ما هو صوت “الزنّانة” الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بالحرب النفسية؟

لينا الشوابكة

أذكر مقابلة أجرتها المذيعة الأمريكية المشهورة “أوبرا وينفري” قبل أكثر من 15 عاماً، استضافت خلالها امرأة في الخمسينيات من عمرها تعاني من مشكلة ما زلت أذكرها لشدة غرابتها.

كانت المرأة تعاني من سماع صوت طنين متواصل في إحدى أذنيها، شبّهتهُ بصوت القطار. مازلت أذكرها تماماً، وأذكر الخوف الذي كان ينبعث من عينيها. شرحت حينها معاناتها مع هذا الصوت، وكيف أن رعايتها لأولادها وإنجازها لمهامها بات مستحيلاً مع وجوده واستمراره.

الحالة التي كانت تُعاني منها هذه المرأة هي “الطنين”، وتنجم عن حدوث تغيرات في كيفية مرور الدم عبر الأوعية الدموية.

من يسكن غزة اليوم، قادر على فهم ما مرت به تلك المرأة، فصوت المسيّرات الذي يكاد لا يغيب عن سماء القطاع، يُشبه إلى حد كبير الصوت الذي كانت تصفه المرأة، والذي اصطلح أهالي غزة “صوت الزنانة” لوصفه.

ما هي “الزنّانة”؟

ما يُسميه الفلسطينيون “زنّانة”، هي طائرات استطلاع إسرائيلية تكاد لا تُرى بالعين المجردة، تقوم بمهمات التصوير والتعقب للأهداف المختلفة. وليس هذا فحسب، بل لجأت إليها القوات الإسرائيلية في تنفيذ عمليات استهداف داخل قطاع غزة ما تسبب بوقوع قتلى بحسب هيومن رايتس ووتش، التي قالت إن هناك إساءة في استخدام “الزنانة” من قبل الجيش الإسرائيلي.

وظهرت طائرة “الزنّانة” أول مرة في الجيش الإسرائيلي عام 1969 حين استخدمها لالتقاط بعض الصور من أهداف في الأردن ومصر، وتم استخدام هذه الصور في حرب عام 1973. وكذلك كان لهذه الطائرات دور في اجتياح لبنان عام 1982.

من بين المسيرات الهجومية الأضخم لدى إسرائيل، هي “آي إيه آي إيتان”، وهي طائرات بإمكانها الطيران لمدة تصل إلى 36 ساعة متواصلة، بسرعة 370 كيلومتر في الساعة، وعلى ارتفاع يصل إلى 45 ألف قدم.

آي إيه آي إيتان
التعليق على الصورة،”آي إيه آي إيتان” – المسيّرة الأكبر حجماً لدى إسرائيل

ويُعتقد أن النسخة الأكبر والأقوى منها هي مسيّرة “هرميس 900” التي استخدمها الجيش الإسرائيلي أول مرة في حربه على غزة عام 2014، ثم دخلت الخدمة رسمياً في الجيش عام 2017. وفي الحرب الجارية على القطاع، أعلنت كتائب القسام أنها تمكنت من إسقاط إحدى هذه المسيّرات بصاروخ مضاد للطائرات شرقي مدينة غزة.

"هرميس 900"
التعليق على الصورة،استخدم الجيش الإسرائيلي مسيّرة “هرميس 900” أول مرة في حربه على غزة عام 2014

وفي عام 2005 تمكّنت إسرائيل من تطوير طائرة أُطلق عليها اسم “هيرون”، وهي طائرة تم بيعها للعديد من الدول حول العالم، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل.

أما “طائرة كتمام”، التي صممتها إسرائيل عام 2016 بعد تطويرها للبقاء في الجو عدة أيام متواصلة، فوصفها الخبير التكنولوجي الإسرائيلي مئور فريد في إحدى مقابلاته التلفزيونية بقوله: “إنها عيوننا في غزة”، وأوضح أنها تستطيع القيام بثلاث مهام، وهي: تزويد المعلومات، توجيه القوات في الميدان، والقصف أو التفجير.

هذه الطائرات المسيرة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي، تحدث عنها موقع مستقل متخصص بنشر القدرات العسكرية والدفاعية لعدد من الدول، من بينها إسرائيل.

وعندما تواصلنا مع الجيش الإسرائيلي للتعليق على المسيّرات التي تمتلكها إسرائيل ومدى فعاليتها وألية استخدامها، أجاب بـ”لا تعليق”.

ومع تعدد المسيّرات بأنواعها ووظائفها، إلا أن صوتها واحد.

كيف يصف سكان غزة “الزنّانة”؟

منذ بداية الحرب في غزة، حاولت التواصل مع أكبر عدد ممكن من أهالي القطاع للحصول على مقابلات أو تعليقات حول ما يجري هناك. وتقريباً في كل مرة كنت أتحدث فيها عبر الهاتف إلى أحدهم، كنت أطلب منهم أن يدخلوا إلى منازلهم أو خيامهم حتى أتمكن من سماع صوتهم من دون الطنين في الخلفية. كان بعضهم يضحك ويقول: “حتى لو دخلت إلى المنزل، سوف تسمعينه لا محالة”.

يقول شعبان – العالق حالياً في رفح – لبي بي سي: “تُسيّر إسرائيل ما يزيد عن 10 طائرات في كل مربع سكني صغير على ارتفاعات منخفضة جداً وتصدر أصواتاً مزعجة تتسبب في ضغط نفسي وعصبي، ونحن نعتبره نوعاً من أنواع العقاب الجماعي، حتى الأطفال يواجهون صعوبة في النوم من شدة ارتفاع الصوت”.

ويضيف: “نشعر بأننا مراقبون وملاحقون طوال اليوم. و في الآونة الأخيرة استخدم الجيش الإسرائيلي هذه الطائرات لأغراض إطلاق الرصاص والقذائف على امراة بدون أي سبب، تشعر وكأن الاستهداف على مزاج من يتحكم بها”.

هذه “المعاناة” يمكن رصدها كذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي حينما تكتب كلمة “الزنانة” على موقع “إكس”، حيث ستجد تعليقات على مدار اليوم لغزيين يشتكون منها ومن صوتها.

تغريدات

صدر الصورة،Xالتعليق على الصورة،تغريدات بعض مستخدمين موقع “إكس” حول “الزنانة”

الحرب النفسية – “تعذيب دون لمس”

يقول الخبير العسكري العميد هشام جابر لبي بي سي، “إن صوت طنين الطائرات المسيّرة المرتفع يُحدث إرباكاً ويُشكل مصدر توتر لجميع من يسمعه، ويُعد جزءاً من حرب نفسيّة تحاول إسرائيل ممارستها ضد سكان غزة”.

