شراكات بـ10 مليارات دولار كانت حصاد اليوم الأول من مؤتمر “الأعمال العربي الصيني” في دورته العاشرة في الرياض، والتي شهدت توقيع أكثر من 30 صفقة واتفاقية.
الطاقة والنقل والتكنولوجيا وسلاسل الإمداد والسياحة كانت في صدارة الاتفاقات التي تضمنت أيضا مشروعا لتصنيع مركبات كهربائية، وصفقات كبرى للتعدين.
وتجاوز عدد المشاركين في اليوم الأول من الحدث 3500 من قادة الأعمال والمبتكرين وصناع القرار من أكثر من 26 دولة.
وفي حديثه لـ”سبوتنيك، قال المستشار الاقتصادي السعودي، تركي فدعق، إن “هذ المؤتمر يعقد بشكل دوري، لكنه يأتي في فترة مهمة، وهو ما تعكسه أجندة المؤتمر الذي يتضمن مشاركة واسعة من كبار صناع القرار الاقتصادي”.
وأشار إلى أن “العنوان الرئيسي لدورة العام الجاري هو التعاون من أجل الرخاء، وهو الأكبر على الاطلاق في سياق التعاون العربي الصيني، ويحاول المجتمعون أن يستفيدوا من مشروع طريق الحرير، ومن الإمكانيات المتاحة بعد أن أصبحنا نعايش بشكل واضح مفهوم أن العالم أصبح قرية متصلة”.
واعتبر الخبير أن “التفاهمات الخاصة بسلاسل الإمداد في المؤتمر لن تشعل منافسة بين السعودية ومصر حيث أن السعودية هي أول تجمع اقتصادي عربي في الجغرافية العربية من جهة طريق الحرير”، مشيرا إلى أن “التكامل العربي سيوفر ميزة تنافسية نظرا لموقع مصر المهم وكونها أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان ما سيؤدي إلى تعظيم القيمة الاقتصادية لهذا التعاون”.
وأوضح خبير الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية، الدكتور بيير عازار أن “الزيادة الهائلة في الصادرات الصينية تدفعها دائما للبحث عن أسواق لتصريف منتجاتها، ولهذا تمثل العلاقات العربية الصينية أمرا مهما وحتميا للصين، لأن المنطقة العربية بتفرعاتها وتأثيراتها على مجمل الواقع الإقليمي والدولي تفرض على الصين أن تطور هذه العلاقات” مشيرا إلى أن ” المنطقة تمتلك الكثير من السلع الاستراتيجية وتضم دول مجلس التعاون الخليجي تحديدا مقدرات هائلة في قطاع الطاقة الحيوي للاقتصاد الصيني الذي يحتاج إلى تدفقات هائلة من الطاقة”.
وأكد عازار أن “الصين عندما تذهب للعالم العربي فهي تذهب باتجاه الطرق البرية لمشروع حزام واحد طريق واحد، وقد دعمت في هذا السياق الطريق البري بين العراق وتركيا من أجل الاستعاضة عن المسار البحري الطويل من مضيق هرمز للخليج ومن ثم إلى البحر الاحمر”.
وحول ما إذا كانت القروض الصينية السهلة تمثل “فخ الديون” الذي يجبر الدول على رهن مواردها وتسليم أصولها، أوضح الخبيرأن “الصين اقتبست من صندوق النقد الدولي سياسية أن تكون لها الأولوية في سداد الديون وكل السبل لضمان هذا، وهي عندما تقرض تعلم أن الدول المقترضة لن تتمكن من السداد، وعلى الرغم من أنها تقول دائما أنها غير مرتبطة بالرأسمالية الغربية لكن لديها رأسمالية خاصة بها”.
وتابع: “هذا ما حصل مع باكستان وسريلانكا اللتان وجدتا صعوبة في سداد القروض للصين واليوم هناك محاولة للسيطرة على الموانئ البحري والبرية في كلتا الدولتين، إذا الصين ليست جمعية خيرية، هي دولة لديها قدرات هائلة ولديها فكر رأسمالي اشتراكي، وتستعمل فخ الديون بشكل أساسي، ويتعين على الدول لتجنب هذه الأمور أن يكون لديها شفافية، ورجال دولة، وعلى الشعوب أيضا أن تكون منتجه”.
(المصدر: سبوتنيك عربي)
لا تعليق