من هو خوسيه أندريس الطباخ الذي أرسل أول سفينة مساعدات إلى غزة؟

ذكر تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست أن أول سفينة تحمل مساعدات إلى غزة منذ عام 2005 وصلت أمس الجمعة. ولفت التقرير إلى أنه لا الأمم المتحدة من تقدمت بهذه المبادرة، ولا أي زعيم عالمي طرحها، بل يعود الفضل فيها للطباخ الشهير خوسيه أندريس الذي تعاونت مؤسسته الخيرية وورلد سنترال كيتشن (المطبخ المركزي العالمي) مع المجموعة الإسبانية “أوبن آرمز” لجلب نحو 200 طن من الطعام إلى المنطقة التي تعاني الجوع.

وأشارت الصحيفة إلى أن أندريس بنى اسمه من خلال كتب الطبخ والمطاعم الشهيرة، لكنه أصبح معروفا أيضا بالسفر إلى مناطق الكوارث والصراعات حاملا مواد الإغاثة الغذائية مع المنظمة التي شارك في تأسيسها.

من هو خوسيه أندريس؟


ولد صاحب المطاعم الشهير في إسبانيا، وانتقل من بيت والده وهو في الـ15 من عمره، واستقل بنفسه ماليا بفضل عمله في مجال الضيافة، وخلال ذلك التحق بمدرسة الطهي، ثم تلقى الإرشاد تحت إشراف طاه بارز، ثم قضى فترة في البحرية قبل أن يذهب إلى الولايات المتحدة وعمره (21 عاما).

وانتقل إلى واشنطن لقيادة المطبخ في مطعم “جاليو” الجديد في عام 1993، ومن هناك دشن أكثر من 30 مطعما، معظمها في الولايات المتحدة، قبل أن يؤسس “المطبخ المركزي العالمي” في عام 2010.

وكان واضحا وصريحا بشأن قضايا الجوع والسمنة لدى الأطفال، ودعم الأعمال التجارية الزراعية والحد الأدنى للأجور وإصلاح نظام الهجرة. وفي عام 2013 أصبح مواطنا أميركيا، وهو متزوج وله 3 بنات.

وعندما اختارته مجلة تايم الأميركية عام 2018 ضمن 100 شخص الأكثر تأثيرا في العالم، كتب زميله الشيف الشهير إيميريل لاغاسي أن أندريس كان “صاحب مطعم لامعا أسهم في تشكيل تاريخ الطهي الأميركي ومساره من خلال تقديم أسلوبه المميز في الطعام والثقافة الإسبانية”.

ما المطبخ المركزي العالمي؟


أنشأ أندريس وشركاؤه هذه المجموعة بعد ذهابه للمساعدة في إطعام الناس في هاييتي التي دمرها زلزال مميت. ومن هناك أخذت المؤسسة تنمو، مستجيبة للحاجة إلى الغذاء بعد الأعاصير في هيوستن وبورتوريكو، وحرائق الغابات في غرب الولايات المتحدة وفي أستراليا. وكان عمال المؤسسة يطبخون للاجئين الذين يعيشون في خيام على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك والفارين من الحرب في أوكرانيا. وتؤكد المجموعة في معرض حديثها عن مهمتها بأنها “أول من يصل إلى الخطوط الأمامية، ويقدم وجبات طازجة استجابة للأزمات الإنسانية والمناخية والمجتمعية”.

وفي عام 2021، قام جيف بيزوس، مالك صحيفة واشنطن بوست، بمنح أندريس 100 مليون دولار من خلال جائزته السنوية للشجاعة والكياسة.

كيف أرسل سفينة مساعدات إلى غزة؟


أرسلت مجموعته سفينة من قبرص إلى شمال غزة. وقال أندريس للمشرعين الأميركيين يوم الخميس إنه لا توجد بنية تحتية لميناء في شمال غزة، لكن الموظفين هناك أنشؤوا رصيفا باستخدام أنقاض المباني المقصوفة استعدادا لوصول السفينة.

وأوضح أندريس للصحيفة أن توزيع المساعدات سيتم عبر شبكة مؤسسته الخيرية الموجودة في غزة، والتي تضم أكثر من 60 مطبخا والعديد من المستودعات، مع بناء المزيد منها.

المصدر : واشنطن بوست

تصدع الأركان الصلبة للمشروع الصهيوني، وظهور معالم الانهيار

لم يكن قيام دولة الاحتلال الصهيوني منتصف القرن العشرين حدثا كغيره من الأحداث السياسية، التي تتابع على الخرائط الجغرافية والسياسية، بل كان منعطفا كبيرا، تساعدت عليه دول ومنظمات وشخصيات لها وزنها واعتباراتها، حتى وصلت للحظة تأسيس هذا الكيان المصطنع، عبر دعامات غربية وصهيونية عملت على زيادة صلابة وتفوق أركان دولتهم، بشتى المجالات ولتتفوق على الدول المحيطة به، بعد غصبهم وقتلهم واستحلالهم لأراضي وسكان هذه البقعة المقدسة من هذه المنطقة، إلا أن الأرض التي تعج بأهلها وعلى مدار سنوات هذا الإحلال أفرزت واقعا مزلزلا يهدد بانهيار الأركان الصلبة لهذا المشروع وبدولته الوليدة، ويظهر هشاشة المشروع واساساته الاقتصادية والاجتماعية وحتى العسكرية منها، لتظهر لنا بسالة وتضحيات الشعب الفلسطيني معالم جديدة، لتصدع وحتمية انهيار المشروع الصهيوني قبل بلوغ عقده الثامن.

مقدمة

لم يكن قبل أكثر من مئة عام من الآن، التفكير باختراق البيئة الشرق أوسطية المترابطة دينيا ولغويا واجتماعيا بكيان مصطنع وليد، فكرة قابلة للتصديق ولا حتى التوقع، ولكن رغبة الصهاينة أنفسهم والدول الاستعمارية والغربية كانت حاضرة، عندما تلاقت مصالحهم على الأراضي الفلسطينية، غير مدركين لخطورة وجراءة هذا الإعداد الذي كان يحمل معه مستقبل غير مضمون العواقب ولا التداعيات، إلا أن أهمية المنطقة والحوافز التي يعول على تحصيلها، كانت تعميهم عن هذه التكلفة، حيث جرت تهيئة دعائم هذا المشروع، عبر مخططات ومنهجيات امتدت منذ حقبة نابليون بونابارت لغاية تأسيس وقيام دولتهم، بعد تجميع اليهود فيها من شتى بقاع الأرض، لتتعاقب بعدها الأعمال على تطوير وتحديث هذه الدولة في كافة القطاعات، ليبلغ المشروع الصهيوني ذروته من خلال تصديره على أنه الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، والمثل الذي يحتذى به، لتتلاحق عمليات التقوية والتمكين، من خلال محاولات صهر دولتهم في المحيط الإقليمي الذي لم يكن راغب أساسا بفكرة وجودهم، ليصبح التطبيع معهم إحدى علامات التنمية والتحضر للدول التي تنشد التنمية بكافة قطاعاتها، متناسيين بذلك أعداد المجازر واللاجئين والحروب التي أحدثتها فكرة إنشاء هكذا الكيان، الذين لم تنته أطماعه في المنطقة، والذي ينظر إلى ما وصل إليه من إنجاز على أنه مرحلة متقدمة لمشروع لم يبلغ غاياته.

