يوم تحرير الرهائن الأربعة “أحد أكثر الأيام دموية في حرب غزة حتى الآن”

يصف أهالي مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة، مشاهد مرعبة وقعت إبان الهجوم الذي شنّه الجيش الإسرائيلي يوم السبت حيث تمكّن من تحرير أربع رهائن.

ويضع الجيش الإسرائيلي عدد القتلى جرّاء عملية تحرير هؤلاء الرهائن دون المئة قتيل، لكن الأرقام الأخيرة الواردة من غزة، إذا ما تأكدت، فسنكون إزاء أحد أكثر أيام هذه الحرب دموية حتى الآن.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن 274 شخصا، بينهم أطفال، قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي على المخيم المكتظ بالسكان.

وقد نشرت أخبار عودة المختطَفين إلى عائلاتهم السرور في إسرائيل. وفي الولايات المتحدة، رحّب الرئيس جو بايدن بالأخبار ذاتها.


لكن لا تزال موجات من النقد تتعالى إزاء كلفة العملية في داخل قطاع غزة على صعيد عدد القتلى، مما دفع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى القول إنه يدين هذه العملية “بأشد العبارات”.

وكتب بوريل على منصة إكس (تويتر سابقا) يقول إن هناك “تقارير مرعبة ترِد من غزة عن مذبحة أخرى للمدنيين”.

في المقابل، قال وزير إسرائيلي، إنه كان أولى بالاتحاد الأوروبي أن يدين حماس على الاختباء وراء المدنيين، بدلا من أن يدين إسرائيل على حماية مواطنيها.

على الجانب الآخر، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن قوات خاصة نفذت عملية إنقاذ المختطفين “تحت نيران كثيفة”. وقد أصيب أحد عناصر تلك القوات الإسرائيلية الخاصة قبل أن يلفظ أنفاسه في المستشفى.

وتُظهر صورٌ واردة من مخيم النصيرات للاجئين آثار قصف شديد، وأهالي ينعون قتلاهم.

وتحدثت بي بي سي إلى عدد من أهالي المخيم، حيث قال عبد السلام درويش إنه كان في السوق يشتري خضاراً عندما سمع أزيز طائرات مقاتلة في الجو، وعلى الأرض سمع صوت إطلاق الرصاص.

وأضاف درويش: “ثم بدأت الشوارع تغصّ بأشلاء الجثث، والحوائط تتلطخ بالدماء”.

وأظهرت مقاطع فيديو التُقطت من غزة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي مشاهد تشير إلى وقوع مذبحة.

كما يُظهر مقطع فيديو التُقط من مستشفى الأقصى عددا من الناس يعانون إصابات بالغة مُطّرحين على أرضية ملطخة بالدماء ولم يعد بها مُتّسع لحركة الأطباء بين المرضى.

ويُظهر فيديو آخر، توافُد حالات جديدة من الإصابات محمولين على سيارة إسعاف وسيارة عادية، ويجري إدخالهم إلى المستشفى.

وقال مدير مستشفى العودة في النصيرات، مروان أبو ناصر، لبي بي سي عربي إن عدد القتلى الذين يصلون إلى المستشفى ظل يتزايد على مدى يوم السبت.

ونوّه أبو ناصر إلى عدم وجود ما يكفي من مستودعات الجثث في المستشفى بحيث تتعامل مع هذا العدد من القتلى.

وقال رجل إن أكثر من 40 من أفراد عائلته قُتلوا منذ يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول في غزة.

وأضاف الرجل لبي بي سي: “هذا المنزل، كان يحيا به 50 شخصا قبل أن يتعرض للقصف، أمسى لا يضمّ غيري أنا ووالدي وزوجتي”.

حالة نادرة من النقد

وأدت المشاهد الدموية على الأرض إلى حالة نادرة من النقد التنفيسي الموجّه إلى حماس من أهالي غزة.

