كيف تصنع الصين السلام وتكشر عن أنيابها في آن واحد؟

تيسا وونغ

حلقت طائرات صينية مقاتلة عبر مضيق تايوان في استعراض للقوة العسكرية الصينية هناك، يوم السبت الماضي وبعد ساعات فقط من احتساء الرئيس الصيني شي جين بينغ الشاي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في بكين لبحث ملف السلام في أوكرانيا ووقف الحرب هناك.

وبدأت التدريبات الصينية، التي تهدف إلى تهديد وترهيب تايوان، في اليوم التالي للزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبكين، التي تدل على دبلوماسية عالية من الصين.

وكان التناقض الواضح هو أحدث مثال على الوجهين اللذين قدمتهما الصين للعالم، صانع سلام دولي مسالم من جهة، وكلب شرس يكشر عن أنيابه للدفاع عما تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها من جهة أخرى.

لكن هل تستطيع بكين المحافظة على هذه الاستراتيجية؟

على الواجهة الدبلوماسية، لم تضيّع الصين أي وقت منذ الخروج من أزمة وباء كورونا، إذ التقى الرئيس شي جين بينغ في الأشهر القليلة الماضية بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، واستضافت بكين عدداً من قادة العالم بمن فيهم رئيس البرازيل الذي وصل هذا الأسبوع إلى الصين.

كما قدم الرئيس الصيني مقترحاً من 12نقطة لإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية، وأرسل مبعوثاً رفيع المستوى إلى أوروبا لتقديم الرؤى السياسية لحل الأزمة.

وتوسطت بكين أيضا في حل الأزمة بين السعودية وإيران، كأحد أكبر الخطوات الدبلوماسية الصينية نجاحاً في الشرق الأوسط، وساعدها في ذلك عدم تدخل الولايات المتحدة الامريكية.

في الوقت نفسه، كشفت الصين النقاب عن مقترحات مختلفة للأمن العالمي والتنمية – في إشارة واضحة إلى أنها تتودد إلى “الجنوب العالمي” كما فعلت مع مبادرة “الحزام والطريق” من أجل ربط الصين بالعالم، عن طريق ضخ المليارات في الدول النامية.

ويبدو ذلك أنه سيخفف من حدة لهجة دبلوماسية تبنتها مؤخراً وهي “الذئب المحارب” العدائية، فبدأت الصين إيجاد البدائل التي تحل مكان الدبلوماسي المثير للجدل تشاو ليجيان، والترويج لشخصيات أكثر اعتدالاً مثل وزير الخارجية الصيني السابق وانغ يي والحالي كين غانغ، على الرغم من أن الرئيس شي جين بينغ استمر في تشجيع مبعوثيه على إظهار الروح القتالية في الخطابات.

ويمكن لهذه الوجوه الدبلوماسية أن تضع الصين كصانع قرار سياسي عالمي رئيسي، وأن تعود إلى أصولها الهادفة إلى “تجديد شباب الأمة الصينية”، وهو مفهوم قومي راسخ يسعى إلى استعادة المملكة الوسطى “الصين” مكانتها المركزية في العالم.

وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة شرق الصين الدكتور تشانغ شين:”إن الرئيس شي جين بينغ أوضح مؤخراً أن رؤيته لمستقبل الصين (الحلم الصيني)، بدأت عند توليه السلطة لأول مرة، وهو ما يعكس ثقة القيادة الصينية الحالية في مسارها ونهجها نحو التحديث”.

وقال الأستاذ في السياسة الصينية في معهد سياسة مجتمع آسيا الدكتور نيل توماس:”السيد شي جين بينغ يعرف أنه لا يمكنك تجديد شباب الأمة الصينية دون اقتصاد جيد”.

وتحتاج الصين إلى الاستمرار في النمو في الوقت الذي تحاول فيه تحقيق نفوذ دبلوماسي، ولا يمكنها ذلك في حال عزلت نفسها عن الغرب، كما أنها بحاجة إلى الحفاظ على علاقات اقتصادية جيدة، عن طريق الدبلوماسية والابتعاد الخطابات العدائية.

لكن السبب الرئيسي للاضطراب والانفعال الدبلوماسي الأخير للصين، هو شعورها بأنها محاصرة بشكل متزايد.

وأدت المخاوف في الغرب إلى تحالفات دفاعية أقوى مثل تحالف “كواد” وتحالف “أوكس”، وتحركات أخرى لتقييد وصول الصين إلى التكنولوجيا المتقدمة.

واتهم شي جين بينغ في مارس/ آذار الماضي الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة بالتضييق على الصين وقمعها، مؤكداً أن ذلك جلب تحديات خطيرة غير مسبوقة في وجه تنمية بلاده.

وأوضح إيان تشونغ، الأستاذ غير المقيم في مركز كارنيجي في الصين، إلى أن هذا الشعور ازداد العام الماضي مع اندلاع الحرب في أوكرانيا إضافة إلى العلاقات القوية داخل الناتو.

وقال إيان تشونغ “لقد أدركت بكين أن الولايات المتحدة لديها الكثير من الأصدقاء الأقوياء، ويشعر الصينيون بهذا الحصار أكثر، لذا فهو يمنحهم دافعاً أكبر للخروج منه”.

ويعتبر هذا هو السبب في أن أحد العناصر الرئيسية في إستراتيجية الصين هو تأسيس “عالم متعدد الأقطاب” له مراكز قوة متعددة.

كما تعتبر بكين ذلك بديلاً لما تسميه “الهيمنة الأمريكية”، والتي زادت من التوترات ودفعت بعض الدول إلى تشكيل تحالفات أمامها.

كان هذا واضحاً خلال زيارة ماكرون للصين، عندما شجع الرئيس الصيني أوروبا على التفكير في نفسها على أنها “قطب مستقل”، مردداً ومكرراً تصريحات ماكرون حول “الحكم الذاتي الاستراتيجي” لأوروبا.

وفي وقت تؤكد بكين بأن التوزيع الأكثر توازناً للقوة من شأنه أن يجعل العالم أكثر أماناً، يرى آخرون أنها محاولة لتعزيز نفوذ الصين وخداع الدول بالابتعاد عن المسار الأمريكي .

وتسلط الصين كثيراً الضوء على إخفاقات السياسة الخارجية للولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، بينما تقدم نفسها كدولة لم تلطخ أيديها بالدماء، ما يعني أنها مرشح أفضل لقيادة العالم، فالطريقة الشائعة في الخطاب الصيني هو أن الصين الشيوعية لم تحتل دولاً أخرى ولم تشارك في حروب بالوكالة.

لكن الصين ضمت إقليم “التبت” جنوب غرب الصين وخاضت حرباً مع فيتنام، واتُهمت بالاستيلاء على أراضي في الاشتباكات الحدودية الأخيرة مع الهند وفي النزاعات البحرية مع عدة دول في بحر الصين الجنوبي.

كما أن الصين تنظر إلى تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي على أنها مقاطعة انفصالية، وتعهدت باستعادتها باستخدام القوة إذا لزم الأمر.

هل استراتيجية اللين والشدة الصينية ستؤتي ثمارها؟

من المرجح أن تكون الدول الواقعة في “الجنوب العالمي” ودول أخرى غير متحالفة بشكل وثيق مع الصين أو الولايات المتحدة، موضع ترحيب.

وقال أستاذ السياسة والعلاقات الدولية في جامعة شرق الصين الدكتور تشانغ شين:”إن الصين تقدم استراتيجية وساطة غير إجبارية، سيكون لها جاذبية واسعة”.

“كما سيكون لفكرة عدم التدخل صدى خاص في الدول ذات الحكومات الاستبدادية”. بحسب الدكتور تشانغ شين.

وقال الدكتور نيل توماس:”العديد من الدول لا تركز على الديمقراطية وحقوق الإنسان، وستكون الصين مناصرة لها في الحوكمة العالمية”.

وأشار الدكتور إيان تشونغ إلى احتمالية توافق هذه الدول للتضحية بنفسها من أجل الصين، مضيفاً:”هناك خطوط حمراء لن يتخطوها، كما رأينا في تصويت الأمم المتحدة على حرب أوكرانيا، حيث اختارت معظم الدول إدانة الغزو، بينما امتنعت الصين عن التصويت”.

يواصل حلفاء الولايات المتحدة مناقشة كيفية التعامل مع سياسة الانتفتاح الجديدة على الصين.