وشاع استخدام مصطلح “الحرب النفسية” خلال الحرب العالمية الثانية، ومن بين أولى التعريفات للحرب النفسية في الجيش الأمريكي، التعريف القائل إنها “استخدام أي وسيلة بقصد التأثير في الروح المعنوية، وعلى سلوك أي جماعة لغرض عسكري معين”.

وتلجأ بعض الدول إلى استخدام أسلوب “التعذيب بالصوت”. إذ يتم اختيار الموسيقى لتكون صاخبة أو رتيبة إلى حد الملل. وميزة هذا النوع من التعذيب أنه لا يترك أي أثر على السجين أو المُعذَّب، قبل أن ينهار تماماً دون أن يستطيع الادعاء أنه تعرّض للتعذيب (تعذيب دون لمس).

تقول اختصاصية علم النفس الدكتورة فداء أبو الخير لبي بي سي: “علمياً، يُعتبر الصوت الذي يصدر عن الزنانة أحد أساليب التعذيب، لما يسببه من هلع وخوف لدى الكبار والأطفال”.

وتضيف: “صوت الزنّانة يخلق مشاكل نفسية معقّدة، نظراً لعدم انقطاعه على مدار أشهر طويلة، ما قد يتسبب بحدوث نوبات هلع فجائية وتبول لا إرادي، وأرق. ومن الممكن أن تظهر المشاكل في المستقبل وليس بالضرورة خلال الحرب، وقد تتحول إلى ما يُعرف باضطراب ما بعد الصدمة، وحالة من القلق الدائم، وشعور بعدم الأمان ما يخلق مزاجاً سلبياً، وتوقعاً بحدوث الأسوأ دائماً، بالإضافة إلى الخوف من المستقبل والموت.”

هل تمتلك حماس طائرات “زنّانة”؟

في تاريخ 26 فبراير/شباط 2003، كان الإعلان الرسمي الأول لكتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – عن تدشين مشروع إنتاج الطائرات المسيّرة القتالية.

حينها نعت كتائب القسام القيادي نضال فرحات وخمسة من رفاقه، والذين قُتلوا في عملية اغتيال مدبرة وفق بيان الكتائب، إذ فخّخت المخابرات الإسرائيلية أجزاء من طائرة كانوا يعملون على تجهيزها.

وبعد قرابة عامين على مقتله، دشنت دائرة العمل العسكري لحركة حماس في الخارج عام 2005، مشروع “الطائرات بدون طيار”، وبدأت خطوات حثيثة على الأرض لتطوير النماذج الأولى، والتي تولى قيادتها مهندس تونسي وهو محمد الزواري، ومهندس من غزة وهو محمود فارس.

وبحلول عام 2008، تمكن الزواري وفريقه من إنتاج 30 طائرة مسيرة لكتائب القسّام، حملت اسم “أبابيل”.

أبابيل

وفي عام 2014، وتحديداً في الحرب التي سُميت بـ”العصف المأكول”، أطلقت كتائب القسّام “طائرة أبابيل 1” المُسيَّرة، وحلقت فوق وزارة الحرب في تل أبيب لتلتقط صوراً عدّة ونشرت بعضاً منها، في حين قالت إنها تحفظت على الجزء الأكبر منها نظراً لـ “حيوية الصور”، على حد تعبير كتائب القسام حينها.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تستمر الحرب في قطاع غزة رداً على هجوم نفذه عناصر من حركة حماس على بلدات إسرائيلية في منطقة غلاف غزة، إذ تقول السلطات الإسرائيلية إن 1200 شخص قتلوا خلال ذلك الهجوم، فيما قالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 34 ألف فلسطيني قتلوا في قطاع غزة خلال النصف سنة الماضية.

(المصدر: بي بي سي)

الأميركيون أبحروا.. تفاصيل بناء الرصيف الإنساني في غزة

أبحرت من قبرص سفينة دعم بريطانية سيتمركز على متنها مئات العسكريين الأميركيين المشاركين في بناء رصيف بحري في غزة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، كما ذكر مصدر عسكري السبت.

وذكرت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، أن بناء الرصيف بدأ الخميس ويفترض أن يكون جاهزاً للعمل “اعتبارا من بداية مايو”.

القدرة التشغيلية

وتقول الولايات المتحدة إن القدرة التشغيلية لهذه المنصة ستكون في البداية 90 شاحنة مساعدات يوميا ثم 150 شاحنة يوميا.

وستصل المساعدات أولا إلى قبرص حيث ستخضع للتدقيق ثم سيتم إعدادها لنقلها إلى غزة.

وشدد وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس في بيان على الدور “الأساسي” لطاقم سفينة الدعم “كارديغن باي” (Cardigan Bay) التابعة لـ”الأسطول الملكي المساعد” (RFA) في مساهمة المملكة المتحدة في زيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

على صعيد آخر، أعلنت قبرص السبت أن سفينة مساعدات كانت في طريقها إلى غزة وعادت أدراجها بعد مقتل عدد من العاملين الانسانيين بضربة جوية إسرائيلية قبل أسابيع، أبحرت مجددا من الجزيرة في اتجاه القطاع.

وكانت السفينة “جينيفير” قد عادت إلى قبرص مطلع أبريل من دون إفراغ حمولتها من المساعدات المخصصة للقطاع، بعد مقتل سبعة من العاملين مع منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الخيرية بضربة جوية إسرائيلية استهدفت سياراتهم.

وأقرّ الجيش الإسرائيلي بارتكاب “أخطاء فادحة”، مشيرا إلى أنه قصف السيارات لأنه كان يستهدف ما اعتقد أنه “مسلح من حماس”.

وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليس للصحافيين “بعد الحادث المؤسف، تم استئناف الجهود لإرسال المساعدات الإنسانية الى غزة”.

وأضاف “الحاجات (في القطاع) في تزايد دائم وبالتعاون مع الدول التي بدأنا معها هذه المهمة، الامارات والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، استأنفنا المهمة”، متابعا “إنجاز العمل سيحصل خلال الأسبوع المقبل”.

ووفق قناة “سي واي بي سي” المحلية، أبحرت السفينة “جينيفر” ليل الجمعة السبت مع حمولة جديدة من المساعدات لغزة. وبعد ظهر السبت، أظهرت مواقع تتبع الملاحة البحرية أن السفينة قطعت أكثر من نصف المسافة بين الجزيرة والقطاع الفلسطيني.

