مقالات

A Reading of China's Position on the Palestinian Issue

 Prof. Dr. Seid Ma Yanzhe / رئيس قسم اللغة العربية ومدير المركز الثقافي بجامعة صون يات سان الصينية

A Reading of China's Position on the Palestinian Issue

 Prof. Dr. Seid Ma Yanzhe

رئيس قسم اللغة العربية ومدير المركز الثقافي بجامعة صون يات سان الصينية

 

الموقف الصيني من القضية الفلسطينية لم يكن موقفًا برغماتيا ايدولوجيا بقدر ما كان موقفا مبدئيا نابعًا من مبادئ السياسة الخارجية الصينية وتوجهاتها وثوابتها، والتي على رأسها دعم حركات التحرر الوطني والخاصة في القضية الفلسطينية

تنبع أهمية الصين من أنها لاعب مهم في الساحة الدولية نظرًا لتمتعها بمقومات قوة صلبة واقتصاد ضخم وقدرات عسكرية متطورة وغيرها، بالإضافة لامتلاكها قوة ناعمة لا يمكن اغفالها أو تجاوزها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التاريخ يحدثنا عن أمة تمتد جذورها لآلاف السنين تميزت بغياب طموحاتها الاستعمارية، وينعكس هذا في مشروعها الأضخم “مبادرة الحزام والطريق”، المشروع الحضاري التشاركي في أساسه.

تسعى بكين لأن يكون لها دور في منطقة الشرق الأوسط، قائما على التعاون وتبادل الخبراء وينطلق من مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وينعكس هذا الدور في تشجيع الأطراف على إيجاد حل للقضية الفلسطينية ترضى به شعوب المنطقة ويحقق الأمن والسلام

في عام 1964 وجهت الصين دعوة رسمية لمنظمة التحرير الفلسطينية لزيارة بكين، وهي أول دولة غير عربية توجه مثل هذه الدعوة، وثم حينها افتتاح مكتب للمنظمة في العاصمة الصينية، وهو ما أسهم بشكل كبير في تعزيز الشخصية الدولية للمنظمة التحرير، وكانت الصين أولى الدول غير العربية التي اعترفت بالمنظمة ورفضت بالوقت نفسه الاعتراف بإسرائيل رغم الاعترافات الأخيرة بها فأصبحت هي الدولة الكبرى الوحيدة التي لا تقيم علاقات مع إسرائيل في تلك الفترة

وفي عام 1978 وبعد توقيع مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل أبدت الصين استعدادها  للاعتراف بدولة الاحتلال شرط تخليها عن الأراضي التي احتلتها 1967، وفي 29 نوفمبر 1979 أعلن رئيس وزراء الصين المبادئ التي يقوم عليها السلام في الشرق الأوسط وهي تأييد الشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل استرجاع حقوقه، وعلى رأسها حق العودة إلى وطنه وحق تقرير المصير وإقامة دولته

وفي عام 1986 أعلن وزير الخارجية الصيني في ذلك الوقت، تؤيد المفاوضات السلمية التي تخدم الحل العادل والشامل لمشكلة الشرق الأوسط، وحافظت الصين على موقفها الثابت من إسرائيل فلم تضم علاقات دبلوماسية معها حتى يناير 1992 بعد أن ذهبت الدول العربية إلى مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 و عام 1993 دعمت اتفاق اسلو وفي عام 1998 استقبلت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وفي عام 2000 وبعد فشل قمة كامب ديفيد الثانية واشتعال انتفاضة الأقصى واصلت بكين سياستها ودعوتها إلى ضرورة التزام الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بخيار المفاوضات ونبذ العنف واحترام الشرعية الدولية وأعلنت دعمها لخارطة الطريق ولخيار المفاوضات وللجنة الرباعية الدولية الولايات المتحدة و روسيا و الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولكن الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا ترفضان عضوية الصين في اللجنة الرباعية لموقفها المنحاز للعرب على حد زعمهم، وفي العام 2013 اقترحت بكين الرؤية الصينية ذات النطاق الأربعة حول تسوية القضية الفلسطينية، وهي:

أولا: إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والتعايش السلمي بين الدولتين فلسطين وإسرائيل

ثانيا: التمسك في المفاوضات بوصفها الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى السلام الفلسطيني الإسرائيلي

ثالثا: التمسك بمبدأ الأرض مقابل السلام

رابعا: على المجتمع الدولي أن يقدم دعمًا قويًا لدفع عملية السلام وعلى الأطراف المعنية في المجتمع الدولي الشعور بالمسؤولية وإتخاذ موقفا موضوعيا ومنصفا وتعمل بنشاط على النصح بتصالح والحث على التفاوض

وفي عام 2020 أكد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أن القضية الفلسطينية تظل دائمًا القضية الجوهرية في منطقة الشرق الأوسط، وأن الصين تدعم حل الدولتين باعتباره الاتجاه الصحيح ومنذ انتشار جائحة كورونا قدمت بكين لفلسطين دفعات عديدة من المساعدات لمكافحة الجائحة وأرسلت خبراء طبيين لمكافحة الوباء.

Prof. Dr. Seid Ma Yanzhe

رئيس قسم اللغة العربية ومدير المركز الثقافي بجامعة صون يات سان الصينية

Leave a Reply

Back to top button