ولا يبدو أن البعض سيغير رأيه بسهولة، مثل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي كانت نبرتها أكثر صرامة مع الرئيس تشي عندما رافقت ماكرون في زيارته إلى العاصمة الصينية، لكن آخرين يحرصون على الحفاظ على العلاقات الاقتصادية لدولهم مع الصين كانوا أكثر انفتاحاً.

وتلقى ماكرون خلال رحلته إلى بكين استقبالاً مميزاً من الصينيين، الذين استقبلوه باستعراض عسكري متقن.

وفي خطوة غير مسبوقة، رافقه الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى مدينة غوانزو جنوبي الصين، واصفاً العلاقة بينها “بالصديقين المقربين”.

وقال ماكرون في وقت لاحق للصحافيين:”إنه لن يكون من مصلحة أوروبا الانخراط في قضية تايوان والوقوع في أزمات ليست أزماتنا”.

ودافع ماكرون منذ ذلك الحين عن تعليقاته، قائلاً:”تحالفنا مع الولايات المتحدة لا يعني أن نصبح تابعين لها”، في إشارة إلى مغازلة غير مباشرة، للسيد شي جين بينغ.

وأصبحت أوروبا “ساحة المعركة المركزية” للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين، إذ يأتي على رأس اهتماماتها وأولوياتها من يقدم لها الدعم، وفقاً للدكتور توماس.

أثارت تصريحات ماكرون انتقادات الكثيرين، وأرسلت ألمانيا وزير خارجيتها إلى بكين لتعزيز موقف الاتحاد الأوروبي الأكثر تشدداً بشأن تايوان.

وقال الدكتور توماس:”بينما تأخذ أوروبا احتياطاتها في رهاناتها بين الولايات المتحدة والصين، فهي تعلم أن الرهان الأفضل لا يزال مع الولايات المتحدة”.
تبدأ استراتيجية اللين والشدة الصينية بالانهيار عند يتم الحديث عن موضوع تايوان.شهدت أحدث المناورات العسكرية التي أجرتها بكين – التي انطلقت رداً على اجتماع رئيسة تايوان تساي إنغ وين مع رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي الأسبوع الماضي – نشر مجموعة من التكتيكات العسكرية وإرسال طائرات حربية وسفن ومحاكاة الهجمات لتطويق ومحاصرة الجزيرة.وتقول تايبيه إن بكين كثفت من توغلاتها في منطقة الدفاع الجوي في السنوات الأخيرة، حيث تقوم الطائرات العسكرية الصينية بتنفيذ مئات الطلعات الجوية كل شهر.ويقول محللون إن مثل هذه التحركات تقوض مزاعم الصين بأنها صانع سلام، بينما يرى آخرون أنه عدوان عسكري، وتصر بكين على أن هذه إجراءات دفاعية وبالتالي فهي شأن داخلي.ويقول الدكتور تشونغ إن الحرب على تايوان سيكون لها تأثيرات سلبية عالمياً، حيث تنتج تايوان 60% من أشباه الموصلات في العالم، وتقع على مفترق طرق لأكثر ممرات الشحن ازدحاماً وكابلات الاتصالات البحرية التي تربط أوروبا بآسيا.ولا يمكن للصين كذلك أن تتجاهل حقيقة أنه في حال شنها أي حرب، فسيتم إلقاء اللوم عليها جزئياً على الأقل في زعزعة استقرار آسيا.ويعتقد معظم المراقبين أن الصين لا تنوي غزو تايوان في أي وقت قريب، لكن القلق هو أن العمل العسكري المتصاعد قد يؤدي إلى سوء تقدير خطير وحرب مع أمريكا، بالنظر إلى أن واشنطن ملتزمة بتقديم المساعدة العسكرية والدفاعية لتايوان في حال تعرض الجزيرة للهجوم.ويقول الدكتور توماس:”يحاول شي جين بينغ إحياء الوجود الدبلوماسي للصين مع إبراز القوة بشأن قضية تايوان، وسيكون من الصعب جداً اتباع نهج الخط الفاصل بين هذه الأهداف، فقد أصبحت المزيد من الدول أكثر قلقاً بشأن قدرة الصين على مهاجمة تايوان”.مع تصعيد بكين لحملتها لكسب التأييد العالمي، فإنها ستجد أفعالها تحت الرقابة الصارمة بشكل متزايد، وسرعان ما قد تضطر إلى الاختيار – بين حمامة السلام أو الكلب الشرس.

(المصدر: بي بي سي)

هل ستجيد الصين إدارة دورها العالمي حيث تعثّر المنافسون؟

إياد أبو شقرا

ما عادَ ثمة شكٌّ في أنَّ الصين فرضت حضورَها بوصفها «أولوية» في معظمِ الأجندات السياسية الدولية، سواءً بالنسبة لكل دولة مَعنيَّة أو للتحالفات السياسية والعسكرية والاقتصادية الكبرى.

ليس مهماً تحديدُ متى بالضبط حدثَ هذا التطورُ الاستراتيجي المهم. بل يكفي أن تختلفَ الأولوياتُ الأمنية والسياسية لـ«حزبي السلطة» في الولايات المتحدة، كما حدثَ في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2020 والتي قبلها عام 2016.

حينذاك، كما نذكر، شدَّد الرئيسُ السابق دونالد ترمب وحزبه الجمهوري على «الخطر الصيني» معتبراً الصينَ «المنافس» – بل «العدو» – المستقبلي للولايات المتحدة، في حين اعتبرَ الديمقراطيون أنَّ «روسيا – فلاديمير بوتين» لا تزال المنافس الأخطر.

ولاحقاً، ثمّة مَن قال إن ترمب تعمّد تضخيم خطر تحدّي الصين، وبضمن ذلك تحميلها مسؤولية فيروس «كوفيد – 19»، بهدفِ تحويل الأنظار عن علاقاتِه الخاصة بالروس… والتغطية عليها. ولكن في أعقاب الحربِ الأوكرانية، اعتبر قادة الحزب الديمقراطي أنَّهم كانوا على حق في مواصلة الشك في نيّات موسكو والحذرِ من أطماعِها السياسية. مع هذا، فإنَّ الجمهوريين، الحريصين على التكتّم على طبيعة علاقات رئيسهم السابق بموسكو والتقليل من شأنِ تهديدِها للأمن القومي الأميركي، سرعانَ ما أثاروا موضوع تايوان وأمنَ حوض المحيط الهادي، ناهيك من سجل ممارسات الصين في إقليمي التيبت وسنكيانغ – ويغور الذاتيي الحكم.

في أي حال، تشكيلُ أي من القوتين العظميين الشيوعيتين سابقاً حالة تحدٍ لـ«الأحادية القطبية» الأميركية… ما عاد أمراً يقدّم أو يؤخّر. ذلك أنَّ مختلف المؤشّرات على مسرح السياسة الدولي تبيّن أنَّ هذه «الأحادية القطبية» اهتزّت بالفعل، كي لا نقول تلاشت. وأيضاً بكين وموسكو ليستا في وارد التفريط فيما تريانه ضعفاً في الإرادة السياسية لواشنطن، واختلالاً في إدارة علاقاتها الخارجية حتى بأقرب حلفائها.

هذا الواقع، في ضوء تتابع الأحداث، يصدق على أوروبا الغربية وأميركا اللاتينية كما يصدق على دول الشرقين الأوسط والأقصى. وهنا لا يجوز بأي شكل تناسي «الاختراقات» الصينو – روسية الجريئة في «أفريقيا جنوب الصحراء»، ذلك الحيّز الجغرافي والبشري والاقتصادي الضخم الذي هيمنت عليه القوى الاستعمارية الأوروبية القديمة (وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا) وقوة «الاستعمار الجديد» الولايات المتحدة… منذ مطلع عقد الستينات من القرن الماضي.

في هذه الأثناء، نرى أنَّ شروطَ اللعبة تتغيّر، ومعها تتغيّر التكنولوجيا المستقبلية المتطورة، التي دفعت واشنطن – خاصة – إلى تقليص اهتمامها بالصناعات التقليدية من أجل التركيز على الأبحاث العلمية وتقنيات المستقبل من الرقمنة والمعلوماتية إلى الذكاء الصناعي.

