مقالات

الإطار الفلسفي للعلاقات الصينية الفلسطينية

 المفكر العربي/ منير شفيق الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج

الإطار الفلسفي للعلاقات الصينية الفلسطينية

 المفكر العربي/ منير شفيق

الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج

“إن الصين دولة تحكمها استراتيجيتان من البداية: استراتيجية داخلية وأخرى خارجية، والقراءة الدقيقة لهما هي التي تقرر كيف تكون العلاقة بينها وبين فلسطين أو غيرها.”

وحسب تجربتي الشخصية أذكر لكم بإختصار مراحل هذه الاستراتيجيات، ففي المرحلة الأولى، كانت الصين فيما مضى دولة محاصرة مرت بالتجربة التحررية، وكانت تمتلك استراتيجية عليا تتمثل بتشجيع حركات التحرير وأن تكون في مقدمتها.

فقد كانت الصين تدعم الفلسطينيين وفي أواخر الستينات وأوائل السبعينيات اعتبرت فلسطينية أكثر من الفلسطينيين، وهذا ما كان يدعم استراتيجية عليا للصين والتي كانت في ذلك الوقت واقعة تحت التهديد الأمريكي والحصار الأمريكي بحده الأقصى في تلك الفترة.

في المرحلة الثانية أصبحت الصين رقم 1 في خطط أمريكا الخارجية، مع ذكرهم لمراحل التطور التي شهدتها الصين اقتصادياً وتكنولوجياً، وتغير واقع الدعم الصيني المطلق لفلسطين وفتحت الصين علاقات مع “إسرائيل”.

كفلسطيني في المرحلة الحالية، أرى أن تحصر استراتيجيتك الراهنة بالتالي:

  • دحر الاحتلال من الضفة والقدس بلا قيد أو شرط، كما تم دحره من غزة
  • هدم المستوطنات فيها بالمقاومة الشعبية والانتفاضة مع تأييد العالم أجمع للشعب الفلسطيني.

إن التركيز على الهدفين المذكورين: دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات، وبلا قيدٍ أو شرط، ومن خلال استراتيجية ومقاومة وانتفاضة، يفتح آفاقا واسعة أمام المقاومة للحوار على المستوى الدولي، وإقامة علاقات متينة وبنّاءة مع الدول، ولا سيما الصين وروسيا وغيرهما، ليتحوّل تأييدها من شعار “حلّ الدولتين” إلى دعم الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وتفكيك المستوطنات.

وبهذا يستعيد الشعب الفلسطيني زمام المبادرة في بناء علاقاته الدولية، وفي الحشد في دعم عدالة قضيته المتمثلة راهناً بدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات، بلا قيدٍ أو شرط، الأمر الذي سيهيئ للإعداد لتحرير كامل فلسطين من النهر إلى البحر، ومن الناقورة إلى أم الرشراش.

وختاماً الأمر الذي يجب أن يكون واضحاً لكل فلسطيني ما هو المشروع الصهيوني، ومن ثم يُصبح الهدف الفلسطيني هو هدف التحرير، وهو الذي يجب أن تقوم العلاقة على أساسه، وأن يُسقط حلّ الدولتين باعتباره حلاً تصفوياً، فضلاً عن عدم إمكان تطبيقه. وهذا ليس بسبب الموقف الثابت لأصحاب المشروع الصهيوني المحتلين لفلسطين فحسب، وإنما بسبب عدم استعداد أية دولة، خصوصاً من الدول الكبرى، أن تأخذ إجراءً يضغط على الكيان الصهيوني، بما فيه التهديد بسحب الاعتراف وقطع العلاقات السياسية والاقتصادية.

منير شفيق

الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج

Leave a Reply

Back to top button