إلا أن صمود وصبر ونضال أصحاب الأرض الذي تحول نصفهم تقريبا للاجئين، أفرز مقاومة صدعت أركان هذا المشروع عبر ظهور معالم لم تكن متوقعة، جعلت واقع المشروع الصهيوني يظهر في حالة من التخبط وعدم الاستقرار، كالحالة التي تعيشها أغلب الإمبراطوريات والدول في بداية انهياريها، إلا أن معالم التصدع هذه بدت سريعة ومفاجئة، حتى للدول والقوة التي ساعدته في إرساء دعائمه، عندما ظهرت هذه المعالم، والتي تشبه معالم بنائه، ولكنها معاكسة في الاتجاه والتطور، تلك الحقيقة التي أصبحت متوقعة وراسخة في نفوس بعض مفكريهم وقيادتهم الحاليين، وسابقا من أسيادهم المؤسسين، أمثال “ديفيد بن غوريون” أول رئيس وزراء لكيانهم، حينما أباح “بالبوح الخطير” ل “ناحوم غولدمان” أحد أعمدة الفكر الصهيوني رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، بأن “زوال إسرائيل حتمي والمسألة مسألة وقت” بعد إدراكهم لطبيعة هذه الأرض وشعبها، مع بداية قيام دولتهم، لتظهر لنا هذه الأيام، الشرخ الأكبر بأساسات ودعائم دولتهم، مع فجر السابع من أكتوبر من عام 2023 م، وظهور البداية الحتمية لزوال مشروعهم، الذي تنبئ به زعماؤهم، وصنعه أحفاد من عول المشروع الصهيوني عليهم في نسيان قضية آبائهم، فهل كانت دعائم المشروع الصهيوني صلبة؟ وهل ظهرت معالم التصدع؟ وما مدى درجة خطورتها على المشروع الصهيوني؟

المحور الأول

 أركان وقوة تأسيس المشروع الصهيوني داخليا وخارجيا

1– الدعم الغربي وتلاقي المصالح

ربما يعود الدعم الغربي من اهم الأركان والدعائم الخارجية للمشروع الصهيوني، حيث لم تكن الأطماع الصهيونية بعيدة عن الأطماع الأوروبية في جسم السلطنة العثمانية، وأول تلاقي هذه المصالح بدأ بالكلمات التي أطلقها نابليون بونابارت إمبراطور فرنسا على أسوار عكا المحاصرة عام 1799 م، عندما قال: أيها الإسرائيليون انهضوا، فهذه هي اللحظة المناسبة، إن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملة إرث إسرائيل، سارعوا للمطالبة باستعادة مكانتكم بين شعوب العالم “. ثم اعقبه اعمال وتنسيقات عمدة لندن السير” مونتفيوري “الرجل الثري وأحد زعماء الحركة الصهيونية والذي كرس في حياته في سبيل القضايا اليهودية في أوروبا والعالم الإسلامي والذي زار فلسطين سبع مرات وقابل محمد علي عام 1838 وعام 1840 م مقدم اقتراح لتوطين اليهود في فلسطين، وتميز وضعهم بمشاريع زراعية وصناعية، مقابل بناء بنوك في المنطقة وتقديم تسهيلات ائتمانية، ولكن انحسار نفوذ محمد علي أعاق مشروع مونتفيوري، الذي كان قد بدأ فعليا بشراء أراض في فلسطين، وإقامة أول حي يهودي خارج القدس القديم، ليعقبه في تلك الاعمال القنصل البريطاني جيمس فن في القدس منذ عام 1946م، الذي اتفاق مع العثمانيين على ان تقوم بريطانيا على حماية الجالية البريطانية، الذين كان من بينهم يهود القدس المقيمون في القرى المحيطة وبيت لحم، والذي اعترف ضمن مذكراته بغلاظة وبثقل التدخل البريطاني في شؤون البلاد، والتنسيقات مع السفارات الأجنبية عبر زيادة الجالية الإنجليزية والغربية، التي كانت تهدف لتقسيم وأضعاف السلطنة العثمانية، حيث اعترف بانه كان يشغل منصب ومهام أكبر من حجم التي أعطيت له، وانها بلغت مهام استخباراتية وسياسية حتى تخطت المتفق عليه، للتعاقب المهام بتعاقب السفراء اللاحقين لجيمس فين وغيره، والتي ختمت بوعدي بالفور الذي قطعه وزير الخارجية البريطاني إلى زعيم الحركة الصهيونية اللورد روتشيلد في عام 1917 م، والتي أعتبرت أول خطوة رسميا يتخذها الغرب في بناء تثبيت المشروع الصهيوني، والتي اعقبتها الكثير من الاعمال الدبلوماسية والسياسية وفي المحافل الدولية لثبيت مشروعهم، بالإضافة الى الدعم العسكري اللوجستي ضمن الحروب التي خاضتها إسرائيل مع جيرانها العرب، وذلك منذ مشروع التقسيم، وصولا لرعاية اتفاقيات السلام مع الدول المحيطة التي لم تحقق إلا ما ترنو إليه دولة الاحتلال، لختتم الدعم الدولي بتدعيم اتفاقيات التطبيع التي صنعت لتحقيق الاندماج الإسرائيلي مع الوسط العربي المحيط، رغم عدم تحقيق أي مصالح للشعب الفلسطيني، بالإضافة لنقل بعض الدول مقرات سفاراتها للقدس، باعتبارها عاصمة الكيان الرسمية مخالفين فيه ما ايدوه من فكرة حل الدولتين، لتليها اتفاقية أبرهام للتطبيع التي كانت تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على توسعتها مع الدول العربية بوسائل الترغيب او الاكراه، حيث بدأت الدول بالتساقط كأحجار الدومينو نحو التطبيع من المغرب غربا مرورا بالسودان وصولا لدول الخليج، حيث باتت السعودية المحطة الأخيرة ضمن هذه المرحلة التي تعمل الولايات المتحدة على ضمها لهذا المشروع وتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي ينظر لدولة الاحتلال كشريك في التنمية والتحضر.

2– الركن التنظيمي للمجتمع الصهيوني

تعد المؤتمرات الصهيونية وخصوصا مؤتمرها الأول بزعامة تيودور هرتزل رئيس الحركة، أحد أعظم أركان المشروع الصهيوني الذي تولاه اليهود انفسهم، حيث تكرر انعقاد المؤتمر لأكثر من 38 مؤتمرا حتى عام 2022 م والتي كانت تتم بصورة سنوية شبه دورية تناقش كل الأوضاع الاقتصادية والسياسية والعسكرية والخطط المرحلية لقيام الكيان ثم تطويره، حيث كانت تهدف إلى توحيد الجهود المجتمع الصهيوني نحو تكريس الأيديولوجية التوراتية والقومية، وزيادة الهجرة نحو فلسطين وشراء الأراضي وتثبيت دعائم دولتهم التي يسعون لها، ثم تقوية دولة إسرائيل من الداخل والخارج، وتحقيق الشرعية والاعتراف، والتكيف مع المحيط المعادي او اقصائه، والذي كان من جملة اعماله، تأسيس الكيرن كيميت “(الصندوق القومي اليهودي)، ثم تأسيس” مكتب فلسطين “في يافا ما بات يعرف بالوكالة اليهودية وهي الجهاز (التنفيذي للحركة الصهيونية) و” الكيرن هايسود “صندوق التأسيس اليهودي، وهي إحدى المؤسسات المهتمة بتمويل واستيطان الأراضي التي تشتريها الكيرن كيميت، وإنشاء المستوطنات الزراعية والتعاونية والكيبوتسات، لاستيعاب اليهود المهاجرين الجدد، ثم القيام بصهر المجتمع الإسرائيلي من خلال الاحزاب والمؤسسات التي تنشد التالف بينهم، وتثبيت اركان دولتهم من خلال وحدتهم ووحدة أهدافهم.

