قالت طهران إن أجواء التفاؤل في محادثات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني ناجمة عن رغبة كل أطراف التفاوض في التوصل لاتفاق “موثوق ومستقر”، في حين صرح رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت بأن تل أبيب لن تتقيد بأي اتفاق نووي مع إيران، وستحتفظ بحرية التصرف.
وذكر الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده -في مؤتمر صحفي- أن ما يجري في فيينا هو “نتيجة جهود من كل الأطراف الحاضرين للتوصل إلى اتفاق موثوق ومستقر”، موضحا أن تقدما جيدا تم إحرازه في الملفات الأربعة التي تناقش، وهي “رفع العقوبات، والمسألة النووية، والتحقق من رفع العقوبات، والحصول على ضمانات عدم الانسحاب من الاتفاق النووي”.
وأضاف المتحدث أنه “تبقى مسائل أخرى مهمة للمناقشة حول النووي، لكننا حققنا نتائج بشأن عدة نقاط، وسنتقدم أكثر في حال توافرت الإرادة عند الأطراف الآخرين”، مشددا على أن طهران تتفاوض “بواقعية وليست متفائلة أو متشائمة من عملية التفاوض”.
وتخوض إيران مباحثات في فيينا تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بشأن برنامجها النووي، وذلك مع الأطراف التي لا تزال منضوية فيه (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا). وتشارك الولايات المتحدة -التي انسحبت أحاديا من الاتفاق عام 2018- بشكل غير مباشر في المباحثات.
تصريحات متفائلة
وفي الأيام الماضية، عكست تصريحات أعضاء وفود المفاوضين تحقيق بعض التقدم، مع التشديد على استمرار الخلافات بين الأطراف بشأن قضايا مختلفة، وقال المبعوث الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخاييل أوليانوف -في تصريحات صحفية قبل يومين- إن الجو في المحادثات إيجابي وعملي، وإن المحادثات تمضي قدما، وإن كانت ليست بوتيرة سريعة، إلا أنها تتحرك بشكل تدريجي.
وبدأت مفاوضات فيينا أبريل/نيسان الماضي، وبعد تعليقها زهاء 5 أشهر بسبب الانتخابات الرئاسية الإيرانية اعتبارا من يونيو/حزيران 2021، تم استئناف المفاوضات أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتشدد طهران -خلال المباحثات- على أولوية رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها عليها بعد انسحابها من الاتفاق، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي.
في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على أهمية عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق، التي بدأت بالتراجع عنها عام 2019، ردا على انسحاب واشنطن.
موقف إسرائيل
من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أمام لجنة في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) إن تل أبيب ليست طرفا في الاتفاق النووي الإيراني وليست ملزمة به، و”لن تتقيد بما ستتمخض عنه المحادثات النووية مع إيران، وستواصل الاحتفاظ بحرية التصرف الكاملة في أي مكان وفي أي وقت من دون قيود”.
وأضاف بينيت “إيران ترسل إلينا خصومها وأسلحتها، نحن نواجهها ليل نهار”، ونقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية الرسمية قوله “نحن نقوم بما هو أبعد من الهجوم المستمر، وليس فقط الدفاعي”، من دون إيراد مزيد من التفاصيل.
وكانت إسرائيل طالبت القوى العالمية بالإبقاء على خيار عسكري له مصداقيته في مواجهة إيران، في أثناء السعي للتوصل إلى اتفاق.
ويشكك بعض الخبراء في إذا ما كانت إسرائيل تمتلك وحدها القدرات العسكرية لوقف ما تقول إنه مسعى إيراني لامتلاك سلاح نووي، في حين تنفي إيران أنها تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية.