مقالات

فلسطين، والتنمية المرتكزة على الأفراد، ومبادرة الحزام والطريق

أ. مصطفى حيدر سيد مدير المعهد الباكستاني الصيني

فلسطين، والتنمية المرتكزة على الأفراد، ومبادرة الحزام والطريق

Mr. Mustafa Hyder Sayed

أ. مصطفى حيدر سيد
مدير المعهد الباكستاني الصيني

كانت باكستان دولةً تعمل على تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، حيث اعترفت واشنطن ببكين، بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي السابق د. هنري كيسنجر إلى باكستان، ولقاء رئاسة الدولة في اسلام أباد، وبعد عدة زيارات متبادلة بين إسلام أباد وواشنطن.

كانت باكستان أول دولة إسلامية وثالث دولة غير شيوعية تعترف بجمهورية الصين في الوقت الذي لم يعترف بها أحد، وتوالت الأعوام ودعمت باكستان والصين بعضهما البعض في العديد من المجالات، حيث تدعم بكين موقف إسلام أباد من كشمير، في مجلس الأمن.

وتعد الصين الصوت التي تتحدث به باكستان في مجلس الأمن الدولي في هذه القضية، واستخدمت الفيتو في الوقت الذي سعت فيه العديد من الدول لفرض قيود على باكستان أو الحديث عنها كدولة “إرهابية”، وعلاوة على ذلك، دعمت باكستان الصين في عدد كبير من القضايا السياسية والإقليمية، مثل قضية سنجان والتبت وتايوان.

هذا التعاون والتوافق السياسي، جعل هناك تقارباً في العلاقات بين البلدين منذ سنوات، وفتح الباب أمام تعاون اقتصادي كبير، حيث تم إنشاء الممر الاقتصادي الصيني – الباكستاني الذي يعد فاتحة الطريق لمبادرة “الحزام والطريق”، وهو المشروع الأكبر للصين على المستوى الإقليمي والدولي، ويُغطي أكثر من 68 دولة، بما في ذلك 65٪ من سكان العالم، وتضم باكستان 6 ممرات للمبادرة، كما تعد فلسطين إحدى الدول التي انضمت لخطة الحزام والطريق وتحصل الحكومة الفلسطينية على مبلغ 7.5 مليون دولار من هذا المشروع.

الجزء المهم من خطة الحزام والطريق هو الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، فالاقتصاد الصيني ينتقل باتجاه الوحدات الصناعية والدول التي لديها تكاليف إنتاجية منخفضة مثل: باكستان، كامبوديا، بنغلادش، إثيوبيا. وعندما تُصدر هذه الوحدات الصناعية للدول الأخرى، فإنها تساعد في تطوير هذه الدول وتزيد من فرص العمل لديها.

تطور العلاقة بين بكين واسلام أباد، ربما يندرج ضمن التطور المثالي بين الدول، فالصين هي الدولة الوحيدة التي كانت تستثمر في باكستان، ولا يوجد دولة أخرى كانت تستثمر فيها، وعام 2011-2012 عندما كانت باكستان تُعتبر دولة غير آمنة، جاءت الصين واستثمرت فيها. ومنذ عام 2013 وحتى وقتنا هذا، بلغت حجم استثمارات الصين في باكستان 35 بليون دولار، وهذا مبلغ ضخم بالنسبة لدولة نامية، والمبلغ الكلي للممر الباكستاني الصيني هو 65 بليون دولار.

عندما نتحدث عن فلسطين، وكيف تستفيد فلسطين من كل ذلك؟ وما هي طبيعة التعاون مع الصين وأثره بالنسبة لفلسطين؟

أعتقد أن التحدث من أجل فلسطين من قبل الصين ليس متوفراً بعد، فيجب على الدول أن تُعد قائمة بما يجب أن تفعله من أجل فلسطين، وخاصة عدم الاعتراف بإسرائيل، هذه القائمة يجب أن يتم إعدادها قبل عقد القمة العربية الصينية القادمة في السعودية عام 2022 والذي يتم فيه مناقشة قضايا تحتاج إلى حلول دولية، واستثمار منتدى التعاون الصيني العربي الذي أنشأته الحكومة الصينية عام 2007 لحث بكين على اتخاذ مواقف واضحة تجاه القضية الفلسطينية.

تعد الصين ثاني أكبر الدول الاقتصادية في العالم، وهدفها الأول هو زيادة مستوى رفاهية الأفراد في العالم. ففي ديسمبر 2020، كانت الصين هي الدولة الوحيدة في العالم التي أعلنت عن القضاء على الفقر المدقع. وبحلول عام 2049 والذي سيتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، تخطط الصين بأن يكون هذا التاريخ هو ضمان مستقبل مشرق لجميع سكان الصين وأيضاً، يكمن هدف الصين في مقاومة وصد سياسة الاحتواء التي تتبعها الولايات المتحدة.

فالحل الوحيد الذي يمكن تقدمه الصين لدعم القضية الفلسطينية هو تعاون الدول والتحدث بصوت واحد قوي وواضح لدعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وفلسطين الحق والأولوية للعمل على تطويرها اقتصادياً في الشرق الأوسط.

أ. مصطفى حيدر سيد

مدير المعهد الباكستاني الصيني

Leave a Reply

Back to top button