المجاعة  تهدد أكثر من مليوني شخص

وتؤكد الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية أن إرسال المساعدات عبر الممر البحري من قبرص أو إلقاءها من الجو لا يمكن أن يحل محل زيادة كبيرة في دخول المساعدات الإنسانية من طريق البر إلى القطاع المحاصر حيث يتهدد خطر المجاعة أكثر من مليوني شخص، وفي ظل نقص حاد في التجهيزات الطبية وخروج غالبية المرافق الصحية عن الخدمة جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس.

واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1170 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وتسببت عملية عسكرية إسرائيلية واسعة ردا على الهجوم في كارثة إنسانية وخلفت أكثر من 34 ألف قتيل في قطاع غزة، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

(المصدر: وكالات)

جامعات تنتفض نصرة لغزة.. ما الذي حرك الغضب بقلاع المعرفة الأميركية؟

بثينة فراس

تشهد أشهر الجامعات الأميركية مثل كولومبيا وييل وهارفارد ونيويورك، وغيرها من الجامعات ما يمكن أن يوصف بأنه انتفاضة طلابية عارمة احتجاجا على ما تفعله إسرائيل في حربها على قطاع غزة، واستنكارا للمواقف الأميركية التي بدت متماهية مع الرواية الإسرائيلية.

لم يكن هذا الحراك وليد أيام بل كان ذروة الحشد الذي دأب الطلاب الأميركيون، خاصة في الجامعات العريقة على الإسهام فيه بالمظاهرات والوقفات والاحتجاجات اعتراضا على ما يصفه خبراء الأمم المتحدة بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة على يد الجيش الإسرائيلي.

الآن تدوي شعارات مثل “فلسطين حرة” و “لن نستريح ولن نتوقف، أوقفوا الاستثمارات واكشفوا عنها” -ويقصد هنا الاستثمارات بالكيانات والشركات الداعمة لإسرائيل- في قلاع المعرفة الأميركية، وما زال عدد الجامعات المنضم للحركة في تزايد حتى وقت نشر هذا التقرير.

وبحسب البروفيسور ديفيد بالومبو ليو، أستاذ الأدب المقارن في جامعة ستانفورد فإن المزيد من الشباب الأميركيين يرون أن الدفاع عن فلسطين “اختبار أخلاقي حقيقي للعالم”، مثلما كانت تنظر إليه الفيلسوفة والكاتبة والناشطة الحقوقية الأميركية أنجيلا ديفيس.

وتسعى الجزيرة نت عبر هذا التقرير إلى أن تضيء مختلف جوانب هذا الحراك وتستكشف ما خفي فيه، وتستشرف مآلاته، ولكن من المهم الذكر أنه بينما هناك تشابه كبير بين ما يحصل في الجامعات، فإن هناك اختلافات في كل حالة، منها مثلا اختلاف المهلة التي تعطيها الجامعة للطلاب ليخلوا ساحة الجامعة -والتي تتراوح من ساعات إلى يوم أو يومين- ودرجة عنف الشرطة في التعامل مع المتظاهرين.

ما الذي يجري؟ ولماذا؟

اكتسحت ساحات الجامعات الأميركية انتفاضات طلابية تندد بالحرب الإسرائيلية على غزة وتنادي بعدة مطالب منها وقف إطلاق النار، ووقف التعاون مع جامعات ومؤسسات تعليمية إسرائيلية، وسحب الجامعات لاستثماراتها من الشركات التي لها علاقات بإسرائيل.

بدأت المظاهرات في 17 أبريل/نيسان في جامعة كولومبيا، حيث نظم تحالف طلابي يضم أكثر من 120 منظمة طلابية وأعضاء هيئة التدريس اعتصاما، ونصبوا خياما على أرض الجامعة، ولحقت كولومبيا الجامعات الأميركية الأخرى تباعاً.

لم يكن التضامن مع غزة فحسب هو ما أجج حركة الاحتجاجات في الجامعات الأميركية، بل كان اعتقال الطلبة في جامعة كولومبيا ومعاقبتهم بعد استدعاء رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق شرطة نيويورك لفض الاعتصامات، بمثابة تيار الهواء الذي غذى ضرام المظاهرات ودفع الكيانات الطلابية للانخراط فيها.

ومن أهم مطالب هذه الاحتجاجات سحب الاستثمارات ووقف التعاون مع الشركات الإسرائيلية خصوصا العاملة في مجالات التسليح، في جامعتي ييل وكورنيل المرموقتين، وفي جامعة كولومبيا دعا الطلاب لبيع أسهم الجامعة في الصناديق والشركات التي يقول الناشطون إنها تستفيد من غزو إسرائيل لغزة، مثل غوغل وإيربنب حسب تقرير لنيويورك تايمز.

ما حجم هذا الحراك؟ ومن يقوده؟

يمتد هذا الحراك ليشمل أهم الجامعات الأميركية وأعرقها والتي توصف بأنها معقل للتميز ولنخبة المفكرين والسياسيين الأميركيين، والتي تشمل جامعات رابطة اللبلاب (Ivy league universities) وقد أثار انتشار الحركة المناصرة لغزة حفيظة المنظمات والشخصيات الداعمة لإسرائيل.

يقود الحراك نواد طلابية في الجامعات، والكثير منها نواد يهودية تنادي بالسلام، حيث يشارك بالاعتصامات طلاب من شتى الجنسيات والديانات والأعراق. فقد شارك نادي “الطلاب من أجل العدالة في فلسطين” في الاعتصامات التي أقيمت في جامعة كولومبيا في مانهاتن، وجامعة رايس في هيوستن، وجامعة تكساس في أرلينغتون، وهو ناد طلابي عادة ما يؤسسه طلاب مناصرون لفلسطين في جامعاتهم، ولا يقتصر على الطلبة المسلمين أو العرب، بل الانضمام إليه مفتوح لجميع الطلاب بمختلف أعراقهم وجنسياتهم، وتعكس الصور والمقاطع والتصريحات الطلابية هذا التنوع.

كما شارك العديد من الطلبة اليهود في الاحتجاجات، وفي كولومبيا بالتحديد كان أحد المنظمين، النادي الطلابي “الصوت اليهودي من أجل السلام”.

