الصين تسعى لمنطقة تجارة حرة مع دول الخليج “في أقرب وقت ممكن”

بكين – رويترز

أفاد بيان لوزارة الخارجية الصينية في وقت متأخر من يوم الاثنين، بأن الوزير الجديد تشين قانغ، أبدى رغبته في تقوية الروابط الاقتصادية مع السعودية، وعمل منطقة تجارة حرة بين الصين ومنطقة الخليج في “أقرب وقت ممكن”.

جاء اقتراح تشين، الذي تم تعيينه في هذا المنصب مؤخرا، خلال محادثة هاتفية مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، والتي قال فيها أيضا إن الصين تكن تقديرا كبيرا لدعم المملكة القوي والراسخ في ما يتعلق بالقضايا ذات الصلة بالمصالح الصينية الأساسية.

وقال إنه يتعين على الجانبين توسيع نطاق التعاون بشكل أكبر في الاقتصاد والتجارة والطاقة والبنية التحتية والاستثمار والخدمات المالية والتكنولوجيا الفائقة.

وإلى جانب ذلك، ضغط تشين من أجل مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الصين والخليج وبناء “منطقة التجارة الحرة بين الصين والخليج في أقرب وقت ممكن”.

وقال الأمير فيصل، إن السعودية تعتبر العلاقات مع الصين ركيزة أساسية للعلاقات الخارجية، وإن السعودية تحترم تماما مبدأ الصين الواحدة، بحسب بيان وزارة الخارجية الصينية.

يشار إلى أن الصين، تعد الشريك التجاري الأول للسعودية خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث بلغ حجم التجارة البينية نحو 309 مليارات ريال في 2021، بزيادة قدرها 39% عن العام 2020، تشمل 192 مليار ريال صادرات سعودية إلى الصين، بما في ذلك صادرات غير نفطية بقيمة 41 مليار ريال.

أول تعليق من الصين على مذكرة أميركية تتوقع حربا مدمرة بين الطرفين عام 2025

قالت الخارجية الصينية إن ملف تايوان “خط أحمر” في العلاقات الصينية الأميركية وعلى واشنطن ألا تحاول تجاوزه.

ويأتي تعليق بكين ردا على تصريحات لقائد عسكري أميركي تحذر من المخاطر العالية لنشوب حرب مدمرة بين الولايات المتحدة والصين في عام 2025 بسبب تايوان.

ووفق تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post)، الأسبوع الجاري، فإن الجنرال مايكل مينيهان، الذي يشرف على أسطول طائرات النقل والتزود بالوقود في سلاح الجو الأميركي، نصح القوات التابعة له بضرورة تسريع استعداداتها للمواجهة العسكرية المحتملة، مستدلا على توقعاته تلك بتطلعات الرئيس الصيني شي جين بينغ، وقال إن الأميركيين قد لا ينتبهون لذلك قبل فوات الأوان.

ووفق “واشنطن بوست”، فقد كتب الجنرال الأميركي في مذكرة، وصفتها الصحيفة بأنها غير عادية، أصدرها للقوات التابعة له، يقول “أتمنى أن أكون مخطئا، فحدسي يخبرني أننا سنقاتل في عام 2025. حصل (الرئيس الصيني) شي على فترة رئاسة ثالثة وعيّن مجلس حربه في أكتوبر/تشرين الأول 2022، والانتخابات الرئاسية في تايوان ستجرى في عام 2024 وستمنح شي ذريعة لذلك (لشن الحرب)”.

وترى بكين أن تايبيه التي تتمتع بحكم ذاتي جزء لا يتجزأ من أراضيها، علمًا بأن الحزب الشيوعي الصيني لم يسيطر على تايوان يومًا.

وتنتهج الولايات المتحدة “إستراتيجية الغموض” فيما يتعلق بمسألة التدخل العسكري في حال تعرض تايوان لهجوم من الصين. وهدف الإستراتيجية درء غزو صيني وثني تايوان عن استفزاز بكين بإعلانها رسميا الاستقلال. وفي هذا السياق، تبيع الولايات المتحدة أسلحة إلى تايبيه بهدف “الدفاع عن نفسها”.

حرب أوكرانيا

وفي سياق آخر، سعت الخارجية الصينية إلى إلقاء اللوم على الولايات المتحدة بشأن غزو روسيا لأوكرانيا، حيث قالت إن واشنطن هيأت الظروف التي أدت إلى اندلاع الحرب، واستنكرت تسليم الأسلحة من أجل تأجيج الصراع بينما تقترب الحرب من عامها الأول.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، للصحفيين اليوم الاثنين، إن “الولايات المتحدة هي التي أشعلت أزمة أوكرانيا وهي العامل الأكبر في تأجيجها، واستمرت في بيع الأسلحة الثقيلة والقتالية لأوكرانيا، مما أدى إلى تمديد الصراع فقط واشتداد حدته”.

وجاءت تصريحات المتحدثة ردا على سؤال بشأن مزاعم من الولايات المتحدة تفيد بأن الشركات الصينية تقدم الدعم للجانب الروسي. واستنكرت نينغ المزاعم، إذ قالت إنها “شكوك لا مبرر لها” و”ابتزاز لا أساس له”.

وأكدت الوزارة تمسكها بما وصفته بالموقف الموضوعي لإيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية. وأوضحت أن روسيا شريك إستراتيجي شامل، مشيرة إلى أن بكين تحافظ على تبادلات وثيقة مع موسكو على جميع المستويات.

المصدر : الجزيرة + وكالات