وفي ذلك، يقول حسن عمر (37 عاما) لبي بي سي: “في مقابل كل رهينة إسرائيلية كان يمكن تحرير 80 سجينا فلسطينيا من دون أي إراقة دماء – هذا أفضل مليون مرّة من خسارة 100 قتيل”.

ويضيف حسن عمر قائلا: “رسالتي إلى حماس هي أن وقْف الخسارة يعتبر جزءا من المكسب، علينا أن نتخلص من أولئك الذين يتحكّمون فينا من فنادق قطر”.

يُذكر أنه في يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنّت حماس هجوما داميا على إسرائيل، وقتلت 1,200 شخص واختطفت 251 آخرين.

ولا يزال في غزة نحو 116 رهينة بينهم 41 جثة، بحسب ما يقول الجيش الإسرائيلي.

وفي يوم السبت، قالت وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى جراء هذه الحرب وصل إلى 37,084 شخصا.

بي بي سي

واشنطن: ندعم إسرائيل في استعادة الرهائن منذ أشهر

قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بلاده قدمت دعما لإسرائيل لتحديد موقع الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة، وأكد في الوقت ذاته أنها لم تشارك بالعملية على الأرض.

وأشار سوليفان في مقابلة مع شبكة “أي بي سي” الأميركية أن واشنطن تدعم تل أبيب في “استعادة الرهائن من غزة منذ أشهر وليس فقط خلال هذه العملية”.

جاءت تصريحات سوليفان بعد إعلان عدة مصادر إخبارية أن الولايات المتحدة كان ضالعة في عملية مخيم النصيرات التي تم خلال استعادة 4 أسرى من المقاومة، وقام خلالها جيش الاحتلال بمجزرة كبيرة راح ضحيتها أكثر من 200 شهيد فلسطيني.

فقد أفاد موقع أكسيوس أمس -نقلا عن مسؤول في الإدارة الأميركية- بأن ما وصفها بـ”خلية المختطفين الأميركية في إسرائيل” ساعدت في إعادة الأسرى.

مساهمة أميركية

من جهتها، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أميركي -لم تسمه- قوله إن خلية أميركية بإسرائيل ساهمت في العملية مع القوات الإسرائيلية.

في حين أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن معلومات استخباراتية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ساعدت الجيش الإسرائيلي في استعادة أسرى النصيرات، وأن المعلومات تم جمعها بمساعدة إطلاق طائرات مسيرة فوق غزة واعتراض محادثات.

ونقلت عن مسؤول أميركي -لم تسمه- أن فريقا من مسؤولي استعادة الرهائن الأميركيين المتمركزين في إسرائيل ساعد الجيش الإسرائيلي من خلال توفير المعلومات الاستخبارية وغيرها من الدعم اللوجيستي، ولكنها لم توضح ما طبيعة الدعم اللوجيستي الذي قدمته واشنطن لتل أبيب.

وفيما يخص صفقة تبادل الأسرى، قال مستشار الأمن القومي الأميركي لشبكة “سي أن أن” الأميركية إن واشنطن تريد “وقفا لإطلاق النار لكن ذلك لن يتحقق دون موافقة حماس على الصفقة”.

وكما جرت العادة مع المسؤولين الأميركيين، فقد طالب سوليفان بالضغط على حماس للقبول بما هو معروض عليها فـ”الفلسطينيون ونحن جميعا بحاجة إلى الصفقة، ويجب الضغط على حماس لتحقيق ذلك”.

وكان سوليفان قد ذكر أمس في بيان له “أن الولايات المتحدة تدعم كافة الجهود الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، ومنهم المواطنون الأميركيون، سواء بالمفاوضات الجارية أو وسائل أخرى”.

المصدر : الجزيرة + وكالات

غانتس يستقيل من حكومة الحرب الإسرائيلية ونتنياهو يرد

أعلن الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس استقالته من حكومة الحرب، التي يتزعمها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مخاطبا عائلات المحتجزين “أخفقنا في الامتحان، ولم نتمكن من إعادة أبنائكم”.