لم يكن للمشروع الصهيوني ان يكتمل وتعزز قوته، من غير تشيد الجناح العسكري المسلح والذي بات يعرف ب” جيش الدفاع الإسرائيلي “تلك المؤسسة القائمة من تجمع العصابات اليهودية المسلحة، والتي كانت هدفها القتل والتهجير، بحق الشعب الفلسطيني لتحقيق غايتين هم تهجير الشعب الفلسطيني ثم إحلال اليهود المهاجرين بدل العرب، ليزداد دعمه وبنائه بحيث بات من أقوى الجيوش في المنطقة وتدعيمه بالقوة النووية، واظهاره على أنه الجيش الذي لا يقهر ليرتقي إلى سلم القوى العالمية الأكثر تسليحا وتحديثا، ولمنع لمحاولات العربية المحيطة في استرجاع ما فقدوه منهم، ثم العمل على تقوية الاقتصاد الإسرائيلي على مدار حياته القصيرة، وجعله من أنجح الاقتصادات في المنطقة والشرق الأوسط بعد المملكة العربية السعودية، من خلال الاعتماد على جذب رؤوس الأموال والاستثمارات، خصوصا في قطاع التكنولوجيا وصادرات التكنولوجيا الفائقة، والسياحة التقليدية والسياحة الدينية بالإضافة للمنتجات الزراعية، لذلك تأبى اسرائيل دائما أن تخاطر في بنيتها الاقتصادية بحروب، او حتى حرب طويلة واحد، الا للضرورة القصوى او حال التهديد الاستراتيجي، على الرغم من قدرة إسرائيل على تمويل أي حرب ذاتيا من مواردها، الا انها تتوافر لها دعائم اقتصادية ضخمة على راسها المساعدات الأمريكية، والتي تستطيع تمويلها حتى في السيناريوهات الأكثر شدة من الحروب مثل مشاكل الأسواق المالية العالمية، بالإضافة للمعدات العسكرية الفائقة التطور والتدمير في حالة ما اندلعت حرب ما، وبالتالي لا يوجد أي ضغط مالي يهدد المشروع الصهيوني ودولته، ومعزز ببنية عسكرية قوية وتالف مجتمعي داخلي، ودول حليفة او شريكة، تعمل معه لصهر المحيط العربي الذي كان مجمله معاديا.

المحور الثاني

معالم الانهيار

1- صمود الشعب الفلسطيني

على الرغم من قوة ومتانة الإصرار العالمي الغربي على إقامة المشروع الصهيوني، ثم تدعيم عناصر بقائه، داخليا وخارجيا، إلا أن قدسية الأرض والشعب الحاضرة على مدار 75 عاما، أفرزت ردات فعل تتناسب بالقوة والفاعلية، قدرات المشروع الصهيوني، بل وأحيانا زادته بالإصرار والعزيمة، من خلال الشعب الفلسطيني، الذي يعتبر العامل الأقوى في تصدع أحلام ودعائم المشروع الصهيوني الغربي، على الرغم من مرارة ما افرزه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي أثقل الكاهل الفلسطيني، الذي أصبح 50 % من هذا الشعب حاليا من اللاجئين الموزعين على 58 مخيما رسميا داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، ولم تسعفهم كل القوانين الدولية في تحصيل حقهم المسلوب ولا حتى ضمنت لهم حقوقهم الأساسية، التي تنادى بها الدساتير الدولية ولا حقوق الإنسان أو حقوق اللاجئين، ولم تنفذ القرارات الذي صدرت بحقه في المحافل الدولية مثل القرار 194 2535 وغيرها من القرارات، بل وزادته معادنهم التنكيل الإسرائيلي في مناطق فلسطين 48 وعمليات الاستبطان في الضفة الغربية، والحصار المفروض على قطاع غزة، منذ استلام حماس السلطة في 2006 م، وتحمل اللاجئون في الفلسطينيين في الدول العربية ويلات الأوضاع في أوطان اللجوء، من حرب وسوء للأحوال الاقتصادية والاجتماعية، التي لم تزد الشعب العظيم، إلا على الإصرار على التمسك بثوابت قضيته، رغم حجم التضحيات التي قدمها على مدار 75 عاما من تشريد وتهجير ومجازر، مرور بالانتفاضة الأولى والثانية ومعاركة المتكررة بحق سكان قطاع غزة الذي يسكنه الغزليين واللاجئين من باقي فلسطين.

وما زاد هذا العامل قوة هو ارتكاز بقية العوامل الأخرى عليه مثل العامل الديمغرافي، حيث ينظر المجتمع الإسرائيلي نظرة قلق إلى التفوق الديمغرافي الفلسطيني المتزايد في المنطقة ما بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن (أرض فلسطين التاريخية) رغم كل التكاليف والجهود التي تمتد لأكثر من 100 عام لدفع يهود العالم للهجرة نحو فلسطين والتي كانت تعتبر أحد داعم مشروعهم، إلا أن هذا الركن أصابه التصدع في ظل التفوق الديمغرافي وغياب حل سياسي متوقع وخلق البيئة الآمنة للمجتمع الصهيوني، كما ينظر بعض مفكري المشرع الصهيوني إلى العامل الديمغرافي على أنه التهديد الأكبر على المشروع الصهيوني، كما قال إحدى أستاذة الجغرافيا في الجامعة العبرية: “الفلسطينيون سيهزموننا في غرف النوم ومدرجات الجامعة” بالإضافة لذلك تشير تقارير مراكز الإحصاء الفلسطينية والإسرائيلية والتي تقدر أن عدد الفلسطينيين في المنطقة أي ما بين البحر والنهر سيصل في العام 2050 إلى أكثر من 13 مليون فلسطيني بمقابل نحو 10.6 ملايين إسرائيلي، رغم كل ممارسات التطهير العرقي الذي تمارسه القوات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني وهذا الأمر كفيل بزيادة حالة الخوف الإسرائيلية، مع عدم جدوى أعمالهم وعدم تفوقهم في هذا الصدد.

2- تصدع المناخ السياسي المجتمعي الإسرائيلي

كان المجتمع الصهيوني مطلع الألفية الثانية أكثر تماسكا من السنوات القليلة الماضية، والتي أصبحت المخاوف من حدوث انقسام في المجتمع الإسرائيلي حقيقية وملموسة، حتى أن صدى حرب أهلية بين اليهود باتت تسمع بين تيارات وقادة المجتمع الصهيوني، الذين يجمع بعضهم على أن هذا الخطر لا يستطيع أحد منع وقوعه، خصوصا مع غياب الآباء المؤسسين لدولتهم، والذين كانوا يخشون من هذا السيناريو، والذي أصبح أكثر ما يقلق صناع القرار من كتاب وقادة سياسيين وعسكريين حريصين على مستقبل الشعب اليهودي، حتى أن الانقسامات أصبحت إحدى السمات الواضحة للمجتمع الإسرائيلي، بسبب اتساع رقعة الخلافات الداخلية والمواقف المتباينة في المجتمع الإسرائيلي، حيث باتوا يديرون حملات كراهية بين بعضهم، ويتهمون أنفسهم بتسببهم بزوال دولتهم مما يؤكد عمق الانقسام الإسرائيلي.