وبالتوازي، نجد أنَّ الصين، على الأقل، تدخل هي الأخرى حلبة تقنيات المستقبل بخطى كبيرة وطموح أكبر. ويكفي تذكر كيف أدَّى الإغلاق الذي فرضته السلطات الصينية مطلع 2020 بعد انتشار «كوفيد – 19»، إلى تعطّل العمل في مرافق صناعية كبرى حتى في الدول المنافسة للصين، كاليابان؛ حيث توقف إنتاج السيارات لبعض الوقت، بسبب نقص الشرائح وشبه الموصلات والبرمجيات المستوردة من الصين. وطبعاً، يضاف إلى ما سبق، الدور البارز – والمقلق أمنياً للحكومات الغربية – الذي يلعبه حالياً تطبيق «تيك توك» الصيني.

لكن، بعد التجربة الأوكرانية، بدا واضحاً أنَّ الشق الاقتصادي من التحدّي الصيني ليس إلا جزءاً من تحدٍّ أوسع وأشمل، لكونه يتكامل مع تطور الممارسات السياسية لبكين. وبالتالي، من العبث اليوم تجاهل الاعتبارات السياسية لدى النظر إلى الاستراتيجية، التي أعلنها الرئيس الصيني شي جينبينغ عام 2013، والقاضية بإنشاء ممرّات ومحطات تنفتح معها الصين على أسواق العالم وعواصمه انطلاقاً من آسيا، ووصولاً إلى أوروبا، وتعيد إلى الأذهان إرث «طريق الحرير».

وبالفعل، أبصر مشروع «الحزام والطريق» – أو «طريق الحرير الجديد» – النور عام 2015. ومنذ ذلك التاريخ، إلى اليوم تسير بكين قُدماً في مسيرة انفتاح وتوسّع و«تربيط» طموح وفق إيقاع سريع، لم يُبطَّأ مؤقتاً إلا في مطلع عام 2020 إثر الإغلاق الذي فُرض من أجل احتواء «كوفيد – 19» ومخاطرها وعواقبها المعيشية والاقتصادية.

الجانب السياسي هو الآن محوَر اهتمام القيادات العالمية، القريبة من تفكير بكين أو القلقة من طموحها. وأمس، وصل إلى العاصمة الصينية في زيارة رسمية لويس إيناسيو لولا، رئيس البرازيل ثانية كبرى دول القارة الأميركية بعد الولايات المتحدة، وكبرى دول أميركا اللاتينية، وعضو مجموعة «البريكس» (مع الصين والهند وروسيا وجنوب أفريقيا).

وقبله، توافدَ على بكين عددٌ من القادة الغربيين، بينهم المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وفي المقابل، زار الرئيس الصيني شي موسكو حيث التقى «حليفه» الرئيس فلاديمير بوتين.

هذه الاتصالات الناشطة تنطلق من حالة «لا توازن» غربية تزداد فيها علامات الاستفهام حيال:

1- مدى التضامن الأوروبي والأطلسي إزاء حرب بوتين في أوكرانيا.

2- قدرة واشنطن على المناورة والردع والحسم، وكذلك تفهّم حساسيات وانشغالات الحلفاء، مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

3- نجاح الصين – بعد تثبيت الرئيس شي موقعه في السلطة – في تعزيز دورها السياسي خارجياً، وهي التي اكتفت طويلاً ببناء علاقاتها الخارجية عبر التعاملات الاقتصادية.

4- عودة الحرارة، ولو من منطلقات تكتيكية حالياً، إلى محور موسكو – بكين وسط الاهتمامات المشاركة إقليمياً وعالمياً.

المعلّقون الغربيّون توقّفوا طويلاً خلال الأيام الفائتة أمام مشهد الانقسام في المواقف الأوروبية، بين الميل إلى التعامل مع بكين بندّية وحزم كما جاء على لسان فون دير لاين، والميل إلى المهادنة والمسايرة كما استشفّ الرئيس الصيني من كلام ماكرون.

من جهة ثانية، فإنَّ تصوّر بكين لـ«ضعف» الجبهة المقابلة تزكّيه معطيات أخرى في طليعتها ما تعانيه أبرز الحكومات الغربية، كلٌّ على حدة، في ساحتها السياسية الداخلية.

فالحكومة الألمانية تبقى «حكومة ائتلافية» لا تستطيع تجاوز أي من مكوّناتها. والرئيس الفرنسي خرج للتوّ من معركة مريرة غير محسومة (على المدى البعيد) حول سن التقاعد. والحكومة البريطانية المحافظة تخوض انتخابات محلية بينما تشير استطلاعات الرأي العام إلى انهيار نسبة تأييدها لنحو 26 في المائة فقط مقابل ما بين 48 و50 في المائة للمعارضة العمالية.

بل حتى رئيسة حكومة فنلندا، التي قادت مؤخرا عملية ضم بلادها إلى حلف شمال الأطلسي «ناتو» بسبب حرب أوكرانيا، خسرت الانتخابات وخرجت من المشهد.

(المصدر: الشرق الأوسط)

التلاعب بالتاريخ وبمفهوم الاستعمار في الهند اليوم

وسام سعادة

يظهر حال الهند اليوم أيّ شطط يمكن أن يقود إليه التوسّع «التلاعبيّ» بمفهوم الاستعمار.
فعقيدة «الهندوتفا» المتسلطنة منذ وصول نارندره مودي إلى رئاسة الوزراء عام 2014 والقائمة على معادلة أنّ الهند هي الوطن القوميّ للهندوس ديناً، بما أنّها الأرض المقدّسة عند الهندوس حصراً، هي عقيدة يتوسّع مفهوم الاستعمار لديها ليشمل ليس فقط مرحلة تمدّد شركة الهند الشرقية البريطانية في البنغال بعد معركة بلاسي 1757 التي سحق فيها عساكر الشركة الحكام المحليين. وكان هؤلاء الحكّام المحليون المسلمون، المعروفون بـ«نواب البنغال» مدعومين آنذاك من الفرنسيين، وتابعين رسميّاً لإمبراطوريّة سلالة مغول الهند (ذات الجذور الجنكيزية والتيمورية) وعاصمتها دهلى (دلهي اليوم) وقد انتزعت الشركة من هؤلاء الحكام المحليين وكالتها عن الإمبراطور المغوليّ في تحصيل الإيرادات والجباية، ثم مضت في إحكام قبضتها على شبه القارة بأسرها، إلى أن أخمدت بالوحشيّة الدموية حركات التمرد التي اندلعت في وجهها عام 1857، وأنهت من ثمّ آخر معلم للإمبراطورية المغوليّة، بما أنّ آخر الجالسين على عرشها بهادور شاه الثاني كان من رموز انتفاضة السيبوي هذه، وقد مات منفياً في بورما، بعد أن أعدم الإنكليز أبناءه وأحفاده.
والاستعمار البريطاني في الهند ينقسم أساساً إلى حقبتين، حقبة «شركة الهند الشرقية» بدءاً من وكالتها عن الإمبراطور المغولي إلى الإجهاز على السلالة المغولية، ومن ثم حقبة «الراج البريطاني» 1858-1947 التي انتقلت فيها مقاليد الحكم من الشركة المذكورة إلى التاج البريطاني، وصولاً إلى حلّ الشركة من جهة، وإعلان الملكة فيكتوريا إمبراطورة على الهند عام 1877. في الحقبة الأولى كانت الهند في طور أن تُستَعمَر لا من قبل المملكة بل من قبل شركة ظلّ تحديد وضعها القانوني، بين من كان يراها بخطورة أنّها كيانٌ مخرّب ومفسد للمؤسسات الدستورية ولحكم القانون في بريطانيا نفسها، وبين من كان يدافع عن الشركة بوصفها عماد التوسّع الإمبراطوريّ البريطانيّ. أما في الحقبة الثانية، فقد أدّى انتصار الشركة على حركات التمرّد بوجهها وإطاحتها بالعرش المغوليّ التي كانت وكيلة له، إلى فضّ الشركة نفسها، وإنشاء نوع غير مسبوق من المستعمرات: «مستعمرة ـ إمبراطوريّة» لأنّ فيكتوريا بقيت ملكة لبريطانيا من جهة، وإمبراطورة للهند… من جهة ثانية. بخلاف إطلاق تعبير «الراج البريطاني» على الهند وملحقاتها، لم يُكرس أبداً مصطلح «الإمبراطوريّة البريطانيّة» بشكل رسميّ، لمطابقة شيوع استخدامه عند الحديث عن المملكة المتحدة ومستعمراتها في آسيا وأفريقيا وأمريكا.
كثيراً ما يؤدي إغفال الاختلافات بين أنماط الاستعمار المتعدّدة والأشكال المتفاوتة للغاية للعلاقة بين الحواضر والأطراف فيه إلى تحويل الاستعمار نفسه إلى مقولة «جوهرانيّة» معفيّ مستخدمها من أي حاجة إلى تدقيق السياق، والتمييز بين الأحقاب، والتنبّه إلى تداخل الاستعمار في آليات اشتغاله كما في طرائق تسويغه لنفسه بما يبدو، أو بما هو بالفعل، غير مألوف الربط مع فكرة الاستعمار نفسها. أن تستعمر الهند «شركة» لا «دولة» ثم أن ينهى عمل الشركة بعد انجازها مهمتها الاستعمارية كاملة ليعهد بالهند إلى التاج، لكن لترفع فيه المستعمرة في الوقت نفسه إلى منزلة «إمبراطوريّة» قائمة بذاتها ـ ولو على صعيد الوهم، فهذان مثلان عمّا لا يجوز القفز فوقه كأنّه مجرّد زخارف في الإنشاء لا أكثر.