وقد أبدى النشاط الطلابي في الجامعات الأميركية درجة من التنظيم، فمن الجدير بالملاحظة أن الطلاب المنظمين من رواد جامعات اشتهرت بتحصيلها العلمي وشروط القبول الصعبة والمعايير الرفيعة، وعادة ما تبدأ الاحتجاجات بنصب الطلاب مخيمات في الحرم الجامعي، يصاحبها تصريحات مكتوبة بلغة أكاديمية على مواقع النوادي الطلابية تطالب الجامعة والسياسيين بوقف إطلاق النار ووقف تمويل الشركات المرتبطة بإسرائيل، ورفع شعارات تنادي بالحرية لفلسطين منها “بينما تقرأ هذا النص غزة تنزف” في جامعة كولومبيا، و”المتبرعون والأمناء الصهاينة ابتعدوا عن جامعاتنا” في جامعة نيويورك.

من يدعم هذه الأنشطة المؤيدة للفلسطينيين؟

تلقت الحركة دعما من داخل الجامعات وخارجها، حيث انتقد العديد من هيئة التدريس وطاقم الجامعة في كولومبيا بمن فيهم الأساتذة الجامعيون قرار اعتقال الطلاب، واحتج المئات منهم على ذلك في وقفة حمل فيها الأساتذة شعارات تشيد باعتصامات الطلاب وتطالب برفع العقوبات عنهم.

ويبدو أن تعاطي رئيسة جامعة كولومبيا الأمني مع الاحتجاجات، والذي دفعها للطلب من الشرطة أن تتدخل وتدخل حرم الجامعة لأول مرة منذ 50 سنة -وفقا لتصريح الرئيسة ذاتها- أسدى خدمة هائلة للقضية الفلسطينية حيث كان هذا هو الفتيل الذي أورى زناد الطلبة حول البلاد.

ففي جامعة جورجتاون وفي اعتصام أقامه الطلاب والأساتذة في 25 أبريل/نيسان نشرت مجموعة “أعضاء هيئة التدريس والموظفين في جامعة جورجتاون من أجل العدالة في فلسطين” تصريحا قالت فيه: “نحن ندعم بقوة حق طلاب جامعة كولومبيا والجامعات الأخرى بحرية التعبير والتجمع السلمي والاحتجاج، وندين حملة شرطة نيويورك الأخيرة على معسكر غزة (يقصد هنا التجمع الطلابي)”.

ومن غير الواضح وجود دعم مالي للطلاب نظرا لبساطة الاعتصامات، بل إن المشاركة فيها لها عواقب تنعكس على الطلاب أنفسهم ومسيرتهم الجامعية، وكان أحدَ المتضررين ابنة النائبة الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي إلهان عمر وطالبتان أخريان -إحداهما في سنتها الأولى وبداية مسيرتها الأكاديمية- واللائي أوقفتهن جامعة كولومبيا من بين مئات المتظاهرين، ومن الملاحظ أن ذلك حصل في اليوم الذي تلا استجواب إلهان عمر لإداريين بالجامعة بشأن سوء معاملتهم للطلاب المعتصمين في الحرم الجامعي والمناهضين لحرب إسرائيل على غزة.

ما الإجراءات التي اتخذتها الجامعات في مواجهة هذا الحراك؟ ولماذا كانت قاسية بحق مؤيدي فلسطين؟

تكاد انتفاضة الطلاب والاعتقالات التي لحقتها تكون غير مسبوقة في تاريخ أميركا الحديث، ويرى الكثيرون أن إشراك الشرطة في جهود مديري الجامعات الهادفة لإسكات الطلاب وقمع هذه المظاهرات هو أحد أنواع الرقابة وقمع حرية التعبير، وهو ما عانى منه الطلاب المناصرون لفلسطين في جامعاتهم منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

وعلق باسم خواجة، وهو محاضر في كولومبيا، وخبير بحقوق الإنسان لغارديان على اعتقالات الطلاب واستدعاء نعمت شفيق لشرطة نيويورك لفض الاعتصامات: “لا يبدو أن أيا من هذه الإجراءات اتخذت لتهدئة الأمور، كما أن ما حصل غير ضروري البتة. هذا الاحتجاج كان بكل المقاييس احتجاجا سلميا. كانت مجموعة من الطلاب تخيم على العشب في وسط الحرم الجامعي، ولا يختلف هذا عن الحياة اليومية في الحرم الجامعي”.

وكانت نتيجة هذه الإجراءات عكسية، حيث عاود الطلاب في عدة جامعات التظاهر ونصب الخيام حتى بعد اعتقالهم، بل وصل الأمر لأن تشتبك الشرطة مع المحتجين في نيويورك، وفي جامعة أوستن في تكساس -حيث حدثت اعتقالات- وفي لوس أنجلوس في جامعة جنوب كاليفورنيا يوم الأربعاء 24 من أبريل/نيسان.

ويبدو أن طرق القمع تزداد عنفا وضراوة حيث اعتدت الشرطة على مصور صحفي بجامعة تكساس الخميس 25 أبريل/نيسان. كما استخدمت الشرطة يوم الجمعة 26 أبريل/نيسان في جامعة إيموري في ولاية جورجيا صواعق كهربائية ضد طلاب كانوا مقيدين، وأطلقت الرصاص المطاطي والغاز المدمع ورذاذ الفلفل على المتظاهرين، كما قيد ضباط شرطة بعنف أساتذة الجامعة الذين كانوا يدعمون احتجاجات الطلاب مثل الأستاذة نويل مكافي رئيسة قسم الفلسفة وأستاذة الاقتصاد كارولين فوهلين.

هذا الوضع جعل الجامعات بين سندان الاحتجاجات ومطرقة السياسة، إذ زار رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، جامعة كولومبيا يوم الأربعاء 24 أبريل/نيسان، ودعا رئيسة الجامعة شفيق إلى الاستقالة إذا لم تتم السيطرة على الاحتجاجات التي نشرت “فيروس معاداة السامية” للجامعات الأخرى حد تعبيره. وقد لاقى تصريحه ردود فعل سلبية من الطلاب الذين نعتوه بأنه “مقزز”.

كما وجه 26 عضوا في الكونغرس الأميركي رسالة إلى وزير العدل ميريك غارلاند يطالبونه فيها باستعادة “النظام في الجامعات التي تم إغلاقها من قبل العصابات المعادية للسامية التي تستهدف الطلاب اليهود.” وقد علقت ماريان هيرش، أستاذة الأدب والأدب المقارن في جامعة كولومبيا على هذه الأحداث في مؤتمر صحفي أمام منزل شفيق قائلة: “لا أستطيع إلا أن أوافق على أن ما حصل مدفوع بمحاولة تهدئة وإرضاء أعضاء الكونغرس الذين يحاولون التدخل في إدارة هذه الجامعة، بل وجميع الجامعات الأميركية”.

