تقرير: هجوم سيبراني على إسرائيل، مؤشرات الانفكاك الصيني “الإسرائيلي”
في ظل اتهامات للصين منذ فترة نشطت بشكل كبير عام 2021، تعرضّت عشرات المواقع الإلكترونية التابعة لشركات حكومية إسرائيلية وشركات من القطاع الخاص إلى هجمات سيبرانية، ويرجّح أن الهجمات نفذّت منذ العام 2019 وتواصلت لعامين، وهدفت قرصنة البيانات والحصول على المعلومات عن الهيئات والشركات الإسرائيلية، بحسب ما أفادت صحيفة “هآرتس”، اليوم الثلاثاء. الذي من المرجح أنه نشأ في الصين، وفقًا لشركة الإنترنت الدولية FireEye، التي حققت في الأمر لمدة عامين. يعد هذا أول هجوم إلكتروني صيني مكثف يُسجل في “إسرائيل” حسب ادعائها، وهو جزء من حملة واسعة النطاق شملت العديد من البلدان بما في ذلك إيران والمملكة العربية السعودية وأوكرانيا وأوزبكستان وتايلاند.
وذكرت الشركة العالمية في تقريرها أن الهجمات السيبرانية الصينية هدفت إلى قرصنة المعلومات والحصول على أسرار تجارية، وتركزّت الهجمات على اختراق البريد الإلكتروني وسرقة وثائق ومستندات سرية، حيث تم قرصنة اسم المستخدم وكلمات السر بغيّة مهاجمة واستهداف هذه المؤسسات لاحقاً أو من أجل الوصول عبر اختراق هذه المؤسسات لخدمات أخرى.
وقالت الباحثة في شركة “FireEye”، سونز يشار، التي أشرفت على الجانب الإسرائيلي في التقرير إن “الصين لديها خطة لإنشاء خط بري وبحري حول العالم” “خطة الحزام والطريق”.
وأضافت إن ما ورد في التقرير عن الهجمات السيبرانية الصينية “يرتبط بمناقصات البنى التحتية الضخمة التي يشارك فيها الصينيون في “إسرائيل”، مثل الموانئ أو القطارات. مشيرةً إلى أن “هناك العديد من الشركات الإسرائيلية التي تنشط وتختص بالمجالات التي هي في صميم المصلحة الصينية، كما ينعكس ذلك في الخطط الخماسية لهذه الشركات”.
وبحسب الباحثة يشار، فإن مصدر آخر لاهتمام الصينيين في إسرائيل، هو “قطاع التكنولوجيا، إذ يهتمون أيضا بالمعرفة في مجال الإنترنت والطاقة المتجددة والتكنولوجيا في مجال الزراعة والاتصالات في الجيل الخامس والمزيد من المواضيع”. ويعد هذا القطاع من أهم القطاعات لدي الصين وهو ما تتعاون فيه سابقاً مع إسرائيل.
من جهته أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في شهر يوليو الماضي، أن قراصنة متعاونين مع وزارة أمن الدولة الصينية، هم الذين نفذوا عملية التجسس الإلكترونية الضخمة التي استهدفت في وقت سابق هذا العام آلاف أجهزة الحاسوب (الكمبيوتر) التابعة لمؤسسات حكومية أميركية، مستغلين ثغرة في أنظمة “مايكروسوفت”.
وفي بداية لمرحلة جديدة من التوتر مع الصين، انضمت أميركا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأستراليا واليابان ونيوزيلندا وكندا لتوجيه الاتهامات إلى بكين بشأن الهجوم السيبراني الكبير الذي اكتشف في مارس/آذار الماضي، وذلك وفق وثيقة نشرها البيت الأبيض صباح اليوم.
-قراصنة متعاقدون:
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن وزارة أمن الدولة الصينية “تستخدم قراصنة مجرمين تتعاقد معهم لشن عمليات عبر الإنترنت غير مصرح بها عالميا، بما في ذلك لمصالحهم الخاصة”. وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قوله إن الهجمات السيبرانية التي انطلقت من الصين، لتؤثر بذلك على الآلاف من أجهزة الحاسوب والشبكات حول العالم.
-اتهامات تعاون بين الصين وإيران:
ينسب تقرير نشرته مجلة فوربس الأميركية إلى وزير الاتصالات وتكنولوجيات المعلومات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي قوله الأسبوع الماضي إن بلاده والصين تقفان في خط جبهة موحدة لمواجهة الهيمنة الأميركية بمجال تكنولوجيا المعلومات.
ويقول الكاتب زاك دوفمان في تقريره إن تصريح الوزير الإيراني يأتي بعد تصريحات أخرى مماثلة له في بكين بعد لقائه نظيره الصيني مياو وي.
ويشير التقرير إلى أنه سبق لوزير الخارجية الصيني وانغ يي أيضا أن صرح في مايو/أيار الماضي بأن بلاده تعارض العقوبات الأميركية الأحادية الجانب وأحكامها المسبقة بشدة، وأن بكين تتفهم ظروف إيران واهتماماتها وتعمل على حماية مصالحها المشروعة.
الخلاصة:
تهتم الصين بشكل كبير في التكنولوجيا ومجالاتها المختلفة، لما لها من أهمية كبيرة في التنمية الاقتصادية والقدرة في الحصول على المعلومات، وهو النشاط البارز في العلاقات الصينية الإسرائيلية، نظراً لقدرة إسرائيل في مجال التكنولوجيا والتي تشكل بوابة مهمة لها في مجال سياستها الخارجية وتحقيق اجندتها وبرامجها في المجالات المختلفة، وفي ظل الضغط الأمريكي على إسرائيل بالحد من التعاون التكنولوجي مع الصين، وهو محدد مهم في طبيعة وشكل العلاقات الضاغطة بين إسرائيل وأمريكا، وفي هذا الإطار: ربما ذهبت الصين إلي حلول خشنة من أجل الاستفادة الأكبر في هذا المجال من خلال العمليات السيبرانية.