أدت هذه التباينات إلى حالة سياسية لم تكن مألوفة، فمنذ عام 2019م وحتى الآن خاضت إسرائيل خمسة انتخابات عامة بأقل من أربع سنوات وطرحت معها رئيس الوزراء “نيفتالي بينيت” عام 2021 م لا يملك إلا ستة مقاعد في البرلمان الذي يحوي 120 مقعدا، إلا أن حكومة “بينيت” هذه لم تصمد سوى عام واحد، شهدت بعدها حالات تصدع وانقسامات أيديولوجية عميقة، بين المجتمع العلماني، الذي يسعى إلى حياة ليبرالية مفتوحة وأنه على استعداد لمواصلة قمع الفلسطينيين، وإن كان على استعداد للتخلي عن أجزاء من الأراضي المحتلة في الضفة الغربية هذا من جهة، ومن جهة أخرى المجتمع الديني، الذي يطمح إلى تحويل إسرائيل إلى دولة دينية يهودية عنصرية دولة يهودا”.

أما الحدث الأبرز الذي وسع عمق الشرخ بين التيارين، هو مسألة التعديلات القضائية التي يريدها التيار اليمني بزعامة نتنياهو، ضد المحكمة العليا، بادعائهم أنها يسارية الميول ونخبوية وشديدة التدخل في المجال السياسي، وأنها تعطي أولوية لحقوق الأقليات على المصالح القومية، ونتنياهو يريد الاستفادة من التعديلات القضائية لإبطال محاكمته في قضية الفساد، وتريد الأحزاب اليهودية المتشددة إقرار القانون الذي يعفي أفراد مجتمعهم من الخدمة الإلزامية في الجيش، ويخشون من احتمال أن تبطلها المحكمة العليا إذا لم تتقلص سلطاته، واما المعارضون لتلك التعديلات يصفون مشروع القانون أنه يهدف إلى تسهيل “الحكومة الفعالة” من قبل الحكومة التنفيذية أن خطرا يحدق بالديمقراطية مع ما ينطوي عليه ذلك من عواقب دبلوماسية واقتصادية وخيمة وستفتح الباب أمام الفساد وحالات استغلال للسلطة، الأمر الذي ألقى بثقله من خلال الاحتجاجات التي بلغت مئات الألف رفضا لما سموه الانقلاب القضائي، شملت أغلب المدن الكبرى فيتل أبيب والقدس ومدن حيفا ونتانيا وكفار سابا وبئر السبع والكثير من المناطق الأخرى، وطالت بنية الجيش الذي بدأت تظهر فيه التصدعات، من خلال إعلان عشرة آلاف تقريبا من عسكري الاحتياطي الامتناع عن الخدمة العسكرية، في حال مررت الحكومة مشاريعها القانونية لتغيير النظام القضائي، بتأييد من رؤساء سابقين لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي وجهازي الموساد والأمن العام (الشاباك)، ورغم مصادقة الكنيست الإسرائيلي على القانون المذكور بغالبية 64 من أصل 120 عضوا، بغياب المعارضة التي قررت أحزابها عدم المشاركة بالتصويت احتجاجا عليه، إلا أن “المحكمة الإسرائيلية العليا (أعلى سلطة قضائية)، اتخذت قرار إلغاء الحد من المعقولية بأغلبية 8 قضاة من أصل 15 قاضيا، بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى، الا انه المحكمة العليا لم تستطع الغاء الانقسام بين التيارين المتنافسين، مع تصدع الائتلاف الحكومي أو مجلس الحرب وغياب الانسجام بينهم، بين القيادتين السياسية والعسكرية بسبب مالات الحرب وضبابية الصورة بشأن مرحلة ما بعد الحرب على غزة، وازدياد الانقسام في الرأي العام الداخلي إلى موقفين، أحدهما يطالب بتكثيف الضربات ضد القطاع، والآخر يدعو لخيار التفاوض مع حماس من أجل إطلاق سراح الأسرى، بعد فشل مخطط تهجير سكان غزة وخسارة معركة الرأي العام العالمي، بمثول إسرائيل للمرة الأولى في تاريخها أمام اعلى سلطة قضائية“ محكمة العدل الدولية في لاهاي، وازدياد حالة الهجرة المعاكسة الى خارج الكيان الصهيوني، خصوصا من حاملي الجوازات الأجنبية حيث بلغ عددهم قرابة 300 ألف إسرائيلي، وتهديد الحاخام الشرقي الأكبر لإسرائيل يتسحاق يوسف، بأن اليهود المتدينين “الحريديم” سيسافرون جميعهم إلى الخارج البلاد إذا أجبروا على أداء الخدمة العسكرية، وهروب العاملة الأجنبية مع استمرار المعارك وغياب آفاق الحل الدائم،، واتهامات رؤساء سابقين لحكومة بأن نتنياهو يترأس عصابة وهدفها قيادة المنطقة نحو الكارثة، وازدياد الانقسامات داخل مجلس الحرب، والتي كان أبرزها زيارة بيني غانتس “حصان طروادة داخل حكومة الحرب” إلى الولايات المتحدة والتي مثلت صفعة قوية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لتكون السمة العامة للمجتمع الصهيوني أكثر تشتتا وتصدعا لما كان عليه سابقا، وبوجود أكثر من أربعين نقطة لمظاهرات ماتزال في حالة من التوسع والتأييد داخل المجتمع الإسرائيلي.

3- التعاطف العالمي للشعب الفلسطيني وتصدع الدعم الغربي

ان الحروب والانتهاكات التي شنتها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية والتي دائما ما استهدفت النساء والأطفال على مدار السنوات، والتي نعيش حاليا فصلها الحالي من عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي، افرزت حالة من التعاطف العالمي عبر مظاهرات غير مسبوقة للتضامن مع فلسطين شارك فيها مئات الآلاف نقلتها وسائل الاعلام كافة، على الرغم من التهديدات والاعتقالات والتضييقيات التي أتت على صفوف المناصرين لفلسطين، خصوصا في بعض البلاد التي تتبنى الرواية الإسرائيلية او المرتبطة مع إسرائيل مثل الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية والبلاد التي تدور بأفلاكها، فلم تستطع إجراءات تلك الدول ولا حتى سوء الأحوال الجوية ولا تساقط الثلوج، بالإضافة للحظر الذي تفرضه السلطات على المظاهرات المناصرة للقضية من تجمع المتظاهرين مع رفع الشعارات والرموز الفلسطينية، التي اكتسحت ووسائل التواصل الاجتماعي جرفة معها الماكينة الإعلامية الصهيونية، والتي تحاول اقناع العالم بروايتهم، الا انها لم تسعفهم، مما اضطرهم الى شراء انظمة الذكاء الصناعي والاشراف عليها من خلال مكاتب حكومية، لدعم الرواية الإسرائيلية، وإيقاف طوفان التعاطف العالمي، الذي شمل حتى المشاهير العالميين من نجوم وفنانين كبار، الذي جرى ارهابهم عبر النصائح، أو منعهم من التعاطف كونهم قدوة لجمهورهم، مما أدى الى إلغاء التعاقد او حتى الطرد بحق الكثير منهم، كما حصل مع الثري والرجل الاستثنائي الأمريكي آليون ماسك.