ومن المهم لفت الانتباه إلى أن الجامعات الأميركية العريقة تواجه تهديدا بوقف التمويل من المتبرعين الداعمين لإسرائيل وللصهيونية. وفق تقرير لشبكة سي إن إن، فقد هدد متبرعون لجامعة هارفارد وجامعة بنسلفانيا بقطع علاقاتهم بالجامعات ردا على انتشار الخطاب المعادي لإسرائيل والمعادي للسامية في الحرم الجامعي، حسب وصفهم، وقد خسرت هذه الجامعات عدة ممولين بالفعل. وبالرغم من أن قطع التبرعات وإنهاء الدعم المالي قد لا يتسبب في أضرار مالية فورية، فإنه يمكن أن يؤثر على الجامعات على المدى الطويل.

ولبيان أثر المتبرعين في رسم السياسات الخاصة بالجامعات يمكن أن نذكر الملياردير ليزلي ويكسنر مالك فيكتوريا سيكرت وأحد مؤسسي باث أند بودي ووركس والذي قطع علاقاته بجامعة هارفارد لأن ردة فعل الجامعة على هجمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم تكن بالشراسة الكافية.

وكذلك مدير وول ستريت التنفيذي مارك روان الذي دعا قادة جامعة بنسيلفانيا للاستقالة ودعا المتبرعين الآخرين لسحب الدعم المالي، والملياردير رونالد لودر الذي هدد بقطع التبرعات إذا لم تعزز الجامعة دعمها لإسرائيل وتحارب معاداة السامية، والملياردير كينيث غريفين الذي تبرع بأكثر من نصف مليار دولار لجامعة هارفارد في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي والذي قال في محادثة خاصة مع بيني بريتسكر في هارفارد إن على الجامعة الدفاع عن إسرائيل بقوة.

لم يكن غريفين الممول الوحيد الذي طلب من جامعة مرموقة أن تندد بتلاميذها لانتقادهم إسرائيل بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث جاءت أغلب المطالب من وراء الكواليس من ممولي وول ستريت، وهم مسؤولون عن تمويل الكثير من الجامعات المشهورة في أميركا بما في ذلك جامعة بنسلفانيا، وجامعة نيويورك، وجامعة ستانفورد، وجامعة كورنيل.

كذلك فإن إسرائيل تضغط على الجامعات الأميركية، فقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما يحصل في الجامعات بالفظيع، قائلا إن الطلاب المحتجين هم مجموعة من الغوغاء المعادين للسامية الذين احتلوا الجامعات الأميركية المتقدمة، واتهمهم بمهاجمة الطلبة والأساتذة اليهود، وبغض النظر عن أن ادعاءاته تنقصها الأدلة، فإنها تتجاهل أيضا حقيقة أن الكثير من الطلبة المحتجين يهود، حتى إن بعضهم لجؤوا إلى ارتداء قمصان يشيرون فيها إلى هويتهم.

وعلق الكوميدي الساخر باسم يوسف على كلام نتنياهو والاعتقالات التي صاحبته على منصة إكس  قائلا: “كنت أعتقد سابقا أن إسرائيل دولة عميلة لأميركا، لأن الولايات المتحدة تمولها. أعتذر عن اللبس، حكومة الولايات المتحدة هي العميلة لإسرائيل، يتلقى حكام الولايات، وأعضاء مجلس الشيوخ، ومجلس النواب بوضوح أوامر من زعيم دولة أجنبية لاعتقال طلاب أميركيين. لماذا نتكلف وننفق 20 مليار دولار على حملات رئاسية في الولايات المتحدة؟ لدينا بالفعل رئيس يقيم في تل أبيب. يحيى الرئيس بيبي”.

هل اتخذت الجامعات المعنية أي إجراءات مماثلة ضد مؤيدي إسرائيل؟ وكيف تعاملت معهم؟

لم تواجه احتجاجات الطلبة الإسرائيليين أو نشاطاتهم الرد نفسه الذي واجهه الطلاب المناصرون لإسرائيل، بل إن الجامعات صبت جل تركيزها على حمايتهم ورعاية مشاعرهم في مجتمعاتها الطلابية، بخلاف الطلبة المناصرين لفلسطين الذين حولهم موقفهم من طلاب يرتادون أرقى الجامعات الأميركية إلى خطر يهدد أمن الجامعة حسب ما يقوله نقاد الحركة.

بل إن تصرف الجامعات من تجريم هذه الاحتجاجات يتوافق مع السردية التي دفعت مجلس النواب الأميركي لمساواة معاداة السامية بمعاداة الصهيونية، ووفقا لهذا المنطق، فإن أي احتجاج أو اعتصام مناهض لإسرائيل يعتبر معاديا للسامية.

وفي تصريح خصص ردا على نتنياهو لكنه يصلح للرد على أعضاء الكونغرس الذين يؤيدون قمع الاحتجاجات، قال المرشح الرئاسي السابق بيرني ساندرز “لا يا سيد نتنياهو، القول إن حكومتك قتلت 34 ألفا في 6 أشهر ليس معاداة للسامية ولا مناصرة لحركة حماس، والقول إنك دمرت بنية غزة التحتية ونظامها الصحي و221 ألف مسكن ليس عداء للسامية”.

يصعب التكهن بمصير الاحتجاجات وهل ستنجح السلطات في إخمادها مستغلة اقتراب الامتحانات النهائية؟ أم تتحول المظاهرات الطلابية  التي بدأت في أميركا وأشعلتها شفيق بلجوئها للحل الأمني مع الطلاب الجامعيين، إلى حراك جامعي دولي؟، بعد أن شهدنا دخول صروح علمية في أستراليا وفرنسا وإيطاليا على خط الاحتجاجات، الداعية إلى وقف القتل في غزة.

المصدر : الجزيرة

فض اعتصام وموجة اعتقالات للطلبة المتضامنين مع غزة بالجامعات الأميركية

فضت قوات الأمن اعتصام طلاب جامعة نورث إيسترن في مدينة بوسطن غرب الولايات المتحدة بالقوة، وحطمت الخيام وأغلقت ساحة الاعتصام بالحواجز الحديدية، وتزامن ذلك مع حملة اعتقالات في جامعات أخرى تشهد اعتصامات للتضامن مع الفلسطينيين والتنديد بالحرب الإسرائيلية على غزة.