بتحويل «الاستعمار» إلى مقولة «جوهرانية» ليس فيها إلا سكّان أصليون من جهة، وغزاة غرباء من جهة ثانية، أمكن لحركة القومية – الدينية (الهند للهندوس) الانقضاض على المقاربة القومية – الوطنية (الهند لجميع الهنود)

بتحويل «الاستعمار» إلى مقولة «جوهرانية» ليس فيها إلا سكّان أصليون من جهة، وغزاة غرباء من جهة ثانية، أمكن لحركة القومية ـ الدينية (الهند للهندوس) الانقضاض على المقاربة القومية ـ الوطنية (الهند لجميع الهنود).
ارتبطت المقاربة الوطنية بتركة جواهرلال نهرو و«سلالته» وبحزب المؤتمر، ولم تكن بمنأى عن الرياء والإلتباس في مواضع كثيرة، وبالشكل الذي يظهره المؤرخ البريطاني بيري أندرسون في كتابه «الأيديولوجيا الهندية» (2012) وذهب فيه إلى أنّ الفكرة الوطنيّة عند غاندي ونهرو كانت تتخللها عناصر غلبة هندوسية لم يكن بمقدورها التعايش مثلاً مع بقاء شبه القارة موحّدة، بنسبة أعلى للمسلمين في الدولة الجامعة. كما أبرز أندرسون عند غاندي ونهرو غلبة النظرة المحافظة لديهم، على التراتبية الطبقية ـ الدينية (نظام الكاست) ضمن الهندوس أنفسهم. نقد أندرسون هذا فيه كثير وجاهة، إلا أنّ نظرة أكثر شموليّة ستظهر أنّ هذه المقاربة الوطنيّة الجامعة، على كثرة التلفيق فيها، كانت معنيّة على الدوام بمواجهة، على يمينها، مع حركة القومية ـ الدينية، وبأهمية سحب البساط من تحت هذه الحركة، وهو ما لم يفلح في آخر المطاف، لأنّ ما يحدث في العشرية الأخيرة هو التمادي في سحب البساط كليّاً وردّه إلى حركة القوميّة ـ الدينيّة، تلك التي ترى أنّ الهند هي وطن تارة للهندوس أولاً، وتارة للهندوس فحسب، والتي تأخذ على «حزب المؤتمر» ما يأخذه عليه أندرسون ـ إنما بالمقلوب. فأندرسون اتهم أيديولوجية حزب المؤتمر بأنّها كانت تغلّف هيمنة هندوسية ضمنيّة ولأجل ذلك كان يناسبها أن تنشق الأقاليم الطرفية لإنشاء باكستان، بما من شأنه تخفيض نسبة المسلمين في الهند المستقلّة. أما رموز القومية الدينية فيتهمون غاندي ونهرو و«حزب المؤتمر» بأنّهم لم يسعوا بكل تصميم وقوّة للحفاظ على وحدة الهند، ليس من حيث وحدة تنجز بالتفاهم مع المسلمين، بل على العكس تماماً، على حسابهم كانوا يريدون لها أن تتم، بشكل فظ ونافر ومستحيل. وأندرسون يتهم نهرو بأنّ وراء شعاراته التقدّمية نزعة محافظة على نظام الإمتيازات والمراتب، والحال أنّ القوميين ـ الدينيين يقولون الشيء نفسه ـ من زاويتهم طبعاً، فيقدمون حزب المؤتمر على أنّه يعتاش من استمرارية هذه القسمة بين الهندوس من حيث الطبقات الوراثية (الكاست) ويقدّمون حزبهم، البهاراتيا جاناتا، على أنّه مدرسة للإخاء بين أبناء الكاست المختلفة، ويستدلوّن أكثر بأن مودي نفسه ليس من الطبقات الثلاث الأولى في الترتيب الرباعي، وأنّه بدأ حياته فقيراً كواحد من «الشودره» يبيع الشاي بالشوارع، بعكس الأصل البراهماني لعائلة البانديت نهرو، وتحدّر المهاتما غاندي من طبقة التجار. المفارقة أنّ هذا الكلام يتساكن داخل الحزب الحاكم مع استمرار إمساك البراهمان فيه، وبمنظمة المتطوعين القومية ذات القدرات التعبوية الهائلة، والعنيفة في أحيان كثيرة. وهذا لا يعدّه اليمين القومي الدينيّ تناقضاً بل يعلّله بأنّ فكرته عن توحّد الهندوس كبوتقة وكأمّة هي أنّ يتمثلوا أكثر فأكثر بالنموذج التي تبثه لهم طبقة البراهمن، على رأس الهرم.
من هنا، ترتبط الهندوتفا بشكل مريع من أشكال التلاعب بمفهوم الاستعمار. فكل ما من شأنه التهديف بالنسبة إليهم على وحدة الهندوس القومية والدينية يزاول استعماراً ما. وكل ما من شأنه في الوقت نفسه التهديف على نموذجية البراهمن ضمن الهندوس كقدوة مجتمعية ينبغي التمثّل بها مشايع للاستعمار هو الآخر في عرفهم. ينسحب ذلك على التاريخ كما الحاضر. بالتالي، لا يعود الاستعمار متعلقاً بالبريطاني أو الأوروبيّ. بل يصير عمق الاستعمار بالنسبة إلى الهندوتفا هو ستة قرون من الغلبة الإسلامية في الهند. وما عزم المجلس الوطني للبحوث التربوية محو مرحلتي سلطنة دهلي ومغول الهند من المقررات المدرسية الرسمية مؤخراً غير شاهد إضافي على هذا المسار، الذي شاعت بصدده في السنوات الأخيرة مقولة أن الهند كانت ضحية «استعمار شرق أوسطي».
«الأيديولوجيا الهندية» ـ كما سماها أندرسون ـ أي بالدرجة الأولى الفكرة الوطنية كما سعى لأجلها جواهرلال نهرو كانت على هذا الصعيد تسعى لإمساك العصا من الوسط. بأن تجمع مثلاً بين النظرة الهندوسية أساساً للتاريخ الهندي الطويل الأمد وبين إدراج مرحلة السلاطين المسلمين ضمن هذا التاريخ في الوقت نفسه، والتمييز بين «مغول الهند» هؤلاء بين من سعى للإنفتاح والتقارب مع الهندوس، كجلال الدين أكبر، وبين من اندفع لاضطهادهم وتدمير معابدهم، كسليل أكبر، أورنكزيب عالم كير 1618-1707. حسبت هذه الأيديولوجيا التوفيقية أنّها يمكن أن تستوعب هكذا النزعات الطاردة والمنغلقة، بأنّ تميّز بين مغوليّ مستنير وبين مغوليّ منغلق. لكن ذلك لم ينفع طويلاً. ليس فقط لأنّ حركة القومية ـ الدينية ظهرت في وجهه. بل قبل كل شيء لأنّ هذه القسمة الثنائية بين أكبر الصالح وأورنكزيب العدواني هي خرافية أكثر مما هي تاريخية، وعندما تفتح المجال للخرافة سيقول لك روّاد الهندوتفا: نحن بها أولى!

(المصدر: القدس اليوم)

إسرائيل في دوامة من التدمير الذاتي

د. محمد مكرم البلعاوي

كان مشهد الشرطة الإسرائيلية وهم يقتحمون المسجد الأقصى بأحذيتهم وهراواتهم، ويضربون المصلين وسط سحب من الغاز المسيل للدموع، مرعباً. تم تقييد مئات الفلسطينيين وطردهم مثل الماشية بطريقة غير إنسانية.

