭ ‬شركة،‭ ‬وشجع‭ ‬النجاح‭ ‬الاهتمام‭ ‬في‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬الرقمية،‭ ‬وساعد‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬قوة‭ ‬عاملة‭ ‬ذكية‭.‬

وتوفر‭ ‬الدولة‭ ‬جميع‭ ‬الظروف‭ ‬المناسبة‭ ‬لنمو‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الديمغرافية‭ ‬المتغيرة‭ ‬والاتجاهات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬فعدد‭ ‬الشباب‭ ‬كبير‭ ‬جداً‭ (‬أكثر‭ ‬من‭ ‬65‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬الهند‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬1.3‭ ‬مليار‭ ‬نسمة‭ ‬تقل‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬35‭ ‬عامًا،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬50٪‭ ‬تحت‭ ‬سن‭ ‬25‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬تشهد‭ ‬الهند‭ ‬سرعة‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬الحضري‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬هجرة‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬إلى‭ ‬المدن‭.‬

هل‭ ‬تصبح‭ “‬بنجالور‭” ‬وادي‭ ‬السيليكون‭ ‬االجديد؟

إذا‭ ‬تمكنت‭ ‬الهند‭ ‬من‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مراكزها‭ ‬الحضرية‭ ‬وتعزيز‭ ‬روح‭ ‬ريادة‭ ‬وادي‭ ‬السيليكون،‭ ‬فقد‭ ‬تكون‭ ‬مركز‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العالمي‭ ‬المقبل،‭ ‬تحتضن‭ ‬بنجالور‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬وجورجاون‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬مخابر‭ ‬الذكاء‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬وهما‭ ‬رمزان‭ ‬للتوسع‭ ‬الحضري‭ ‬السريع‭.‬

وحصلت‭ ‬بنجالور‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬اجون‭ ‬لينج‭ ‬لاسالب‭ ‬على‭ ‬تصنيف‭ ‬المدينة‭ ‬الأكثر‭ ‬ديناميكية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والابتكار،‭ ‬وبينما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬مركزاً‭ ‬للتعهيد،‭ ‬فقد‭ ‬نجحت‭ ‬المدينة‭ ‬في‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التوجه،‭ ‬حيث‭ ‬احتضنت‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬والتقنيات‭ ‬الناشئة،‭ ‬ما‭ ‬سمح‭ ‬لها‭ ‬بوضع‭ ‬نفسها‭ ‬كعاصمة‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬الهند‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬وحده،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬153‭ ‬شركة‭ ‬ناشئة‭ ‬جديدة‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬بنجالورو،‭ ‬والتي‭ ‬لديها‭ ‬العدد‭ ‬الكافي‭ ‬من‭ ‬المواهب‭ ‬ورأس‭ ‬المال‭ ‬الاستثماري‭ ‬لتهيئة‭ ‬الظروف‭ ‬لنجاح‭ ‬الشركات‭ ‬الناشئة‭.‬

عانت‭ ‬الهند‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬نزيف‭ ‬الأدمغة،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كبار‭ ‬التنفيذيين‭ ‬في‭ ‬شركات‭ ‬التقنية‭ ‬العملاقة‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬الهند‭ ‬المهاجرين،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬عاد‭ ‬649‭ ‬عالماً‭ ‬هندياً‭ ‬من‭ ‬المهجر‭ ‬لمتابعة‭ ‬أعمالهم‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2012‭ ‬و2017‭.‬

وتسهم‭ ‬السياسات‭ ‬التحفيزية‭ ‬التي‭ ‬تحرص‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬اتّباعها‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬تدفق‭ ‬الكفاءات‭ ‬والاستثمارات‭ ‬على‭ ‬الهند،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬حوالي‭ ‬33.4‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬كلها‭ ‬صبت‭ ‬في‭ ‬شركات‭ ‬تقنية‭ ‬ناشئة‭. ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬تصاعد‭ ‬الخلاف‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬بكين‭ ‬وواشنطن‭ ‬ستكون‭ ‬الهند‭ ‬الخيار‭ ‬الأفضل‭ ‬لجميع‭ ‬الأطراف‭.‬

‭ ‬

عظيم‭ ‬بريمجي‭ -‬‭ ‬مؤسس‭ ‬شركة‭ ‬ويبر‭ ‬للبرمجيات‭ ‬

عظيم‭ ‬بريمجي،74‭ ‬عامًا،‭ ‬وُلد‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬يوليو‭ ‬عام‭ ‬1945،‭ ‬بمدينة‭ ‬مومباي‭ ‬الهندية،‭ ‬لعائلة‭ ‬مسلمة،‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬طور‭ ‬شركته‭ ‬لتكون‭ ‬الأسرع‭ ‬نموًا،‭ ‬مع‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الاجتماعية؛‭ ‬إذ‭ ‬تبرّع‭ ‬بربع‭ ‬ثروته‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية،‭ ‬وهو‭ ‬مؤسس‭ ‬شركة‭ ‬زويبروس‭ ‬للبرمجيات،‭ ‬وتقدر‭ ‬ثروته‭ ‬ب‭ ‬٧،٢‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬استمر‭ ‬نجاح‭ ‬زويبروس‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬التالية؛‭ ‬فوسّعت‭ ‬نشاطاتها‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬67‭ ‬بلدًا‭ ‬حول‭ ‬العالم؛‭ ‬لتصل‭ ‬قيمتها‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬37‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.‬

أجيت‭ ‬جين‭ -‬‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬شركة‭ ‬بيركشاير‭ ‬هاثاواي