الحكومات الحرة أيضا كانت لها انتفاضتها وتحركاتها عبر القضاء الدولي، عندما أخفقت كل المساعي لوقف الإبادة والحرب غير المتوازنة والتي تجري بحق سكان قطاع غزة، من خلال رفع دعوة الإبادة الجماعة ضد إسرائيل، والتي قدمتها دولة جنوب افريقيا الى محكمة العدل الدولة، ضمن ملف تتهم فيه إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، لتدخل إسرائيل قصف الاتهام امام اعلى سلطة قضائية عالمية، بتهمة تسم الدولة المتهمة بوسم الدولة المارقة، بمجرد قبول المحكمة لتلك الدعوة، وهذا ما حصل لتتقاطر الدول المؤيدة لجنوب افريقيا في رفع الدعوة، ليكون التعاطف المجتمع الإنساني والدولي العالمي معلم من معالم تصدع المشروع الصهيوني، واهتزاز الدعم الغربي مع ظهور الوجه الحقيقي لهذا المشروع واقباله على الانهيار، حتى من الدول التي كانت تدور في فلك إسرائيل والدول الداعمة، كتصويت البرلمان الأوروبي على وقف إطلاق النار في غزة، ومساندة جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل بمحكمة العدل الدولية، وازدياد الدعوات الدولية التي تطالب بوقف إرسال أسلحة الى إسرائيل، حتى داخل الولايات المتحدة الأميركية الحليف الأبرز للكيان الصهيوني، التي تكررت فيها الاستقالات وكتابة الاعتراضات ودعوات العصيان والمظاهرات دخل الأبنية الحكومية وخارجها داخل وزارة الخارجية والكونجرس، وبداية التصريحات العلنية النقدية حتى من جو بايدن، حين قال إن “نتنياهو يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها” واتهام نتنياهو بأنه «عقبة كبيرة أمام السلام» من قبل تشاك شومر الزعيم الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي، بل تعدى الأمر لقيام الولايات المتحدة إيصال المعونات جوا وبحرا، لمن تنظر لهم إسرائيل على أنهم العدو الذي بات حلفاءها بدعمهم، كل هذا يظهر لنا لأي مرحلة وصلت إليه القناعات الغربية في المشروع الصهيوني الذي لم يعد دعمه يفيد حتى الحلفاء التاريخيين له…

4- تصدع البنية العسكرية للمشروع الصهيوني

رغم قداسة هذا الركن عند الإسرائيليين والذين يسمونه بالبقرة المقدسة، والذي كان ينظر كقوة ضاربة وفريدة في المنطقة مع تميزه كقوة نووية، ودائم والاستعداد بقوة الاحتياط “نصف سكان إسرائيل” نعم فهو شعب مسلح، ولكن على الرغم من الانتصارات التي حققها هذا الجيش في الساحات العربية، إلا أنه وقف عاجزا عن كسر صمود الفلسطيني خصوصا في السنوات العشر الأخيرة، عندما ظهرت قيلة حيلته بعد معركة سيف القدس في 2021، التي أذلته ومرغت أنفه بالتراب، لتأتي معركة طوفان الأقصى وليكمل تصدع الركن العسكري للمشروع الصهيوني، الذي عجز عن منع تطور القوة الفلسطينية، التي ابتكرت تكتيكات عسكرية وإدارية وتنظيمية، في العتاد المادي والبشري، حجبت التفوق الإسرائيلي ليندفع هذا الجيش لتعبئة مئات الألف من جندي احتياطي نحو المجازر بحق الشعب الفلسطيني، ردا على كسر هيبته أمام قيادته السياسية والشعبية، وأصبحت معاركه المستقبلية موضع شك، بعدما باتت معركة طوفان الأقصى مدرسة وساحة اختبار عسكرية، للذين كانوا بالأمس ترهبهم سطوة جيش الاحتلال الذي طال يده الغليظة معظم الدول من حولة غير آبها بعتادها وعدادها، وأصبحت نظرة الازدراء والاستصغار سمة المجتمع الصهيوني والدول المحيطة بحق هذه المؤسسة.

5- تصدع الركن الاقتصادي

على الرغم قصر مدة معركة طوفان الأقصى، إلا أنها باتت أطول من أي حربا كانت إسرائيل تتمناها، ذلك لما تركته من أثر على الاقتصاد الإسرائيلي من حيث مجمل الإنفاق والعجز، ومعدل النمو المتهالك نتيجة استمرار العمليات العسكرية، إلا أن الباحثين الاقتصاديين يؤكدون على أن درجة تأثير أي حرب على الاقتصاد أي دولة، لا يمكن التنبؤ بها، لان المسال الاقتصادية مترابطة ومتشابكة ويصعب تحديد درجة التأثر المستقبلية، فالحروب بالمجمل تضعف الاستثمار ورغبة المستثمرين في الاستثمار نتيجة عدم توفر الأمن، فما بالك بتكرر الحروب ضمن سنوات قليلة؟ كما يحصل مع الاقتصاد الإسرائيلي، فمنذ معركة الفرقان عام 2008 على قطاع غزة وحتى معركة طوفان الأقصى 2023 خاضت إسرائيل ست حروب، بمعدل حرب كل سنتين ونصف الآن أن أثر الحرب الأخيرة وغير متوقعة من قبل الإسرائيليين أفرزت واقعا اقتصادية مفاجئا، ارتفاع معه العجز في الميزانية الاقتصادية في إسرائيل، وانخفاضا في النمو الاقتصادي، وتكلفة تقدر ب 270 مليون دولار أسبوعيا للحرب، بين التكفل باحتياجات ما يقرب من 400 ألف جندي وتكلفة القنابل التي تستخدمها طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بصفة واسعة، وتعويضات للمتأثرين بالحرب، وزيادة في ميزانية الرعاية الصحية والشرطة واختفاء السواح الأوروبيين والأمريكيين، ومنع 164 ألف عامل فلسطيني من الدخول لمناطق العمل في إسرائيل، مما أدى إلى تراجع النشاط، ودخول سوق العمل الإسرائيلي حالة الطوارئ، زادت معها معدلات البطالة بصورة غير مسبوقة، بسبب تغيب المجندين عن سوق العمل، مما أجبر الاحتلال على تسريح بعض الألوية القتالية لسداد العجز، ويضاف إلى ذلك تأخيرات الموانئ الإسرائيلية، بعدما تصاعدت وتيرة استهداف السفن في البحر الأحمر، منذ إعلان الحوثيين في اليمن، أنهم سيهاجمون أي سفينة تبحر إلى إسرائيل، أي كانت جنسيتها، ما يزيد كثيرا من حالة الارتباك التجاري لدولة الاحتلال، ويضغط على أسواق المواد الغذائية والكهربائية والإلكترونية، كل هذا من جراء حرب تسميها إسرائيل عملية عسكرية واحدة ضمن فترة قصيرة، لتتضح هشاشة الاقتصاد الإسرائيلي وانخفاض مستواه الائتماني الدولي، قبل نهاية العمليات العسكرية، فماذا لو وتاسع الصراع مع المحيط، أو تعاظمت القدرة على الإغلاق البحري والبري مع تقادم الأحداث في المنطقة، خاصة مع المحيط الذي اصبح كارها له سياسيا وشعبيا.