وقال غانتس إن “مشاركتنا في مجلس الحرب كانت للمصير المشترك، وليست شراكة سياسية”، مضيفا أن الخروج من حكومة الحرب قرار “معقد ومؤلم”، وهو قرار اتخذه “بقلب مثقل”، على حد تعبيره.

كما قال إن قرار الانسحاب جاء لأن نتنياهو يمنعهم من التقدم نحو تحقيق النصر الحقيقي.

واتهم الوزير، المستقيل من حكومة الحرب، نتنياهو بعرقلة قرارات إستراتيجية مهمة لاعتبارات سياسية، داعيا إياه للتوجه إلى إجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن وتشكيل لجنة تحقيق وطنية.

وتابع غانتس “لا بد من انتخابات تأتي بحكومة وحدة حقيقية صهيونية وطنية”.

تأييد الصفقة

وأبدى غانتس تأييده للصفقة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي جو بايدن، قائلا “أؤيد الصفقة التي عرضها بايدن، والتي طلب من رئيس الوزراء أن تكون لديه الجرأة لإنجاحها”، مضيفا “أقول لعائلات المختطفين إننا أخفقنا في الامتحان، ولم نتمكن من إعادة أبنائكم”.

وشدد على ضرورة بذل “كل شيء” من أجل الصفقة المعروضة لاستعادة المحتجزين في قطاع غزة.

ردود أفعال

من جهته، علق نتنياهو على قرار غانتس قائلا إن هذا “ليس الوقت المناسب للانسحاب، بل وقت توحيد القوى”.

وأضاف “بابي سيظل مفتوحا أمام أي حزب صهيوني مستعد للمساعدة في تحقيق النصر على أعدائنا، وضمان سلامة مواطنينا”.

من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن “قرار غانتس وغادي آيزنكوت الخروج من الحكومة الفاشلة مهم وصائب”.

وأضاف “حان وقت استبدال هذه الحكومة المتطرفة بحكومة عاقلة تعيد الأمن والمخطوفين، وتستعيد مكانة إسرائيل الدولية”.

المصدر : الجزيرة

حماس: مشاركة أميركا بعملية المحتجزين الأربعة تثبت تواطؤها بجرائم حرب غزة

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم السبت إن مشاركة الولايات المتحدة في “العملية الإجرامية” التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم بمخيم النصيرات وسط غزة وأعلن على إثرها عن استعادة 4 محتجزين، تثبت تواطؤ واشنطن في جرائم الحرب التي ترتكب في القطاع.

وأفاد موقع أكسيوس في وقت سابق -نقلا عن مسؤول بالإدارة الأميركية- أن “خلية المختطفين الأميركية في إسرائيل” ساعدت في استعادة المحتجزين الأربعة من غزة.

وأضافت حماس -في بيان لها- أن ما أعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إطلاق عدد من أسراه بعد أكثر من 8 أشهر من العدوان على غزة “لن يغير فشله الاستراتيجي”.

وأكدت أن “مقاومتنا الباسلة لا تزال تحتفظ بالعدد الأكبر من الأسرى وهي قادرة على زيادة غلتها، كما فعلت في عملية الأسر البطولية الأخيرة التي نفذتها في جباليا” نهاية مايو/أيار الماضي.

مجزرة وحشية

كما علقت الحركة على المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بمخيم النصيرات تزامنا مع العملية، وخلفت حتى اللحظة استشهاد 210 فلسطينيا وجرح أكثر من 400، واصفة إياها بـ”الجريمة الوحشية والمروعة”.

وقالت “في جريمة وحشية، تؤكد طبيعة هذا الكيان الفاشي المجرم، المارق عن قيم الحضارة والإنسانية؛ أقدم جيش الاحتلال الإرهابي اليوم على ارتكاب مجزرة مروعة بحق المدنيين الأبرياء”.

يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن اليوم تنفيذ عملية استعادة الأسرى الأربعة بتنسيق بين جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والوحدة الشرطية الخاصة من منطقتيْن منفردتيْن في قلب النصيرات.

وبثت هيئة البث الإسرائيلية صورا قالت إنها من شواطئ غزة، وتظهر نقل المحتجزين إلى مروحيات الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أن “مسلحين” لاحقوا السيارة التي حملت الأسرى وأطلقوا النار عليها وأصابوها بأضرار.

وذكر بيان لجيش الاحتلال أن الأسرى الأربعة كانوا ضمن المحتجزين من حفل النوفا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرا إلى أن وضعهم الصحي جيد، وأنهم نُقلوا لإجراء الفحوص الطبية في مستشفى تل هاشومير.

المصدر : الجزيرة

مقتل ضابط إسرائيلي ومشاركة أميركية في استعادة المحتجزين الأربعة

أفاد موقع أكسيوس -نقلا عن مسؤول بالإدارة الأميركية- أن ما وصفها بـ”خلية المختطفين الأميركية في إسرائيل” ساعدت في إعادة المحتجزين الأربعة الذين أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم استعادتهم من غزة بعملية في مخيم النصيرات وسط القطاع.

وفي أول تعليق له بعد إعلان استعادة الأسرى الأربعة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “إسرائيل لا تستسلم للإرهاب” وإنها تعمل لإعادة المحتجزين.

وأضاف “نحن ملتزمون بالقيام بذلك في المستقبل أيضا. لن نهدأ حتى نكمل المهمة” ونعيد جميع المحتجزين، سواء الأحياء منهم أو الأموات حسب قوله.

من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه تابع من غرفة القيادة عملية استعادة المحتجزين الأربعة تحت إطلاق نار كثيف، قائلا إن المهمة “نُفذت”.

وأضاف غالانت أن القوات التي استعادت المحتجزين عملت تحت قصف ناري مكثف وفي بيئة حضرية معقدة وفق قوله.

عائلات الأسرى

في المقابل، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين إن على الحكومة الإسرائيلية أن تتذكر أن “واجبها إعادة جميع المحتجزين الـ120” بالقطاع.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن ضابطا في وحدة اليمام قتل خلال عملية استعادة المحتجزين الأربعة، التي أعلن جيش الاحتلال في وقت سابق أنها تمت بالتنسيق بين جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والوحدة الشرطية الخاصة من منطقتيْن منفردتيْن في قلب النصيرات.

وبثت هيئة البث الإسرائيلية صورا قالت إنها من شواطئ غزة، وتظهر نقل المحتجزين إلى مروحيات الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أن “مسلحين” لاحقوا السيارة التي حملت الأسرى وأطلقوا النار عليها وأصابوها بأضرار.

وأضافت -نقلا عن مصدر- أن الجيش لم ينجح بإدخال مروحية قرب مكان إجلاء الأسرى واستعان بتعزيزات إضافية.

وذكر بيان لجيش الاحتلال أن الأسرى الأربعة كانوا ضمن المحتجزين من حفل النوفا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرا إلى أن وضعهم الصحي جيد، وأنهم نُقلوا لإجراء الفحوص الطبية في مستشفى تل هاشومير

وقال إن المحتجزين هم نوعا أرغماني وألموع مئير وأندري كوزلوف وشلومي زيف.

كما قال المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن مختلف الوحدات العسكرية البرية والجوية والبحرية شاركت في العملية.

وأضاف أن العملية قادها رئيس الأركان ورئيس الشاباك جنبا إلى جنب بعد أن تم إعداد الخطة لأسابيع على أساس معلومات استخباراتية بالتنسيق مع غرفة عمليات الشاباك وقيادة عمليات المختطفين.