نعم، حل شهر رمضان المبارك وما كان الجميع يحذر منه حدث بأسوأ طريقة ممكنة. يشمل “الجميع” وسائل الإعلام الإسرائيلية والحكومة الإسرائيلية وقوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينيين والدول العربية والأوروبيين والأمريكيين الذين توقعوا جميعهم موجة عنف خلال شهر الصيام، لأسباب ليس أقلها تزامناً مع أحداث الصيام اليهودية: عيد الفصح. أعلنت مجموعات المستوطنين اليهود أنهم ذاهبون للاحتفال بعيد الفصح في المسجد الأقصى حيث يقضي آلاف المسلمين أيامهم ولياليهم في عبادات مختلفة.

كان أحد أسباب انعقاد قمة العقبة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في 26 شباط / فبراير هو تهدئة التوتر في الضفة الغربية المحتلة قبل بداية شهر رمضان. كما شارك فيها ممثلون من الأردن ومصر والولايات المتحدة. اقترحت الولايات المتحدة خطة لخفض التصعيد ووقف المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية. وبحسب وزارة الخارجية الأمريكية، فإن البيان المشترك الذي أعقب الاجتماع في العقبة في 26 شباط / فبراير قال إن إسرائيل والسلطة الفلسطينية أكدا مجدداً على ضرورة الالتزام بوقف التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف. التزمت إسرائيل بوقف المناقشات حول أي وحدات استيطانية جديدة لمدة أربعة أشهر ووقف ترخيص أي بؤر استيطانية لمدة ستة أشهر. ويجب التمسك بالوضع التاريخي الراهن في الأماكن المقدسة في القدس وعدم تغييره في الكلمة والممارسة، مع التركيز على وصاية المملكة الهاشمية ودورها الخاص في هذا الصدد.

اجتمعت الدول الخمس مرة أخرى في شرم الشيخ في 19 مارس كما تم الاتفاق عليه في العقبة، وكررت نفس النقاط تقريبًا ، ولكن هذه المرة مع مزيد من التركيز على رمضان. وجاء في البيان المشترك الثاني “شددوا على ضرورة قيام كل من الإسرائيليين والفلسطينيين بمنع أي أعمال من شأنها زعزعة قدسية هذه المواقع، من بين أمور أخرى خلال شهر رمضان المقبل، الذي يتزامن مع عيد الفصح وعيد الفصح هذا العام”.

ومع ذلك، كان للصهاينة المتدينين اليهود وجهة نظر أخرى على أرض الواقع. أشارت التقارير الواردة من المدينة المقدسة إلى أن حركة العودة إلى الجبل كانت توزع في البلدة القديمة منشورات تدعو اليهود إلى اصطحاب شاة إلى “جبل الهيكل” (مجمع المسجد الأقصى) من أجل الأضاحي التي تسبق عيد الفصح. عرضت الحركة حوالي 700 دولار لأي شخص يتم القبض عليه هناك مع حمل و 8240 دولارًا مقابل تضحية ناجحة.

وتقوم هذه الجماعات باقتحام المسجد الأقصى بشكل متكرر تحت حماية الشرطة الإسرائيلية ، وأداء بعض طقوسها داخل المسجد ، فيما يعامل أصحابها الشرعيين كمجرمين دون أي حقوق. تم تمكين المستوطنين الآن بعد أن أصبح أحدهم ، إيتمار بن غفير ، عضوًا في الحكومة الائتلافية الإسرائيلية.

المتطرف اليميني بن غفير هو وزير الأمن القومي ويشجع المستوطنين على مثل هذا العمل. لقد أُعطي الضوء الأخضر لتشكيل ما يسمى بـ “الحرس الوطني” ، والذي سيكون في الواقع ميليشيا استيطانية تمولها دولة الاحتلال. يأتي معظم مؤيديه من مجتمعات يهودية غير أشكناز على “الأطراف الاجتماعية والاقتصادية”. وينتمي الكثيرون إلى الطائفة الأرثوذكسية المتطرفة ، وخاصة من عصابة من المستوطنين تسمى “شباب التلال”. اعتاد الدفاع عنهم في المحكمة كمحام ، لذلك لا توجد جوائز لتخمين من سيشكل جوهر الميليشيا الجديدة.

رحب بن غفير علنا بأعضاء عصابتين كبيرتين من المستوطنين ، لا فاميليا ولا هافا ، ومعظمهم من اليهود الشرقيين والسفارديين ، للانضمام إلى القوة “لمحاربة الإرهاب والجرائم القومية ، فضلا عن فرض النظام العام”. ومن المتوقع أن تتكون من حوالي 2000 ضابط. يعارض العديد من أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي إجراء تخفيض بنسبة 1.5 في المائة في ميزانيات وزارتهم لتمويل الحرس الوطني.

ويعارض إنشاء الميليشيا عدد من الشخصيات السياسية والأمنية الإسرائيلية البارزة ، مثل زعيم المعارضة يائير لبيد ، ومفوض الشرطة كوبي شبتاي ، وقائد الشرطة السابق موشيه كرادي، والنائب عوفر كاسيف. ونقلت وسائل إعلام عن كرادي قوله إنه من الخطير منح سياسي مثل هذه السلطة وأشار إلى أن بن غفير قد يستخدم القوة “للقيام بانقلاب”.

تتعرض إسرائيل الآن للهجوم من داخل وخارج حدودها غير المعلنة حتى الآن. الصواريخ تتساقط من غزة في الجنوب ولبنان في الشمال وسوريا في الشمال الشرقي ، بينما يوجد كل يوم تقريبا فلسطينيون غاضبون مستعدون للموت وأخذ أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين معهم. دولة الاحتلال التي كانت مشغولة بالتحضير لضربة مدمرة لمنشآت إيران النووية لا يبدو أنها قادرة على استيعاب ما يحدث. يبدو إلى حد كبير أنه في دوامة من التدمير الذاتي.

مع كل ما يدور في السياسة الإسرائيلية، في الشوارع وفي الجيش ووكالات الدولة الأخرى ، كيف ستكون إسرائيل قادرة على محاربة إيران وتنغمس في حرب إقليمية محتملة؟ فكرة العدو الخارجي الذي كان يوحد الإسرائيليين خلف الحكومة لم تنجح هذه المرة. مع كل حادث أمني ، تزداد إسرائيل انقسامًا وضعفًا. حتى الحلول المزعومة مثل الحرس الوطني بن غفير سيكون لها تأثير سلبي على الدولة.

من خلال فرض سيطرة يهودية على المسجد الأقصى ، يأمل بن غفير في إعادة تحديد أولويات إسرائيل ، وإعادة توجيه سياساتها وإعادة هيكلة هويتها بطريقة تجلب اليهود الشرقيين والسفارديين ، فضلاً عن المجموعات الأخرى المحرومة ، من الأطراف إلى المركز. بمعنى آخر ، يريد تفكيك إسرائيل كمشروع أشكنازي صهيوني أوروبي وإعادة تجميعها كمشروع يهودي سفاردي / شرقي. بهذا المعنى ، ربما عن غير قصد ، قد يُنظر إلى بن غفير على أنه نقيض لإسرائيل كما نعرفها ، مما يجعله كابوسًا حيًا للدولة الصهيونية وحلفائها.

Israel is in a downward spiral of self-destruction

Dr Mohammad Makram Balawi

The sight of Israeli police storming the holy mosque of Al-Aqsa with their boots and batons, beating worshippers amid clouds of tear gas, was appalling. Hundreds of Palestinians were bound and driven away like cattle in the most inhumane way.

Yes, the holy month of Ramadan is here and what everyone was warning about happened in the worst possible way. “Everyone” includes the Israeli media, the Israeli government, the Israeli security forces, the Palestinians, the Arab states, the Europeans and the Americans, who all anticipated a wave of violence during the fasting month, not least because it coincides with the Jewish Passover (and, this year, Easter). Jewish settler groups announced that they were going to celebrate Passover in Al-Aqsa Mosque, where thousands of Muslims will be spending their days and nights in various acts of worship.

One of the reasons for the Aqaba Summit between the Israelis and the Palestinians on 26 February was to de-escalate the tension in the occupied West Bank prior to Ramadan starting. Representatives from Jordan, Egypt and the US also took part. The US proposed a plan to de-escalate and stop Palestinian resistance in the West Bank. According to the US State Department, the Joint Communique following the meeting in Aqaba on 26 February said that Israel and the Palestinian Authority reaffirmed the necessity of committing to de-escalation on the ground and to prevent further violence; Israel committed to stop discussions about any new settlement units for four months and to stop the authorisation of any settlement outposts for six months; and the historic status quo at the holy sites in Jerusalem is to be upheld and unchanged in word and practice, with an emphasis on the Hashemite Kingdom’s custodianship and special role in this regard.