6- تصدع التكيف الإسرائيلي في البيئة العربية التطبيع العربي

يعتبر التطبيع قمة الهرم في المشروع الصهيوني، في حال تحققه وبكل مخططاته، لأنه يقوم على إذابة المحيط المعادي له تاريخيا نحو “علاقات طبيعية”، ففكرة التكيف الإسرائيلي مع المحيط العربي تقوم على استراتيجية التطبيع السياسي والدبلوماسي والأمني والعسكري والاقتصادي، كالتي تقوم بين الدول في وقت السلم، ولكن أحلام المشروع الصهيوني تراهن على أشكال أخرى من التطبيع أولها الثقافي والفني والرياضي وتعميق العلاقات مع المثقفين والفنانين العرب لكسب العلاقات مع من سيكونون “رسل” التطبيع، لتزيف ونشر الحقائق التاريخية حول حق للصهاينة في الأراضي الفلسطينية ومدينة القدس وتتقبل فكرة تهجير الفلسطينيين وترحيلهم من أرضهم، معتقدين أن الاندماج في المنطقة يمكن تحقيقه دون السلام مع الفلسطينيين، الذين تجاوزوهم في عمليات التطبيع واتفاقيات إبراهام، إلا أن الأحداث الحالية أظهرت أن الفلسطينيين يملكون اليد الطولية في هذا الأمر، وان المنطقة لا يمكن إرساء الأمن فيها من غير تحقيق الاعتبارات التاريخية للشعب الفلسطيني وبالتالي أعادت فكرة التطبيع أشواطا نحو الوراء، للإعادة التقييم ودراسة الجدوى المرتقبة منه في حال ما اتخذ تلك الدول قرارا بالمتابعة، أو ربما تطورت الأحداث وألغت ما تم الاتفاق عليه، مما دفع الكثير من المحللين إلى التشكيك في مستقبل التطبيع العربي الإسرائيلي، أو حتى توسعته بسبب ازدياد حالة الكره الشعبية، وبسبب الشك بمستقبل واستقرار المنطقة، خصوصا على المشاريع التنموية والاقتصادية التي كان الإسرائيليون يطمحون لبنائها.

الخاتمة

قد لا يكون انهيار المشروع الصهيوني قريبا جدا، ولكن الأحداث الحالية تجعلنا نؤمن بأن انهيار المشروع ليس ببعيد، فقد بدت واضحة داخليا وخارجيا، بل ومتسارعة، فمنذ انطلاق عملية طوفان الأقصى حتى هذا اليوم نشهد حالة تسارع نحو تأكيد هذا الانهيار من خلال التدرج السريع بالأحداث، وبالانتقال من حالة التأييد الغربي المطلق، عسكريا ودبلوماسيا متمثلة بإبحار حاملات الطائرات والجسور الجوية بالإضافة لزيارة الزعماء الغربيون المتوالية نحو الكيان، وتبني الروايات الإسرائيلية، إلى مرحلة ظهور الخلافات والإدانات والانتقادات الصريحة بينهم، وعدم اتفاقهم على أساليب تدارك اتساع الصراع والأزمة الحالية التي يعيشها هذا الكيان، ويضاف لذلك التصدعات الداخلية وحالة الغليان التي تتطور داخل المجتمع الصهيوني خصوصا مع تعالي أصوات جديدة لا تؤمن بمعتقدات وأفكار الحركة الصهيونية، ووجود حكومة باتت أسيرة في يد مجموعة من المتطرفين، وتيار آخر يعتقد أن أكبر خطرا على أمن إسرائيل يأتي من داخل حكومتها الحالية، بالإضافة لواقع اقتصادي هش، حيث باتت إسرائيل أشبه بدولة معزولة، تشبه كوريا الشمالية، نتيجة لاستمرار الحرب، التي حطمت نصل سيف المؤسسة العسكرية على أرض غزة والضفة الغربية، بسبب عجز المؤسسة عن حسم خطر الفصائل الفلسطينية، خلال فترة الحرب التي قاربت الخمسة أشهر، وازدياد حدة الانتفاضة العالمية الشعبية والدبلوماسية، التي أفضت لدخول الكيان لقفص التهام في أعلى محكمة سنتها وأجمعت عليها القوانين والشرائع الدولية، ولا ننسى ابدا العامل الأقوى لحتمية زوال المشروع الصهيوني، ألا وهو إرادة الشعب الفلسطيني العظيم، الممثل بالمقاتلين والأسرى ومن خلفهم البيئة الحاضنة من الأطفال والنساء وكبار السن والجرحى، اللذين نشهد في كلامهم وعيونهم ووجوههم بريقا للنصر، وفرحة منتظرة لحتمية زوال هذا المشروع.

War on Gaza: All signs point to a strategic defeat for Israel

David Hearst

The little boy spoke with the matter-of-factness of an adult.

Faisal al-Khaldi talked of the moment Israeli soldiers entered his family’s home in the Sheikh Radwan neighbourhood of Gaza City, as he was preparing to go to school.

“My mum was pregnant,” he told an Alaraby TV reporter who was interviewing him. “When we were going to school they (Israeli soldiers) came into the living room and then shot my mother in her stomach. She was pregnant in the seventh month.”

“Where was your father?”

“He was asleep,” the boy said.

“And then he woke up?”

“He was killed with my mother in the same week.”

“On the same day?

“Yes.”

“In front of you? Did you see it happen?”

“Yes, in front of me.”

“What did you see? What happened?

“They took them to the corridor and shot them in front of me. When we went to the corridor, they brought them and shot them in front of us.”

The world is watching


Perhaps these soldiers were following the instructions of Rabbi Eliyahu Mali, the head of a Jewish school in Yaffa: “The basic principle that we have is that when we live through the ‘holy war of the mitzvah’, in this case in Gaza, according to the voice of the judge, you will not let every soul live. The meaning is very clear. If you don’t kill them first, they will kill you.

“The terrorists of today and the children of the past, who have remained in their lives. And in reality, it’s the women who create these terrorists. What this means is that the definition ‘not every soul shall live’ is very clear in the scriptures. It’s either you or them.” So the Torah is clear about the need to kill women and children.

But what about old men? The rabbi was asked by a member in the audience. “There are no innocent people. It is the same with the elderly person who is able to carry a weapon,” he said. “The Torah is also very clear in the book. In Gaza, according to all estimates of the security forces, 95-98 percent want to destroy us. That is the majority. It is the same thing [with children]. If you save him, don’t try and outsmart the Torah.”

Perhaps this is why other soldiers recently congratulated their comrade who killed an unarmed, elderly man with hearing and speech difficulties who had his hands up in his bedroom.

“We opened the door. He fluttered. Came in my direction and did like this (waves his hands). I killed him with four bullets,” the soldier said.

For 75 years, the western world was indifferent. But this war is forcing Israel’s western backers to see the full horrors of the crimes being committed

“He was the only one?” a colleague asked in a video clip posted to X.