عملية “مركبة جدا”

وأشار إلى أن العملية كانت “مركبة جدا” وشارك فيها مئات العناصر المقاتلة من الشاباك، والكتيبة 98، وسلاح المظليين، وأيضا عناصر من سلاح الجو وسلاح البحر عملوا لتأمين التغطية النارية.

وقد أظهرت صور خاصة حصلت عليها الجزيرة استخدام القوات الخاصة الإسرائيلية شاحنة مساعدات وسيارة مدنية لتنفيذ العملية.

وتظهر الصور دخول السيارات المدنية بحماية من دبابات إسرائيلية المناطق الغربية لمخيم النصيرات، في الوقت الذي شنت فيه الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات غير مسبوقة استهدفت المخيم ومناطق متفرقة وسط القطاع، وخلفت حتى اللحظة استشهاد أكثر من 150 فلسطينيا وعشرات المصابين.

يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل للشهر الثامن على التوالي حربه المدمرة على قطاع غزة، مما تسبب في عشرات آلاف الشهداء والجرحى، أغلبهم أطفال ونساء، وفي أزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

210 شهداء ومئات المصابين في مجزرة مروعة للاحتلال بمخيم النصيرات

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد شهداء مجزرة الاحتلال في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة إلى 210، وأكثر من 400 مصاب.

ويكتظ مستشفى شهداء الأقصى بالمصابين وجثث الشهداء، معظمهم من الأطفال والنساء الذين وضعوا على الأرض وممرات المستشفى نظرا لقلة الأسرّة والمستلزمات الطبية الأساسية.

وطال القصف الإسرائيلي محيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح. وقال الناطق باسم المستشفى خليل الدقران إن أعدادا كبيرة من الجرحى معرضون للموت بسبب خطورة حالاتهم ونقص الإمكانات الطبية.

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم المستشفى إن 55 شهيدا وصلوا إلى المستشفى، مما أدى لاكتظاظه وعجزه عن استقبال المزيد. وناشد الدقران المواطنين التبرع بالدم، كما طالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف العدوان.

وتواصل سيارات الإسعاف نقل المصابين من مختلف مناطق مخيم النصيرات التي تعرضت لقصف إسرائيلي مكثف.

وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر بغزة للجزيرة إن قوات الاحتلال نفذت عملية قتل جماعية راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، مشيرا إلى أن المنظومة الصحية تعاني من نقص حاد بعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أن أعدادا كبيرة من القتلى والمصابين تصل إلى مستشفى شهداء الأقصى، غالبيتهم من الأطفال والنساء، نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على عدة مناطق في المحافظة الوسطى بالقطاع.

وقالت الوزارة -في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك- إن عشرات المصابين يفترشون الأرض وتحاول الطواقم الطبية إنقاذهم بما يتوفر لديها من إمكانيات طبية بسيطة.

ولفتت إلى أن “مستشفى شهداء الأقصى يواجه نقصا حادا في الأدوية والمستهلكات الطبية والوقود، بالإضافة إلى توقف المولد الكهربائي الرئيسي”، مشيرة إلى أن المستشفى يواجه صعوبات كبيرة في السيطرة على الأعداد المتزايدة من الإصابات نتيجة القصف.

وقال شهود عيان إن عددا من الضحايا ملقون في شوارع مخيم النصيرات لا تستطيع أي من سيارات الإسعاف الوصول إليهم وإجلاءهم.

“هجوم وحشي”

أما المكتب الإعلامي الحكومي فقال إن جيش الاحتلال يشن هجوما وحشيا غير مسبوق على مخيم النصيرات ومناطق عدة في المحافظة الوسطى أوقع عشرات الشهداء والجرحى.

وأضاف أن الاحتلال يستهدف المدنيين بشكل مباشر، وأن كثافة القصف عاقت سيارات الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى المكان.