وذكر مراسل الجزيرة أن أكثر من 100 طالب تم اعتقالهم خلال عملية فض اعتصام طلاب جامعة نورث إيسترن التي جرت فجر اليوم السبت بالتوقيت المحلي، وانتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن بعضها في زي مكافحة الشغب حول منطقة الاعتصام وعند مداخل الجامعة لمنع تجمع الطلاب من جديد.

وبينما تقول إدارة الجامعة وسلطات بوسطن إن الاعتصام ينتهك قواعد السلوك الطلابي، يعاود العشرات من الطلبة التجمع من حين إلى آخر أمام قوات الشرطة ويرددون الهتافات المطالبة بوقف حرب الإبادة في غزة ووقف قمع الاحتجاجات الطلابية السلمية.

توسع الاحتجاجات المساندة لفلسطين بالجامعات الأميركية

وفي العاصمة واشنطن، وجه الطلاب المشاركون في الاعتصام المفتوح في جامعة جورج واشنطن دعوة إلى التضامن معهم مع دخول اعتصامهم يومه الثالث، وأكد الطلاب استمرار اعتصامهم رغم التهديدات بفضه وبتعليق عضوية المشاركين في الجامعة.

كما دعا المعتصمون إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي واجه عنفا فظيعا على مدى الأشهر الستة الماضية بسلاح تموله أموال دافعي الضرائب الأميركيين وأقساط الطلاب الجامعيين، وفق بيان لهم.

اعتقالات ودعوة للتحقيق

من جانبها، طالبت إدارة جامعة بنسلفانيا (غربي البلاد) الطلاب المعتصمين في الحرم الجامعي بفض التجمع بسبب ما قالت إنها انتهاكات صارخة لسياسات الجامعة. وقالت في بيان إنها دعمت حقوق الجميع في الاحتجاج السلمي، ولكنها مجبرة على حماية سلامة وأمن مجتمع الحرم الجامعي بسبب “تقارير موثوقة عن سلوك المضايقة والترهيب” على حد قولها.

وشجبت الجامعة ما قالت إنه تخريب تمثال أمام مبنى الجامعة بكتابات معادية للسامية، مشيرة إلى أنها ستحقق في ذلك باعتباره جريمة كراهية.

في المقابل، أعرب الطلاب العرب في جامعة بنسلفانيا عن خيبة أمل إزاء مزاعم الجامعة قبل إجراء تحقيق مناسب وعادل. وقال تجمع لهم في بيان “إننا ندعو إلى مزيد من التحقيق في حادثة الكتابة على الجدران ونناشد الجامعة أن تأخذ بإفادة شهود كانوا حاضرين أثناء تلك الانتهاكات”.

ودعت رابطة الطلاب المسلمين في جامعة بنسلفانيا الإدارة إلى دراسة إجراءاتها المستقبلة بعناية، والتأكد من توافقها مع مبادئ الجامعة المتعلقة بالمساواة والعدالة.

وشهدت جامعة أوهايو (غربي البلاد) موجة اعتقالات استهدفت 36 شخصا بينهم 16 طالبا على خلفية مشاركتهم في مظاهرات التضامن مع الفلسطينيين، وقال بن جونسون الناطق باسم الجامعة إن قوات الأمن اعتقلت الطلاب والمشاركين الآخرين بتهمة “الدخول بدون إذن إلى حرم الجامعة” وأكد أن الاعتقالات جاءت بعد تحذيرات عدة لهم بفض المظاهرة والمعسكر الذي نصبوه داخل الحرم.

من جهة أخرى، صوّت مجلس جامعة كولومبيا في نيويورك لصالح قرار يدعو للتحقيق مع إدارة الجامعة، بعد استدعاء الشرطة لطلبة متضامنين مع قطاع غزة. ويتهم القرار الإدارة -وفي مقدمتها رئيسة الجامعة نعمت مينوش شفيق (من أصول مصرية)- بانتهاك البروتوكولات المعمول بها وتقويض الحرية الأكاديمية وانتهاك حقوق الإجراءات القانونية الواجبة لكل من الطلاب والأساتذة.

وتعرضت مينوش لانتقادات كبيرة إثر قرارها الأسبوع الماضي استدعاء شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي، والتي قامت باعتقال أكثر من 100 طالب متضامن مع غزة، وكذلك بسبب شهادتها السابقة أمام الكونغرس، والتي اتهمها فيها أساتذة جامعيون بالاستسلام لمطالب الجمهوريين بالكونغرس بشأن حرية التعبير وتأديب الطلاب والأساتذة.

قلق أممي

وأثار تعامل السلطات الأميركية مع اعتصامات الطلبة عبر الجامعات قلق مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وقال متحدث المفوضية جيرمي لورانس لوكالة الأناضول- إن اعتقال مئات الطلاب في الجامعات الأميركية “يمثل رد فعل شديد القسوة من قبل الشرطة على الاحتجاجات الداعمة لفلسطين”.

وأكد لورانس أن الحق في حرية التعبير والتجمع أمر أساسي، وأضاف أن المفوضية على علم بالتقارير عن “معاداة السامية” و”معاداة الإسلام” في الاحتجاجات، مشددا على أنه يجب أيضا إدانتها وإيقافها.

وفي 18 أبريل/نيسان الجاري، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.

ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات بمختلف ربوع الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكارولينا الشمالية.

ولاحقا، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين، بالولايات المتحدة، إلى جامعات أخرى في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا شهدت جميعها مظاهرات داعمة لتلك التي عرفتها الجامعات الأميركية، ومطالبات بوقف الحرب على غزة، ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

UN experts demand safe passage for Freedom Flotilla’s humanitarian mission to Gaza

UN experts today demanded safe passage for the Freedom Flotilla Coalition, whose ships departing Türkiye will be carrying 5,500 tonnes of humanitarian aid and hundreds of international humanitarian observers to the besieged Gaza Strip. “As the Freedom Flotilla approaches Palestinian territorial waters off Gaza, Israel must adhere to international law, including recent orders from the International Court of Justice to ensure unimpeded access for humanitarian aid,” the experts said.

They issued the following statement:

“Two hundred days into Israel’s siege and genocidal violence, including an unprecedented starvation campaign against the Palestinian people in Gaza, the situation continues to deteriorate. After a 17-year blockade against Gaza, Israel has now created a famine by cutting off the regular supply of water, food and critical goods into Gaza, destroying livelihoods, the food system and civilian infrastructure. Failing to comply with its humanitarian obligations as the occupying power, Israel is also restricting humanitarian aid, intentionally bombarding humanitarian convoys, and targeting both aid workers and civilians seeking aid.