“I don’t know. We didn’t have time. There could be more. There was another room. We did not have time.”

“And he said, ‘no, no?’”

“Yes, ‘no, no.’”

“And you took him down? Excellent!”

Later in the clip, the soldier was asked: “What without a weapon? He had something on him?”

“No, no, he hid beside the bed.”

“All respect!”

The clips show Israeli soldiers talking amongst themselves. They appear largely contemptuous of what the rest of the world might think, and wholly ignorant of the effect these clips are having around the globe.

But the world is watching.

Contradiction in terms


For 75 years, the western world was indifferent. But this war is forcing Israel’s western backers to see the full horrors of the crimes being committed in a campaign they described five months ago as just. Even a progressive critic of Israel like US Senator Bernie Sanders said five months ago that the war against Hamas was just.

The degree of brutality and glee shown by Israeli soldiers as they go on their daily killing sprees; starving Gaza, and then dropping leaflets in Arabic telling Palestinians to feed the needy; killing 400 people waiting for aid, and then vowing to flood Gaza with aid; all of this is too much to sweep under the carpet when this war stops.

A rubicon has been crossed. With this war, Israel has entered the elite rank of pariah states. It is now the ugliest of the ugly. It’s impossible to forgive. It cannot be justified, nor can it be put into context. The entire operation in Gaza is an atrocity.

Liberal Zionism has become a contradiction in terms. It’s too much of a stretch.

Acting like this, Israel has become not the home of a beleaguered people persecuted around the world for millennia, but the Fort Knox of Jewish supremacism, the natural heir to white supremacists.

This is having a transformational effect on Jewish people worldwide, in whose name and common past these crimes are being committed.

‘Not in our name’


The short cri de coeur of Jonathan Glazer, the British director of The Zone of Interest, did not come out of the blue when he said during his Oscar acceptance speech: “We stand here as men who refute their Jewishness and the Holocaust being hijacked by an occupation which has led to conflict, for so many innocent people.”

The same cry of “not in my name” is coming from the thousands of young Jews who are marching every weekend in London to stop the war in Gaza.

Emily, a Jewish activist with the group Na’amod UK, recently said: “I think there has been a quiet reckoning in our community, and you can see this because the bloc keeps growing, the movement keeps growing, the constituency organisations keep getting bigger and bigger. I have never been so sure that I will see a free Palestine.”

Asked what she thought of her government’s attempts to brand these marches as the work of extremists, she said: “I am very tired of being told how to feel as a Jewish person by people who are not Jewish. I am tired of being told to feel afraid when these marches are by and large peaceful, and people are so lovely to us and so thankful to us. It really shows the ignorance of Jewish opinion outside of their very small Zionist rabble.”

This is where real leadership is coming from. It’s on the streets, not parliament. These are the lions. Our political leaders are the donkeys.

Israel and its apologists are right to be scared of what a new generation of American and British Jews are telling them.

For the last eight decades, Israel governed a consensus about its existence, identity and purpose that was more powerful than all the arms, money and Jewish migrants it received.

The weaker this consensus becomes, the quicker Israel will lose its influence in the centres of western powers. Already, the compulsive addiction of support for Israel is upending the West’s own attempts to explain to itself that it is a moral force, a force for good in the world.

Under the British government’s latest definition of extremism, it is right to support a government that flouts the Genocide Convention, starves a population under occupation, and kills unarmed mothers and children at will, but extremist to protest against that on the streets of London.

Jewish academic opposition to Israel is strong and vocal. It cannot accurately be called ‘fringe’

This is a patent absurdity.

It is left to the likes of South Africa to show Britain the way. It is now going to prosecute its citizens who return after fighting for the Israeli army.

It will take time to erode, but after what has happened in Gaza, the future will surely not guarantee the hold Israel has over every major western political party. It will not be able to dictate the definition of antisemitism, nor will it guarantee the funds that aspiring western politicians need.

Today, every Tory and Labour politician with ambitions for the top job must, almost by definition, be a Friend of Israel, a club that maintains a strong hold on each parliamentary party. That might not be true for the next generation of politicians.

Jewish academic opposition to Israel is strong and vocal. It cannot accurately be called “fringe”. Israel is now starting to lose the global Jewish voice.

The war from within


Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu’s attempts to keep this war going for as long as possible are not being helped from within.

Two senior members of the war cabinet have defied the prime minister’s wishes publicly. The first act of public defiance came from Defence Minister Yoav Gallant, who announced that he would only agree to present a new military draft law if MK Benny Gantz’s National Unity party agreed on how to regulate the exemption of yeshiva students from conscription.

Gallant effectively gave Gantz a veto on the law, on which government funding to yeshivas, whose students refuse to serve, depends. Without such a law, Haredi parties would leave the coalition and collapse the government.

The second act came from Gantz, who made unsanctioned visits to the US and Britain, in which Netanyahu ordered his embassies not to cooperate. But such is Netanyahu’s political weakness, that neither Gantz nor Gallant can be fired.

A third blow to Netanyahu in as many weeks was the recent statement by Sephardi Chief Rabbi Yitzhak Yosef, who said that if the government were to enforce compulsory military service on the Haredim, they would leave Israel en masse. Yosef was denounced by a Jerusalem Post editorial that said his words were an insult to the soldiers risking their lives in Gaza.

Israel’s war leader has less and less authority within Israel to conduct the war he wants. The balance of power between Israel and Hamas is also not as clear-cut as it might seem at first glance.

The military campaign has undoubtedly degraded Hamas as a fighting force in Gaza, although members of the leadership in Gaza have consistently passed the message to their political wing in Doha and Beirut that they are confident they can carry on.

Another sign of their confidence in their ability to shape the future of Palestine and its leadership is their list of prisoners who would be released in exchange for the remaining Israeli hostages.

The latest list includes Marwan Barghouti, the Fatah leader sentenced to five cumulative life sentences and 40 years in prison for his acts in the Second Intifada; Ahmed Saadat, secretary general of the Popular Front for the Liberation of Palestine; Abdullah Barghouti, the Hamas military leader; and Ibrahim Hamid, a leader of the Second Intifada.

If any of these men were released, the effect would be a strategic shakeup of the Palestinian leadership across all factions: nationalist, secular and Islamist.

For Palestinians, this would be a huge political renewal. It would also mean the definitive end of a Palestinian Authority (PA) that collaborates with their occupation.

For Israel, the release of these men would present a real chance to negotiate an end to the conflict. But only the likes of Ami Ayalon, the former head of Shin Bet, gets this point. Instead, the war cabinet’s latest idea is to put another PA stooge, Majed Faraj, in charge of Gaza. Faraj’s mission is doomed before it starts, and he would be wise to decline such a poisoned chalice.

Green light turns yellow


Netanyahu’s weakness is having a profound effect on the western political elites who supported and armed Israel.

US President Joe Biden’s rift with Netanyahu is now open and in the public eye. The US leader who said so loudly that Israel had every right to defend itself five months ago, now says Israel cannot kill another 30,000 Palestinians in the name of self-defence.

I don’t believe Biden has had some dramatic change of heart or that the scales have fallen from his eyes. US government officials are fully informed about what is happening on the ground in Gaza at every stage of this operation.

They knew, for instance, that Hamas was not diverting aid convoys or stealing food, and said so.