وأوضح أن الاحتلال يشن عدوانه مستخدما عشرات الطائرات الحربية وطائرات “كواد كابتر” والمروحيات بالتزامن مع قصف الدبابات.

وأكد المكتب أن “الاحتلال يمارس جريمة منظمة ضد المدنيين والآمنين والأطفال والنساء في كل أرجاء المحافظة الوسطى”.

وحمّل المكتب الحكومي الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عما سماها الجريمة الكارثية التي أريقت فيها دماء عشرات الأبرياء.

وأعلنت مصادر أمنية فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي استهدف عدة منازل سكنية ومناطق مفتوحة في مخيم النصيرات ومدينة دير البلح مما أدى إلى مقتل عشرات الفلسطينيين.

وأوضحت المصادر الأمنية أن قوة عسكرية إسرائيلية خاصة تسللت إلى مخيم النصيرات وسط تغطية جوية وبرية من الآليات العسكرية الإسرائيلية، حيث قامت تلك القوة بمحاصرة منزل واشتبكت مع عدد من المسلحين الفلسطينيين المتواجدين في ذلك المنزل.

وقبل قليل، أفاد مراسل الجزيرة بشن قوات الاحتلال قصفا استهدف منزلا في مخيم النصيرات أيضا.

وجاءت هذه “المجزرة” الإسرائيلية بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال تمكنه من استعادة 4 أسرى في عملية مركبة في مخيم النصيرات تم التخطيط لها منذ أسابيع.

وأظهرت صور خاصة للجزيرة استخدام القوات الإسرائيلية شاحنة مساعدات وسيارة مدنية لتنفيذ العملية.

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول بالإدارة الأميركية قوله إن “خلية المختطفين الأميركية في إسرائيل” ساعدت في العملية.

المصدر : الجزيرة

مسؤولون أميركيون استقالوا بسبب حرب غزة يخططون لتحرك جماعي

قالت شبكة “سي إن إن” الأميركية إن مجموعة من المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن الذين استقالوا بسبب تعامل الإدارة مع العدوان الإسرائيلي على غزة، يعملون معا لدعم المعارضة والضغط على الحكومة لتغيير مسارها.

وأوضحت الشبكة أن بايدن يواجه ضغوطا من الخارج والداخل بسبب دعمه لإسرائيل بعد 8 أشهر من الحرب على غزة، وأشارت إلى أنه على الرغم من أن خطاب الإدارة أصبح أكثر قسوة -مع التحذيرات من أن إسرائيل يجب أن تفعل المزيد لحماية المدنيين والسماح بدخول المزيد من المساعدات- فإن السياسات ظلت دون تغيير إلى حد كبير.

وتحدثت الشبكة إلى كل من جوش بول وهاريسون مان وطارق حبش وأنيل شيلين وهالا هاريت وليلي غرينبيرغ كول وأليكس سميث وستايسي جيلبرت الذين أعلنوا في الأسابيع الماضية استقالتهم.

وقال هؤلاء إنهم شعروا بأن وجهات نظرهم وخبراتهم ومخاوفهم لم يتم الالتفات إليها، وإن الإدارة تتجاهل الخسائر الإنسانية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية. وتحدثوا عن عدم انتباه الإدارة لتأثير الحرب على مصداقية واشنطن

وأجمع المسؤولون الذين تحدثوا للشبكة على أن لديهم العديد من الزملاء الذين ما زالوا داخل الحكومة لكنهم يوافقون على قرار المغادرة.

وبناء على ذلك أكد المستقيلون أنهم يعملون على تحقيق هدفين، الأول يخص تقديم الدعم والمشورة لزملائهم -سواء من اختاروا المغادرة أو الاستمرار في المعارضة من الداخل- فيما يشمل الهدف الثاني العمل على  زيادة الضغط على الإدارة لتغيير مسارها.