The Freedom Flotilla Coalition is a civilian peaceful initiative whose ships departing Türkiye will be carrying 5,500 tons of humanitarian aid and hundreds of international humanitarian observers to the besieged Gaza Strip. Comprising a diverse coalition of human rights activists, including lawyers, doctors, nurses, journalists, parliamentarians and politicians, the convoy aims to deliver life-saving aid directly to the besieged people of Gaza, legitimately challenging Israel’s control over the entry of humanitarian assistance. Besieging a civilian population is unlawful.

The Freedom Flotilla Coalition’s demands include an immediate, unconditional, and permanent ceasefire, unrestricted access to humanitarian aid, and an end to the illegal blockade of the Gaza strip. The convoy is scheduled for imminent departure.

The Flotilla is a material manifestation of international support for the ongoing Palestinian struggle for freedom and self-determination, and the internationally recognised right to receive humanitarian aid without interference or hindrance. Support for the Palestinian people’s human rights is acute under the current conditions of genocide, domicide, war crimes, and crimes against humanity. We are witnessing purposefully induced famine amid the wholesale destruction of homes and hospitals. Disease is quickly spreading because millions of people were forced out of their homes, targeted, maimed or wounded, and left unable to be treated in highly unsanitary conditions, and are now living in makeshift and overcrowded shelters. The level of trauma and distress will impact Palestinians for generations.

Countries are not complying with their obligations to end Israel’s genocide and starvation in Gaza. In fact, many countries continue supporting Israel with weapons, funds and political support: this may make them complicit in Israel’s genocide and starvation. This is why civilians, like the Freedom Flotilla participants, are increasingly showing their solidarity by protecting and fulfilling Palestinian human rights through direct action. They express the will of a global movement, especially sustained by youth worldwide, to bring the horrors in Gaza to an end – in the interest of both Palestinians and Israelis.

The Freedom Flotilla has the right of free passage in international waters and Israel must not interfere with its freedom of navigation, long recognised under international law. As the Freedom Flotilla approaches Palestinian territorial waters off Gaza, it is essential for Israel to adhere to international law, including recent orders from the International Court of Justice to ensure unimpeded access for humanitarian aid.

In 2010, Israel intercepted and attacked the Freedom Flotilla’s civilian ships in international waters, killing 10 passengers and wounding many others. At the time, the Freedom Flotilla had attempted to break the Israeli blockade by delivering humanitarian aid to Palestinians in Gaza.

We are especially concerned for the safety of the participants of the Freedom Flotilla in light of Israel’s repeated targeted attacks against UN and civilian humanitarian missions. Israel should remember that the world is closely watching and refrain from any hostility against the participants of the flotilla.”

ENDS

(Source: Freedom Flotilla Coalition)

Students maintain pro-Palestine encampment in US capital for second straight day

Pro-Palestine students continued their encampment at George Washington University (GW) campus in the heart of the US capital on Friday, despite widespread crackdowns on university protests across the country.

Students from various Washington-based universities, along with academics and activists, gathered at GW campus for a second day to express solidarity with Palestinians and demand that their universities divest from financial ties with Israel.

The students established the encampment on GW’s university yard early Thursday, located just over three blocks from the White House.

Protests are sweeping college campuses nationwide following a police attempt to clear a pro-Palestine encampment at Columbia University, resulting in the arrest of over 100 students.

Police erected barricades around the encampment in early hours of Friday, restricting access to the area. However, students remained steadfast, refusing to leave until their demands are met, while others continued their protests outside the camp.

In an interview with Anadolu, Selina Al Shihabi, a 20-year-old undergraduate student at Georgetown University, said the students are demanding their universities to immediately divest from companies “that are supporting the Israeli Defense Forces (IDF) and are actively contributing to this genocide.”

“We demand that it stops. And in solidarity with the people of Gaza, we have created camps to demonstrate how people in Gaza have lost their homes, and are currently now living out of tents,” she explained.

“We don’t plan to leave until the university divests,” she stressed.

Samar Saeed, a PhD student at Georgetown University, called for an “end to the Israeli genocide in Gaza,” highlighting the US role in funding the conflict in the Palestinian enclave.

“This genocide has been funded by the US. And we’re here to remember that Israel has destroyed all the universities in Gaza,” she said. “They have killed professors, students and staff.”

Besan Jaber, a Palestinian-American graduate student, pointed to the US’s role in the Israel’s war on Gaza, saying: “This is a US war.”

“And that’s something we I think the majority of us here truly believe that. Our messages for our universities as academic institutions were demanding that they’re not complicit, and they have no ties at all,” she said.

“The message is clear, it is disclose, divest, and boycott. We need to know what kind of financial ties do they have, they need to disclose everything,” she added.

Protests have been reported at a wide array of campuses from California State Polytechnic University, Humboldt; Yale University; University of Minnesota – Twin Cities; Swarthmore College and the University of Pittsburgh in Pennsylvania; the University of Rochester in New York; the Massachusetts Institute of Technology, Tufts University and Emerson College in Massachusetts and the University of Michigan in Ann Arbor.

Israel has waged a brutal offensive on the Gaza Strip since a cross-border attack by the Palestinian group Hamas on Oct. 7, which Tel Aviv said killed around 1,200 people.

More than 34,300 Palestinians have since been killed, mostly women and children, and nearly 77,300 injured amid mass destruction and severe shortages of necessities.

(Source: AA)

Saudi Arabia to host Arab, EU diplomats for talks on Gaza war

Top Arab and European diplomats are expected to begin arriving in the Saudi capital this weekend for an economic summit and meetings on the war in Gaza, diplomatic officials said on Friday.

The two-day World Economic Forum special meeting, scheduled to begin in Riyadh on Sunday, includes in its official program appearances by the Saudi, Jordanian, Egyptian and Turkish foreign ministers.

A Gaza-focused session on Monday is set to feature newly appointed Palestinian Prime Minister Mohammad Mustafa, Egyptian Prime Minister Mostafa Madbouly and Sigrid Kaag, the United Nations aid coordinator for the Gaza Strip.

French Foreign Minister Stephane Sejourne is among European officials traveling to Riyadh during the summit for talks on the war, which erupted with Hamas’s unprecedented October 7 attack on southern Israel in which terrorists murdered some 1,200 people, mostly civilians, and took 253 hostages.

“Discussions with European, American and regional counterparts on Gaza and the regional situation are planned in Riyadh,” a diplomatic source said on Friday.

Sejourne’s objectives for the trip include working towards the release of the hostages seized during the Hamas attack and achieving a lasting ceasefire, said Christophe Lemoine, spokesperson for the French foreign ministry.