The five countries met again in Sharm El-Sheikh on 19 March as agreed in Aqaba, and reiterated almost the same points, but this time with more emphasis on Ramadan. “They emphasised the necessity of both Israelis and Palestinians to actively prevent any actions that would disrupt the sanctity of these sites, inter alia during the upcoming Holy Month of Ramadan, which coincides with Easter and Passover this year,” said the second Joint Communique.

However, on the ground, Jewish religious Zionists had another view. Reports from the holy city noted that the Returning to the Mount Movement was distributing flyers in the Old City calling on Jews to take a lamb to the “Temple Mount” (Al-Aqsa Mosque complex) for the pre-Passover sacrifice. The movement offered about $700 for anyone arrested there with a lamb and $8,240 for a successful sacrifice.

These groups have been storming Al-Aqsa on a frequent basis under the protection of the Israeli police, and have performed some of their rituals inside the mosque, while its lawful owners are treated as criminals without any rights. The settlers have been empowered now that one of their number, Itamar Ben-Gvir, is a member of Israel’s coalition government.

Far-right extremist Ben-Gvir is National Security Minister, and is encouraging such action by the settlers. He has been given the green light to form a so-called “National Guard”, which will, in effect, be a settler militia funded by the occupation state. Most of his supporters come from non-Ashkenazi Jewish communities on the “social-economic periphery”. Many come from the ultra-Orthodox community, especially from a settler gang called “the hilltop youth”. He used to defend them in court as a lawyer, so there are no prizes for guessing who will form the core of the new militia.

Ben-Gvir publicly welcomed the members of two major settler gangs, La familia and La hava, who are mainly Mizrahi (Oriental) and Sephardi Jews, to join the force “to fight terror and nationalistic crimes, as well as enforcing public order.” It is expected to consist of some 2,000 officers. Several Israeli cabinet members are opposed to having a 1.5 per cent cut in their ministry budgets to fund the National Guard.

A number of prominent Israeli political and security figures, such as opposition leader Yair Lapid, Police Commissioner Kobi Shabtai, former Police chief Moshe Karadi and lawmaker Ofer Cassif, oppose the creation of the militia. Media reported Karadi as saying that it is dangerous to grant a politician such power and suggesting that Ben-Gvir could use the force “to stage a coup”.

Israel is now being attacked from within and beyond its still undeclared borders. Rockets are falling from Gaza in the south, Lebanon in the north and Syria in the north east, while almost every day there are angry Palestinians who are ready to die and take as many as Israelis as possible with them. The occupation state which was busying itself in preparation for a devastating strike on Iran’s nuclear facilities does not seem to be able to grasp what is happening. It looks very much like it is in a downward spiral of self-destruction.

With everything else that is going on in Israeli politics, on the streets and in the army and other state agencies, how will Israel be able to fight Iran and indulge itself in a potential regional war? The notion of the external enemy which used to unite Israelis behind the government isn’t working this time. With each security incident, Israel is becoming more divided and weaker. Even so-called solutions such as Ben-Gvir’s National Guard will have a negative effect on the state.

By imposing Jewish control over Al-Aqsa Mosque, Ben-Gvir hope to redefine Israel’s priorities, redirect its politics and restructure its identity in a way that brings Mizrahi and Sephardi Jews, as well as other disenfranchised groups, from the periphery to the centre. In other words, he wants to dismantle Israel as a European Ashkenazi Zionist project and reassemble it as a Sephardi/Mizrahi Jewish project. In this sense, perhaps unwittingly, Ben-Gvir may be seen as the antithesis of Israel as we know it, which makes him a living nightmare for the Zionist state and its allies.

(Source: MEMO)

تايمز: مودي يمحو ماضي الهند الإسلامي من الكتب المدرسية

أوردت صحيفة تايمز (The Times) البريطانية أن مجموعة من 250 مؤرخا هنديا احتجوا على إعادة كتابة كتب التاريخ المدرسية في الهند لتتوافق مع ما يصفونه بالتحيز الأيديولوجي للحزب الحاكم.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إن حذف أقسام حول موضوعات تشمل حكام الهند المسلمين كان جزءا من الأجندة الحزبية لحكومة ناريندرا مودي لإزالة الفصول التي لا تتناسب مع التوجه الأيديولوجي الأكبر للنظام الحاكم الحالي.

وأضاف التقرير أن التاريخ يقع في قلب الحروب الثقافية في الهند حيث لا يزال السياسيون يتجادلون حول أرقام من الماضي. وبالنسبة لحزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم، فإن الفترة التي تستحق التمجيد أكثر من غيرها هي فترة الهند الهندوسية القديمة، أما فترة حكم المسلمين المغول الممتدة من القرن 16 إلى القرن 19 فإنها مدانة من قبل هذا الحزب.

محو تاريخ المغول

وأكد التقرير أن محو الفصول السابقة عن المغول من الإصدارات الجديدة من كتب التاريخ والعلوم السياسية المدرسية للمدارس الثانوية الصادرة عن المجلس الوطني للبحوث التربوية والتدريب قد تم بالفعل.

كذلك اختفت الإشارة إلى أعمال الشغب المميتة في غوجارات عام 2002، التي وقعت عندما كان مودي رئيسا لوزراء الولاية. وتضمنت الكتب المدرسية ذكر أن نحو ألف مسلم قد قُتلوا آنذاك، واختفت أيضا الإشارات إلى كراهية المهاتما غاندي للقوميين الهندوس والرغبة في الوحدة بين الهندوس والمسلمين.

وأشار التقرير إلى أن احتجاج المؤرخين ربما لا يكون له تأثير نظرا إلى أن هذه التغييرات قد تمت بالفعل، مضيفا أن قادة حزب بهاراتيا جاناتا سبق أن تحدثوا علنا عن رغبتهم في إعادة كتابة التاريخ كما يرونه، بدلا من تصويره من قبل المؤرخين الذين ينتمون إلى ما يرون أنه النخبة الليبرالية والعلمانية.

المصدر : تايمز


China warns against Taiwan independence as it ends military drill

China has warned that peace and stability in the Taiwan Strait and independence for Taiwan are “mutually exclusive” as it has concluded three days of live-fire drills near the self-governed island in response to Taiwan President Tsai Ing-wen’s recent trip to the United States.

“If we want to protect peace and stability in the Taiwan Strait, we must firmly oppose any form of Taiwan independence separatism,” Chinese Ministry of Foreign Affairs spokesman Wang Wenbin said at a briefing on Monday.

The war games simulated strikes on Taiwan and encirclement of the island, and a state media report said dozens of planes had practised an “aerial blockade”.

The exercise “comprehensively tested the integrated joint combat ability of multiple military branches under actual combat conditions”, the People’s Liberation Army’s Eastern Command said in a statement.

Shi Yi, spokesperson for the Eastern Theater Command, said China’s military will stand ready at all times to defeat any form of “Taiwan independence” and foreign interference.

Taiwan’s Ministry of National Defense said it had detected 70 Chinese military aircraft and 11 vessels around Taiwan. It said its forces monitored the exercises and aircraft, navy vessels and land-based missile systems were tasked with responding to them.

The ministry said 35 of the detected aircraft crossed the median line of the Taiwan Strait and entered Taiwan’s air defence identification zone.

Chinese fighter jets carried out “simulated strikes” near the self-governed island during the exercises, which included the Shandong aircraft carrier, the Chinese military said on Monday.

“Multiple batches of H-6K fighters carrying live ammunition … carried out multiple waves of simulated strikes on important targets on Taiwan island,” the Eastern Theater Command said.

The exercises called Joint Sword kicked off on Saturday. They were intended to rehearse an encirclement and blockade of Taiwan, which Beijing claims as its territory and has threatened to take by force if necessary.

Taiwan’s government has condemned the exercises while the US has urged China to show restraint. Japan said it had scrambled jets in recent days as a result of the drills. In a statement on Monday, Japan’s Joint Staff said it had observed the Shandong and several other Chinese naval vessels south of Miyako island since Friday.

The vessels were spotted 230 to 430km (140 to 270 miles) south of the Japanese island, the statement said.