Even if the war stops now, the price Israel has paid for the reoccupation of Gaza will be higher than it could have possibly calculated five months ago. But it has yet to realise this. It will

If Biden is confronting the consequences of having given Israel the brightest of green lights to invade Gaza after the Hamas attack on 7 October, those consequences are primarily electoral. Biden’s team has been shocked by the extent of the uncommitted vote.

Hundreds of thousands of voters across the US voted for no candidate in the Democratic primaries on Super Tuesday, as the movement urging voters to vote “uncommitted” gathers pace in protest against Biden’s handling of the war in Gaza. This could cost him in the general election in November.

Biden’s Ramadan greetings were especially warm this year. But Arab Americans don’t want hugs. They want a change of policy. And Biden still only supports a temporary ceasefire, not a permanent one. He has not threatened to stop the supply of weapons to Israel.

Nevertheless there has been a deliberate shift in tone. The Senate Majority Leader Chuck Schumer, the highest ranking Jewish official in the US, was full throated in his support for Israel after the Hamas attack five months ago. On Thursday, he warned Israel it can not survive if it becomes a global pariah.

Schumer accused Netanyahu of putting political survival above national interest and said he had been” too willing to tolerate the civilian toll in Gaza, which is pushing support for Israel worldwide to historic lows. Israel cannot survive if it becomes a pariah”.

The loss of public opinion in the West, the continuing genocide case at the International Court of Justice, the erosion of the Jewish consensus, and the nervousness of Israel’s backers – all of these elements point to a strategic defeat for Israel.

Even if the war stops now, the price Israel has paid for the reoccupation of Gaza will be higher than it could have possibly calculated five months ago. But it has yet to realise this. It will.

The views expressed in this article belong to the author and do not necessarily reflect the editorial policy of Middle East Eye.

Palestine: Unity of land, people and struggle

This unifying statement was drafted by committed Palestinians in Palestine and in exile who, like many others, see the attempts to further fragment Palestinians and ensnare them in another decades-long process, posing a grave danger to their national liberation that must be clearly and ethically confronted, Madamasr reports.

Our people in Gaza

Today, we salute you and all our brave martyrs. You are the heart of our struggle. And that is why our adversary tries to break your spirit. We will never forget your sacrifices and never allow the Zionists to succeed.

Our brothers and sisters in Gaza, we have heard your demands. We are doing every possible thing to end the bloodshed, and we must do more. We are fighting to stop the genocidal war on you, to call for sanctions, to lift the blockade that denies you life, to support your return to your homes, to confront complicity with the regime and to resist its murderous impulses. We are mobilizing to reject a return to the normalized massacres and suffocating siege against our people, which were the status quo before this genocide began.

Palestinians everywhere

We have now entered the century of our liberation, and the occupying power is weaker than ever before. This is the moment in which we, the Palestinian people, must collectively rise to seize our victory and free ourselves. Look at Gaza. She is showing us the way, reclaiming our agency and advancing the struggle for a better life, not only in Palestine but beyond it as well.

The colonial Zionist regime ruling us, Israel, is continuing its relentless attempts to erase our presence from our homeland, to annihilate Gaza, to dispossess our residents in the West Bank, and to imprison, torture and kill our people throughout historic Palestine.

As long as we collectively continue to resist, we will emerge victorious.

After more than a century of Zionist colonization and 75 years of an ongoing Nakba and apartheid, we, the Palestinian people, not only remain here, asserting our identity and resisting the colonization of the entirety of our land, which we will never abandon, but we are also getting stronger, with growing international solidarity uniting behind our just cause.

With each generation, we renew our commitment, while the crisis in the Zionist regime grows and intensifies.

Our great people, do not forget your victories.

In 2021, we once again asserted that our story of justice cannot be erased, no matter how cruel and brutal Israeli oppression may be. In our Unity Intifada, we rose with dignity and manifested a simple truth: that Palestinians are one people, that we belong to the whole of Palestine and it belongs to us, and that colonial efforts to dispel, fragment and murder us will fail, just like they failed in every other national liberation struggle.

In 2023, we showed that we are capable of surprising our occupiers, undermining their assumption of invincibility and shattering their delusions that they can maintain their colonial rule with no cost.

Today, Gaza is on the frontlines, but she is not alone. Palestinians are leading our struggle in the streets, among olive groves, underground, in international courts, in prisons, in refugee camps, and in every challenge to the Zionist regime throughout colonized Palestine and in forced exile. Yes, there is paralysis and fear. Our people are facing authoritarian powers attempting to silence us, and in Palestine, the criminal regime and its operators have stoked our fear, arrested and tortured thousands, and killed our comrades, trying to break our will.

But still, our voices are louder and stronger than ever, unleashing the breadth of our passion across the globe. We are rising against the genocide that this colonial regime and its supporters, primarily the United States, are hysterically unleashing on our families in Gaza. Our international allies, foremost among them South Africa, understand that the tides are turning, that this is the time to challenge Western hegemony, and are fighting alongside us for a more just global order.

Meanwhile, security forces serve Israeli interests instead of protecting our people. Undemocratic Arab regimes maintain normalization and complicity. And the confused political class in the West Bank and corrupt and illegitimate Palestinian “rulers and technocrats” busy themselves with new ways to diminish our just cause and give away our rights. They will try to placate and manipulate us into accepting illusions of statehood, repackaging the apartheid regime under the guise of “a two-state solution.” They will talk about a “day after” in Gaza, allegedly to aid our people.

Make no mistake. The offers of a Palestinian state are an illusion. There will never be Palestinian sovereignty without dismantling Zionism. Our people will not be aided without justice. These offers are nothing but a continuation of the immoral, criminal and racist apartheid regime. The partition of Palestine is nothing but a legitimation of Zionism, a betrayal of our people and the final completion of the Nakba.

Despite the moral and political corruption of the so-called leadership, we, the Palestinian people, continue to affirm that our liberation struggle is for a future of freedom and return, justice and dignity between the river and the sea. Our liberation can only be achieved through a unity of struggle, built upon a unity of people and a unity of land.

We therefore call on all 14 million Palestinians everywhere — in Palestine and on its perimeter, in exile distant and near — to unite in action. There can be no “solution” without our refugees returning to their eternal home, which still yearns for them. There can be no day after where Gaza remains under blockade, its people perishing of hunger. There can be no peace without justice. We could never coexist with Zionist colonialism, which is a crime against humanity.

People of Palestine

Palestine has never been and will never be partitioned. We already have our homeland. Palestine is here, where she has always been. We want it to be free and prosperous. We want to reconstitute our people, to welcome our refugees back to their towns, to unify and heal our land, and to build our future together. Our liberated Palestine, with its refugees returned, will be a beacon for the whole of humanity, welcoming all those who want to live here in equality and pursuing freedom and justice everywhere.

Our cause is a just cause. We call on all people of conscience to join us.

We call for a representative, competent and revolutionary leadership that speaks to our national liberation and represents the political consensus of our people. We must end all and any form of collaboration with the oppressor.

United, we will not rest until we dismantle the systems of domination, subjugation and apartheid in all their forms, ending the colonization of our land and people once and for all.

And our struggle will not end until Gaza is redeemed, until Palestine is free.

Palestine is the unity of land, the unity of people and the unity of struggle.

Long Live a United Palestine, Long Live the Palestinian People.

(Source: MEMO)