French Foreign Minister Stephane Sejourne attends a meeting on the second day of a G7 foreign ministers meeting on Capri island, Italy, April 18, 2024. (Remo Casilli/Pool via AP)

He will also travel to Israel and the Palestinian territories and plans to “reiterate to the Israelis our firm opposition to an offensive on Rafah,” Lemoine said, referring to the southern city where much of Gaza’s population has sought refuge.

German Foreign Minister Annalena Baerbock is due to arrive Monday in Riyadh to meet officials including Kaag and Sheikh Abdullah bin Zayed Al Nahyan, foreign minister of the United Arab Emirates, said spokesperson Sebastian Fischer.

“The visit will be about working on the many different flashpoints of the crisis in the Middle East, on de-escalation and on making progress towards a peaceful future,” Fischer told reporters in Berlin on Friday.

“As you all know, the Gulf states also have an important role to play here.”

Saudi Arabia’s neighbor Qatar hosts a Hamas political office and has served as a mediator in talks that have so far failed to secure a durable ceasefire and the release of the 129 hostages who remain in Hamas captivity in Gaza.

Saudi Arabia has never recognized Israel, but before the Hamas attack, United States President Joe Biden’s administration was hoping it would do so as part of a landmark deal that would also see Riyadh and Washington ramp up their security partnership.

(Source: Times of Israel)

Anger grows over ‘ideological’ crackdown on pro-Palestine protests

Patrick deHahn

Student protest encampments continued at universities across the US on Friday, while anger grew over reports of police brutality during mass arrests at some schools.

As mass arrests were conducted at institutions including Columbia University, the University of Southern California, the University of Texas at Austin and elsewhere, members of faculty have been denouncing school leadership to demand safety and freedom for students.

“As Faculty for Justice in Palestine, we fully support the strength and clarity of purpose that our students are bringing in asking for disclosure and divestment from weapons of destruction,” a Yale University professor told The National.

“And we do not want a university to be profiting from the death and slaughter of Palestinians in Gaza or anywhere else.”

Colleges and universities have become sites of student protests demanding a ceasefire in the Israel-Gaza war and also that their schools divest from financial connections that support Israel’s actions in the occupied Palestinian territories.

Despite more than 45 people being arrested at Yale earlier in the week, a protest encampment still stands on the campus. An anti-war hunger strike also took place, but it recently ended.

“The fact that they are being criminalised and silenced is an ideological stance that the university leadership is taking and we condemn that,” the Yale professor added.

And it is not only US universities that are seeing protest movements: Dozens of students rallied at University College London, with banners calling it “complicit in genocide” and demanding it “divest from death”, while protesters at Paris’s Sciences Po university blocked an entrance to the school.

In Berlin, 150 police officers moved to ban a protest camp set up near the German parliament building.

Policing and arrests

While Secretary of State Antony Blinken said the protests were a “hallmark of our democracy”, some raised alarm over the police response to the demonstrations.

Ohio State University student newspaper The Lantern confirmed that state troopers had been using “long-range firearms” on a building roof overlooking a pro-Palestine student protest on campus, citing a university representative, after social media photos of the officers inflamed conversation over policing.

Emory University in Georgia was the site of several incidents on Thursday, including the arrest of a number of professors.

Republican Representative Mike Collins of Georgia posted a video compiling instances of police conducting the mass arrests of 28 people at the school.

The video also showed footage of police officers repeatedly using a Taser on a person lying handcuffed on the ground.

“We don’t give them time to encamp,” Mr Collins wrote. “Tazers set to stun!”

Noelle McAfee, a department chairwoman at the university, was seen being handcuffed in a viral video, while asking the videographer to tell the philosophy department that she had been arrested.

Ms McAfee later told a local NBC affiliate that she was observing a student being “pummelled” by officers.

“I stood on my campus, I stood to prevent somebody being beaten to death, so that was disorderly conduct,” she said.

A CNN video showed Caroline Fohlin, a tenured economics professor, approaching police officers leaning on to a person on the ground and asking what they were doing.

As she was speaking to the officers, another officer threw her to the ground to handcuff her, while she identified herself as a professor.

The Atlanta-Journal Constitution reported on Friday that Ms Fohlin had been charged with simple battery against a law enforcement officer.

Charges against 57 people at the University of Texas protest were dismissed on Friday, The Austin American-Statesman reported.

Dozens of faculty members sent a letter on Friday to the Yale president, provost and deans to drop all criminal charges against protesters.

Human rights organisations such as the American Civil Liberties Union, Human Rights Watch and others issued warnings and condemnation of university leaders.

The ACLU published an open letter to school presidents arguing that academic freedom and free speech be protected on campuses. It also urged leaders to not “single out particular viewpoints for censorship, discipline, or disproportionate punishment” and that they “protect students from discriminatory harassment and violence”.

“As protests spread to campuses across the country, university administrations should be careful not to mislabel criticism of Israeli government policies or advocacy for Palestinian rights as inherently anti-Semitic or to misuse university authority to quash peaceful protest. Instead, universities should safeguard people’s rights to assembly and free expression,” said Lou Charbonneau, UN director for Human Rights Watch.

The Knight First Amendment Institute at Columbia University condemned American universities resorting to policing in response to the protests.

“The large-scale deployment of armed officers to suppress peaceful protest on college campuses around the country is a shocking development,” executive director Jameel Jaffer said in a statement.

“This response to peaceful protest is an assault on free speech – and it is also deeply reckless.”

(Source: The National)

It could take 14 years to clear debris in Gaza: UN

The vast amount of rubble including unexploded ordnance left by Israel’s devastating war on the Gaza Strip could take about 14 years to remove, a United Nations official said today, Reuters reported.

Israel’s military campaign against Gaza has reduced much of the narrow, coastal territory of 2.3 million people to a wasteland with most civilians homeless, hungry and at risk of disease.

Pehr Lodhammar, senior officer at the United Nations Mine Action Service (UNMAS), told a briefing in Geneva that the war had left an estimated 37 million tonnes of debris in the widely urbanised, densely populated territory.

He said that although it was impossible to determine the exact number of unexploded ordnance found in Gaza, it was projected that it could take 14 years under certain conditions to clear debris, including rubble from destroyed buildings.

“We know that typically there’s a failure rate of at least 10% of land service ammunition that is being fired and fails to function,” he said. “We’re talking about 14 years of work with 100 trucks.”

At least 34,305 Palestinians have been killed and 77,293 wounded in Israel’s military offensive on Gaza, while tens of thousands are missing, thought to be trapped under the rubble of their homes.

(Source: MEMO)