“We confirmed approximately 120 landings and departures on the Chinese navy’s Kuznetsov-class aircraft carrier Shandong, 80 times by fighter aircraft and 40 times by helicopters,” it said.

Earlier, Japan had said it was closely following the drills, which took place close to its Okinawa Islands. Chief Cabinet Secretary Hirokazu Matsuno said “peace and stability” in the Taiwan Strait were important for the security of both Japan and the international community.

During the tense situation, the Philippine president said his country will not allow “any offensive actions” to be launched from the bases it has opened to US forces.

“We will not allow our bases to be used for any offensive actions,” President Ferdinand Marcos said on Monday, a week after Manila allowed the US military to use four additional bases in the country. “This is only aimed at helping the Philippines whenever we need help.”

‘Expressing anger’

Al Jazeera’s Rob McBride, reporting from Seoul, said the drills were China’s way of “expressing its anger” over Tsai’s visit to the US.

Tsai last week met US House Speaker Kevin McCarthy in California, prompting a furious response from Beijing, which has branded her nationalist Democratic Progressive Party as separatists.

Taiwan, a parliamentary democracy whose contested status stems from the outcome of the 1927-49 Chinese Civil War, is officially recognised by just a handful of countries.

The US does not officially recognise Taiwan but has expressed opposition to unilateral attempts to change the status quo and has for decades supported the island’s defences with weapons sales.

The US Department of State said on Sunday that Beijing should not turn Tsai’s visit “into something it is not or use it as a pretext to overreact”.

The US navy on Monday said it sailed the USS Milius, a guided-missile destroyer, near the Spratly Islands in the South China Sea to uphold “freedom of navigation” in the strategic waterway.

The operation “upheld the rights, freedoms, and lawful uses of the sea” consistent with international law, the navy said in a statement.

Beijing, which claims about 90 percent of the waterway, condemned the passage as an “illegal” intrusion.

The Kremlin on Monday backed the military drills, saying Beijing had a “sovereign right” to respond to what Moscow called “provocative acts”.

“We have witnessed multiple acts that were provocative in their character towards the Chinese People’s Republic,” Kremlin spokesman Dmitry Peskov said. “China has the sovereign right to respond to these provocative acts, including with military manoeuvres, in strict accordance with international law.”

SOURCE: AL JAZEERA AND NEWS AGENCIES

الصين تنهي مناوراتها العسكرية “بنجاح” وتايوان تعلن: لن نوقف تعزيز استعداداتنا القتالية

أعلن الجيش الصيني، اليوم الاثنين، أن مهامه حول جزيرة تايوان اكتملت “بنجاح”، وأنه مستعد للتصدي لأي إعلان لاستقلال الجزيرة، وسط تأهب عسكري في تايوان وتوجه مدمرة أميركية إلى موقع قريب من مكان المناورات الصينية.

وقالت بكين إنها “أنجزت بنجاح” مناوراتها العسكرية في مضيق تايوان، وأوضحت قيادة الجيش الصيني في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه “من الثامن من أبريل/نيسان إلى العاشر منه أنجزت القيادة الشرقية بنجاح مهام مختلفة في إطار دوريات الجهوزية على الحرب في محيط تايوان وفي إطار مناورات السيف المشترك”.

وأضافت القيادة الصينية أنها “اختبرت بشكل كامل قدرات القتال المشتركة المتكاملة لفروع عسكرية متعددة في ظروف قتال فعلية”.

وكان الجيش الصيني قد بدأ السبت الماضي مناورات في محيط جزيرة تايوان، بطائرات تحمل ذخيرة حية.

وكان التلفزيون الحكومي الصيني قد ذكر أن التدريبات تحاكي ضرب أهداف رئيسية في تايوان، وتشمل تطويقا كاملا للجزيرة.

استعداد قتالي

من جهتها، قالت وزارة الدفاع التايوانية إنه رغم إعلان الصين انتهاء التدريبات، فإن تايبيه لن توقف تعزيز استعدادها القتالي واهتمامها الوثيق بقوة الصين الصاروخية وتحركات حاملة الطائرات “شاندونغ”.

في غضون ذلك، قالت البحرية الأميركية إن المدمرة الأميركية “يو إس إس ميليوس” (USS MILIUS) أبحرت بالقرب من جزر “سبراتلي” على بُعد 1300 كيلومتر من مكان إجراء الصين مناوراتها، في مهمة تهدف للتأكيد على حق وحرية الملاحة في بحر جنوب الصين، وفق بيان للبحرية الأميركية.

ونقلت “رويترز” عن الجيش الصيني قوله إنه يرصد ويتابع تحركات المدمرة “ميليوس”؛ واعتبرت السلطات الصينية أن المدمرة الأميركية توغلت بشكل غير قانوني في بحر جنوب الصين.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها تراقب عن كثب تصرفات الصين وليس هناك سبب لمبالغتها في رد الفعل. وكشف البنتاغون أن بكين تواصل رفض طلبات الاتصال من قبل وزير الدفاع وقائد الأركان الأميركيين.

يشار إلى أن المدمرة الأميركية نفسها دخلت في 23 من مارس/آذار الماضي جزر “باراسيل”، قبل أن تبعدها البحرية الصينية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

The US should not worry about China-Gulf relations

Sultan Barakat

In the span of just six months, China has made great diplomatic strides in two regions the United States considers of vital importance: the Middle East and Eastern Europe.

In November, Beijing struck a deal with Doha to supply liquified natural gas over 27 years – the longest such agreement to date, which came as the US’s European allies struggled to secure their own gas supplies. In February, it put forward a “peace plan” to end the war in Ukraine, positioning itself as a powerful mediator.

And then in early March, China brokered a Saudi-Iran rapprochement which led to the restoration of full diplomatic relations between the two archenemies.

All of this has naturally left the Americans quite anxious, especially about the engagement of its Gulf allies with Beijing.

But Washington has to recognise that its own diplomatic decision-making under the Obama administration, with its “pivot to Asia”, triggered fears in the region about a US departure.

And it is not just Gulf countries that are worried. In a personal communication with one of the authors, a former European Union ambassador to Iraq referred to the lack of Western engagement in Iraq as a “catastrophic negligence” with “high costs” and said that “China is now building partnerships with Iran, Saudi Arabia, UAE and other regional players in an attempt to occupy the vacuum” that the West has left.

The Americans are scrambling to prove that the “pivot to Asia” would not mean diminished influence in the Gulf. But Washington should not obsess too much about the region’s relationship with China, as it remains quite superficial. Instead, it should be more concerned about Israel’s engagement with Beijing and the destabilising role it is playing in the region.

In recent years, trade volumes between China and the Gulf have indeed increased. Four out of the six Gulf Cooperation Council states now have significantly larger bilateral trade with China than with the US. This could be worrying for Washington, but it must understand that Chinese energy needs remain at the heart of the China-Gulf ties.

In other words, these relations are primarily transactional rather than strategic.

The recent Chinese-brokered Saudi-Iran deal could mean that China is attempting to transcend this nature of the relationship and compete with the US for regional influence, but surpassing the US’s standing will be quite a challenge.

The US remains the top security partner of the Gulf and maintains multifaceted relations with Gulf states, which encompass not just trade but also close military, diplomatic, cultural, educational and social ties.

The hurried abandonment of the Chinese military base in the UAE after an intervention from Washington in 2021 reflects this reality.

By contrast, Israel has maintained substantial technological cooperation with China since the 1980s. There have even been accusations that Israeli companies sold sensitive high-tech military equipment to Beijing, although the sales have reportedly stopped under US pressure.

Still, Israel has continued to sell spyware to the Chinese authorities and has welcomed large Chinese investments in its tech sector, which reached $325m in 2018. For a long while, the Israeli authorities failed to regulate investments in companies involved in dual-use technology production, which has made Washington nervous.

Trade relations between China and Israel have blossomed, especially under the leadership of Prime Minister Benjamin Netanyahu. In 2021 bilateral trade reached $22.8bn. Chinese companies also won tenders for large infrastructural projects, such as a strategic port near Haifa, which has worried US defence officials given the potential for Chinese espionage on US navy vessels docking there.

The Chinese and Israeli governments are also negotiating a free trade agreement; if signed, it will be the first in the Middle East.

In other words, Israel is way ahead of the Gulf in the depth of its relations with China and has engaged in practices that may be much more threatening to US interests than the energy deals the Gulf countries have struck with Beijing.