وقال جوش بول، الذي كان أول مسؤول أميركي يستقيل بسبب الحرب على غزة؛ بعد انسحابه من وزارة الخارجية الأميركية في أكتوبر/تشرين الأول، “نفكر في كيفية استخدام اهتماماتنا المشتركة ومواصلة الضغط معا من أجل التغيير”

وأوضح أليكس سميث أن المستقيلين كانوا على اتصال ببعضهم البعض، ويأملون في استخدام قوتهم الجماعية “لإسماع أصواتنا بشكل جيد، والتحدث نيابة عن العديد من الموظفين الذين ما زالوا يعملون ولا يمكنهم التحدث لأنهم يرغبون في الاحتفاظ بوظائفهم”

إدراك مبكر

واعترف بعض المستقيلين بأنهم أدركوا مبكرا في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أن رد فعل الحكومة الإسرائيلية سيكون عنيفا.

وقالت ليلي غرينبرغ، الموظفة السابقة في وزارة الداخلية والتي كانت أول مسؤول يهودي يستقيل علنا “لقد أمضيت الأسابيع القليلة الأولى أعاني بسبب التعامل مع الصدمة والحزن على فقدان الناس، ولكن أدركت أيضا على الفور تقريبا أن كل ما سيحدث، كرد فعل، سيكون وحشيا وفظيعا”.

وأشارت غرينبرغ إلى أنها شعرت “بخيبة الأمل” منذ البداية بسبب رد الإدارة، “لكن أردتُ أن أرى ما يمكنني فعله من الداخل بسبب قربي من السلطة”. وقالت إنها شعرت أن المخاوف التي شاركتها تم تجاهلها، وبلغ الأمر إلى اعتبارها في مرحلة ما “مثيرة للمشاكل”.

وأضافت “وصلت إلى نقطة لم يعد بإمكاني فيها أن أكون صادقة مع نفسي وأمثل الإدارة”، لتعلن استقالتها في مايو/أيار الماضي.

بدوره، تحدث هاريسون مان، ضابط الجيش اليهودي الذي كان أول عضو في مجتمع الاستخبارات يقدم استقالته في نوفمبر/تشرين الثاني، عن تجربته وقال “لقد كنت يائسا بشأن مسار الحرب في غزة، بدا واضحا في وقت مبكر أن الإسرائيليين سيقتلون أعدادا كبيرة من المدنيين بشكل عشوائي”.

وأوضح مان أن الاستقالة كانت “عملية بطيئة للغاية ومطولة”، لذا فهو لم يترك وظيفته فعليا حتى هذا الأسبوع ولم يخبر الناس عن سبب استقالته حتى وقت قريب خوفا من أن يصبح “شخصا غير مرغوب فيه”.

رد إدارة بايدن

في المقابل، أكد مسؤولو إدارة بايدن أنهم يحترمون اختلافات الآراء، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر “نحن نستمع إلى الناس. نريد أن نسمع آراءهم. نريد أن نسمع الخبرة التي يقدمونها. لكن في نهاية المطاف، الرئيس والوزير وغيرهما من كبار المسؤولين هم الذين يتخذون القرارات بشأن ما يجب أن تكون عليه سياسة الولايات المتحدة”.

بدورها، قالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور “لدينا الكثير من وجهات النظر في الوكالة تنتقد السياسة الخارجية الأميركية. لدينا وجهات نظر تعتقد أننا نبذل كل ما في وسعنا، ومهمتي هي الاستماع إلى تلك الآراء، وخاصة تلك التي تسترشد بالحقائق على الأرض والأفكار حول ما يمكننا القيام به أكثر”.

وأضافت “الوضع سيئ. يعيش المدنيون في رعب وحرمان لا يمكن تصوره. لذا، إذا لم يكن هناك أشخاص، خاصة في مؤسسة مثل وكالتنا التي لها اهتمامات إنسانية وإنمائية، غير راضين عن ما نقوم به، فإن ذلك سيكون مخيبا للآمال”.

المصدر : سي إن إن