وُلد‭ ‬زأجيت‭ ‬جينس‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1951‭ ‬في‭ ‬أوديشا،‭ ‬الهند،‭ ‬وهو‭ ‬حاصل‭ ‬على‭ ‬بكالوريوس‭ ‬الهندسة‭ ‬الميكانيكية‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬الهندي‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬خراجبور،‭ ‬وماجستير‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬هارفارد‭ ‬للأعمال‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1986،‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التأمين‭ ‬لحساب‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬زوارين‭ ‬بافيتس‭. ‬والآن،‭ ‬زجينس؛‭ ‬هو‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬عمليات‭ ‬التأمين‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬زبيركشاير‭ ‬هاثاوايس‭ ‬الأمريكية‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬يناير‭ ‬2018،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يمتلك‭ ‬حصة‭ ‬في‭ ‬زبيركشاير‭ ‬هاثاوايس،‭ ‬وتقدر‭ ‬قيمتها‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭.‬

أجايبال‭ ‬سينج‭ ‬بانجا‭ – ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬ماستر‭ ‬كارد

وُلد‭ ‬زبانجاس‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1960‭ ‬في‭ ‬بيون،‭ ‬الهند،‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬البكالوريوس‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬سانت‭ ‬ستيفن،‭ ‬جامعة‭ ‬دلهي،‭ ‬وماجستير‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬الهندي‭ ‬للإدارة،‭ ‬أحمد‭ ‬آباد‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬1981،‭ ‬بدأ‭ ‬زبانجاس‭ ‬حياته‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬شركة‭ (‬Nestlé‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬شغل‭ ‬منصب‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لـ‭ (‬مجموعات‭ ‬سيتي‭)‬،‭ ‬منطقة‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬عام‭ ‬2009‭.‬

وفي‭ ‬يوليو‭ ‬2010،‭ ‬أصبح‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ (‬Master Card‭) ‬العالمية،ويتقاضى‭ ‬زبانجاس‭ ‬19‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬سنويًا‭.‬

ساندر‭ ‬بيتشاي‭-‬‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬جوجل

وُلد‭ ‬ساندر‭ ‬بيتشاي‭ ‬عام‭ ‬1972‭ ‬في‭ ‬تشيناي،‭ ‬الهند‭. ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬ماجستير‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬ستانفورد‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬وهندسة‭ ‬المواد،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ماجستير‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬وارتون‭ ‬بجامعة‭ ‬بنسلفانيا‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2004،‭ ‬انضم‭ ‬زبيتشايس‭ ‬إلى‭ ‬شركة‭ (‬Google‭) ‬العالمية؛‭ ‬حيث‭ ‬قاد‭ ‬جهود‭ ‬إدارة‭ ‬المنتجات‭ ‬والابتكار‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬منتجات‭ ‬برامج‭ ‬العميل‭ ‬من‭ (‬Google‭)‬،‭ ‬مثل‭: ‬Google Chrome‭ ‬وChrome OS،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬مسؤولًا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬عن‭ ‬Google Drive‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬أصبح‭ ‬س‭ ‬بيتشايس؛‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ (‬Google‭). ‬جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬زبيتشايس‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬كراتب‭ ‬ومكافآت،‭ ‬بينما‭ ‬تبلغ‭ ‬ثروته‭ ‬حوالي‭ ‬1.3‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.‬

ساتيا‭ ‬نادالا‭ -‬‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬مايكروسوفت

وُلد‭ ‬زساتيا‭ ‬نارايانا‭ ‬نادالاس‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬في‭ ‬حيدر‭ ‬أباد،‭ ‬الهند،‭ ‬وهو‭ ‬حاصل‭ ‬على‭ ‬زبكالوريوس‭ ‬الهندسةس‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬مانيبال‭ ‬للتكنولوجيا،‭ ‬وماجستير‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬ويسكونسن،‭ ‬وماجستير‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬شيكاغو‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1992،‭ ‬كان‭ ‬زنادالاس‭ ‬موظفًا‭ ‬تقنيًا‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬زصن‭ ‬مايكروسيستمزس‭ ‬كأحد‭ ‬أعضاء‭ ‬الطاقم‭ ‬التقني‭ ‬قبل‭ ‬انضمامه‭ ‬إلى‭ ‬شركة‭ ‬Microsoft،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لعب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأدوار‭ ‬في‭ ‬Microsoft،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬أصبح‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬للشركة‭. ‬ويحصل‭ ‬س‭ ‬نادالاس‭ ‬على‭ ‬26‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬سنويًا،‭ ‬كأجر‭ ‬ومكافآت‭.‬

                                    ‬راجيف‭ ‬سوري‭ -‬‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬نوكيا

وُلد‭ ‬راجيف‭ ‬سوري‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬في‭ ‬نيودلهي،‭ ‬الهند،‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬بكالوريوس‭ ‬الهندسة‭ ‬في‭ ‬الإلكترونيات‭ ‬والاتصالات‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬مانيبال‭ ‬للتكنولوجيا‭.‬

ثم‭ ‬انضم‭ ‬إلى‭ ‬شركة‭ (‬نوكيا‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬1995،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬تم‭ ‬تعيين‭ ‬زسوريس‭ ‬كرئيس‭ ‬تنفيذي‭ ‬للشركة،ويحصل‭ ‬سوري؛‭ ‬على‭ ‬1.2‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬سنويًا‭.‬

اسامة الغول

صحفي وباحث في مرحلة الدكتوراه

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button