What is more, Israel has played a role as a spoiler of regional stability. It has fuelled tensions with Iran and encouraged conflict. It has also engaged in attacks on Iranian soil and sought to undermine the Iran nuclear deal which the US put much effort into negotiating.

Given Washington’s own efforts to reach an agreement with Tehran, the Saudi-Iranian deal, brokered by China, should not be seen in a negative light.

If the US wants to curb Chinese influence in the region, then it should look to Israel, not the Gulf. Its engagement with the region, on the other hand, would benefit from clear reassurances of its reliability as an ally and respect for the internal dynamics and economic aspirations of the Gulf states.

It would be wise for the Americans to start talking to the Arabs the way they talk to the Israelis – as equal partners.

(Source: Al- Jazeera)

France’s Macron: EU shouldn’t follow US or China on Taiwan

Darko Janjevic

French President Emmanuel Macron reiterated his calls for the EU to maintain an independent foreign policy in a Sunday interview for French business daily Les Echo.

“We don’t want to get into a bloc versus bloc logic,” he said, arguing that Europe “should not be caught up in a disordering of the world and crises that aren’t ours.”

The remarks follow a visit to China by Macron and other EU officials which included a meeting Chinese President Xi Jinping. Among other issues, the leaders discussed tensions around Taiwan and Russia’s invasion of Ukraine.

Macron stressed that an escalation on Taiwan was not in the EU’s interest.

“The question asked of us Europeans is the following: is it in our interest for there to be acceleration on the topic of Taiwan? No. The worst thing we Europeans could do would be to be followers on this topic and to adapt to the American rhythm and a Chinese overreaction. Why should we go at a rhythm chosen by someone else?”

Macron calls for EU ‘strategic autonomy’

The French head of state stressed what he considered to be the need for the EU to develop “strategic autonomy,” a term used to refer to the bloc maintaining an independent foreign policy line.

“Europe hadn’t built this strategic autonomy for a long time,” he said. But “now the ideological battle has been won.”

“Five years ago, strategic autonomy was a pipe dream. Now everyone is talking about it,” he said.

Macron said that the EU’s member states should avoid becoming “vassals” and that the bloc could function as a “third pole” in geopolitics alongside the US and China. He warned against following American foreign policy as a “panic reflex.”

France’s president also called for increased military spending, saying: “History is speeding up, the European war economy needs to be sped up in parallel.”

“Europe’s defense industry does not meet all our needs and remains very fragmented,” he said, arguing that this causes the EU to rely on American and Asian suppliers.

Macron said that it was important for Brussels to “understand” China’s reasoning when it comes to Taiwan.

“As Europeans, our concern is our unity,” he said. “The Chinese are also concerned with their unity, and Taiwan is a component [of this unity] from their point of view.”

Tensions over Taiwan have increased over the past several months. China is currently conducting a series of military drills around the island.

Macron hopes China will bring Russia ‘to its senses

Macron meets Xi in Beijing

On Friday, Macron — together with European Commission President Ursula von der Leyen and other officials — met with Chinese President Xi Jinping. 

The EU leaders hope to convince Beijing to take on a bigger role in attempts to end the Russian invasion of Ukraine.

Chinese state media had hailed Macron’s visit as an opportunity to “inject new momentum and bring new vitality to China-Europe relations.”

The Elysee Palace said that talks were “dense and frank.” It also said that Macron was concerned about “growing tensions in the region” that could lead to a “terrible accident.”

(Source: DW)

محذرا من الأسوأ.. لماذا يريد ماكرون إخراج أوروبا من العباءة الأميركية والهرولة نحو الصين؟

رغم الدعم الأوروبي-الأميركي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثار الجدل من خلال تصريحاته الداعية إلى تقليص الارتباط بأميركا وتجنب مواجهة الصين، فهل ينجح في تحقيق ذلك؟

تصريحات ماكرون جاءت خلال مقابلة صحفية، اعتبر فيها أن ما وصفه بالخطر الكبير بالنسبة لأوروبا، هو أن تجد نفسها تنجر إلى أزمات ليست أزماتها؛ ما سيمنعها من بناء استقلاليتها الإستراتيجية؛ وحذر من أن الأسوأ هو الاعتقاد بأن الأوروبيين يجب أن يصبحوا أتباعا في هذا الملف، وأن يستقوا إشاراتهم من أجندة الولايات المتحدة ورد الفعل الصيني المبالغ فيه، على حد وصفه.

البحث عن الاستقلالية

وعن ردود الفعل بخصوص هذه التصريحات، قال رئيس المعهد الأوروبي لدراسات الأمن والاستشراف إيمانويل ديبوي -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/4/9)- إن فرنسا تذكّر بالوحدة الجغرافية للصين بعد رحلة ماكرون إليها، ولكن الأوروبيين اعتبروا أن تصريحاته مخيبة للآمال.

في حين اعتبر عضو مجلس الأمن القومي الأميركي الأسبق تشارلز كابشن أن موقف ماكرون نابع من رغبته في التميز وأن يلعب دور السيد ويستطيع التأثير في القضايا الدولية، كما يرغب في أن تكون أوروبا أكثر استقلالا عن أميركا على عدة جبهات، بما في ذلك حرب روسيا على أوكرانيا التي تركز فيها فرنسا على الحل الدبلوماسي والوساطة الصينية.

وعن اختلاف أميركا وأوروبا في التعامل مع الصين، أوضح أنه في الوقت الذي تعمل فيه بعض الدول الأوروبية على خلق علاقات تجارية مع الصين، تعيش أميركا حالة من الحذر في تعاملها مع الصين، لأنها تمتلك مصالح إستراتيجية في منطقة المحيط الهادي وآسيا وهو ما يخلق بعض التوترات في مواقفها الصارمة ضد الطموحات السياسية للصين.

وفي تحليل للموقف الفرنسي في علاقته بالحرب على أوكرانيا، أشار حسني عبيدي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف إلى أن الدول الأوروبية في مرحلة هرولة للصين بدليل زياراتها المتتالية إليها، معتبرا أن ماكرون طرح مقاربة جديدة تعتمد على تفكيك الأزمات من خلال عدم الربط بين أزمة أوكرانيا والعلاقات مع الصين.

ورأى أن ماكرون لا يريد صب كل الاهتمام على الحرب في أوكرانيا لأنها لا تمثل جزءا من الاتحاد الأوروبي، معتبرا أنه وصل إلى قناعة مفادها أن الوصول إلى حل أزمة حرب أوكرانيا مرهون بضمان علاقات جيدة مع الصين، خاصة أن حجم التجارة مع الاتحاد الأوروبي فاق 856 مليار دولار، ولذلك يدعو ماكرون لفصل العلاقات الصينية الأوروبية عن الحرب في أوكرانيا.

المصدر : الجزيرة

أردوغان: على العالم الإسلامي أن يتّحد ضد الهجمات الإسرائيلية على فلسطين

شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة أن يتوحد العالم الإسلامي إزاء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي جرت في فلسطين.

جاء ذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، حسب بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، الجمعة.

ولفت البيان إلى أن الزعيمين تناولا العلاقات الثنائية، وتطورات إقليمية في مقدمتها اعتداءات إسرائيل على المسجد الأقصى بالقدس المحتلة.

“الاحتلال لا يروقه أن يرى حشود المصلّين في #الأقصى“.. خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري يوضح لـTRT عربي سبب استهداف سلطات الاحتلال للمسجد في #رمضان، ويؤكّد فشل مخطَّطات التقسيم الزماني والمكاني pic.twitter.com/kXX7NOWYYh— TRT عربي (@TRTArabi) April 7, 2023

وأشار الرئيس أردوغان, خلال الاتصال, إلى أهمية وحدة العالم الإسلامي إزاء الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة المنافية للإنسانية في فلسطين، وبخاصة في المسجد الأقصى.

وأكد ضرورة تغليب الحكمة للحيلولة دون دوامة عنف جديدة، وأنه سيكون من المفيد اتخاذ مبادرات لتوجيه جميع الأطراف إلى تحكيم لغة العقل والمنطق.

ودعا أردوغان إلى مواصلة الجهود المشتركة للحفاظ على وضع الأماكن المقدسة في المحافل الدولية، وفي مقدمتها منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة.

كما أكد أهمية إظهار هذه الوحدة في مواجهة أحداث حرق نسخ من القرآن الكريم التي حدثت مؤخراً في بعض المدن الأوروبية، بخاصة أمام السفارات التركية.

(المصدر: TRT العربية)